إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 11:55
المحور:
الادب والفن
لن يمسك بكَ شيطاني ...
فقد قيدتُه وأبعدتهُ عنكَ ..
وتمرد عليٌ ، فرميت روحي اليه ..
وطلبت منهُ تقييدي بدلاً عنكَ ..
بدأ يستوطن كل حدودي ..
ويستنزف مشاعري بقسوة ..
وأعاد اليٌ كل الكؤوس التي تجرعها غيركَ ..
جرجرني الى كل الدروب التي مررتَ بها يوماً ..
وقال لي ...
عددي لي خطواتهُ ..
ذاك الرجل الذي قيدتيني من أجلهُ ...
وقذف بخيالاتي بعنف ...
وقال سأنتقم لكل رجل مارستي معهُ حروب الامبالات ...
والتجافي والقسوة ...
سأسقطكي اليوم في دروب رفضتي السير فيها ...
أيتها المرأة ...
التي تعبث في كل الأزمنة ...
سأفجر رحم فؤادكِ ..
كي لا يزورهُ حبيب أو عشيق ...
سأحرق كل أوراقكِ وصفحاتكِ ...
وأبتر أناملكِ التي تعانق أحرفكِ .
وأعلق رقاب كلماتكِ ...
على مشانق ذاك الرجل ...
هذا الرجل ...
يرغب في معرفتكي ...
ماذا يريد أن يعرف عنكِ ؟؟؟
مثلاَ .. كم مرة ولدتِ ؟؟؟
وكم مرة متِ ؟؟؟؟
هل يرغب ....
بالولوج إلى عوالمكِ ؟؟
وكيف لطخ الحبر دمعكِ ...
هل يريد معرفة ؟؟؟
سيرة ولادتكِ ؟؟؟ وكيف هي ؟؟؟
هل يستطيع أحصاء عصورها ؟؟
ومعرفة كيف كنتِ مؤدة ؟؟؟
وكيف باعوكي واشتروا فيكِ ؟؟؟
وكيف رجموكي ؟؟؟
وعلقوا أشلائكي على أعواد المشانق ؟؟؟
وقاموا بحرقكــِ ...
وغادرت الروح رماد جسدكِ ...
ودفنت في وديان العصور ...
ونسوا ذكراكِ وأضمحلت صورتكِ ....
ووووو... أبـــوح أليكَ ...
يومهــا لـــ ...
صــــرخة مدوية !!!
صـــرخة ...
توقضني من رماد المعتق ...
وأنهض مشــطورة الــوعي ...
وقشعريرة تجتاح جســـدي المُترب ...
خَدَرُ شُلَ أعصابي ....
أركــض وأركض ....
وأنا هنـــا ولستُ هنا ....
انتفاضات الذكريات من على كتفي تُهلكني ....
أُسارع الآن لأنزوي بعيداً ...
الذكريات تحرقني ...
وثلج شعوري يذيبها ...
استثنوني من الرقود بسلام هذا المساء ...
رغم إني رقودي كان على حصير الوجع ...
استثنوني من العشق .."
ورموني بتلك الوديان .....
كنت أبوح للرياحْ بقهري ....
وموجات أصواتها تتردد في أذني ...
وأحاول الانتحار ...
فتضحك الرياح عليٌ ...
ضحكت تستفزني ويعاود صوتها التردد في مسامعي ...
بكلمات تنبئني بفنائي ...
ولا وجود لذكري ...
لَيتَهُم يَدركون ثُقل جُرمَهم باقتراف الفناء ...
موجِعَ طعم فنائي
وأنصهر مناديه هل من مجيب ؟؟؟
قرأت أوجاعي بصوتٍ عالٍ
فيصلب ندائي على جذع اليأس ...
يمر من أمامي شبح النسيان وأتوسل أن يرحمني ..
وعبثاً ... يسمع توسلاتي ..
ربمــا أنا ...
تلك الطفلة التي تعبث في أحشاء أمها..
تُبعثر أحشاءها قَبل أغتيالها ...
تُجهض عليها وتخنق وجعها ...
ربما أنا ..
عَصبُ جُنَ في رأس عاشق ...
يشتد عليهِ ، كلما شفا جرحهُ من لقاء حبيب لهُ ...
فيعاود توترهُ ليصيبهُ بالجنون ..
ربما أنا ...
رماد أنثى كانت عاشقة ..
فماتت وتحولت الى رماد ..
لمرض عضال أصابها ..
يسمى فقدانك ...
ربما أنا ...
روح بدون جسد هائمة في حُبُكَ ...
ساكنة أمام رقعة إحتضارها ...
علكَ تتذكر يوماً ، وتجرجر هذه الرقعة ..
لتحٌضر روحها ...
ربما أنا ...
وهماً من خيالك يوماً جلست وترآى لكََ ..
ورن هاتفُكَ ، فأستدرتَ لترد ...
وأبقيتني معلقة في خيالكَ دون محاولة منكَ ...
أسترجاعي الى عالمي المنفي ...
ربما أنا ...
نبضكَ المتشبث فيكَ ...
رذاذكَ ... بصيص نور بصركَ .. .
يوجعكَ فتحتسي خمراً يُلوث روياك وتنام ...
هــل ،، ؟؟؟
لوجودي أنتباه منكَ ...
وأنا ، أمتطي الاختفاء والظهور ..
علني أجد لفقداني مكان لديك ..
ثم يرتطم رأسي بجدار أقداري ..
ليسترجعي من ،، فقدان وعي ...
ويذكرني أني مقيدة ...
ربما هو هاجسكَ يقتحمني ويحاول فكَ قيودي ...
وربما هو الحب يأبى ألا أن يكون مكبلاً لي بدل قيودي ...
ألستَ أنت يارجُل...
أم أنكَ وهماً .. وحياً ... روحاً .. أم ؟؟؟؟
ذات مساء أنتعلتُ الرحيل لقلعة عجوز تخيط القلوب ...
فقرعت أبواب قلعتها بخوف ورهبة ، فلم يجيبني أحداً ...
رَبطتُ قدماي بسلاسل أوجاع أقداري ببوابة قلعتها ...
ووقفت أصرخ وأصرخ وأقول ...
أجيبيني ياعجوز أجيبيني يامنقذتي ...
ولكن لا مجيب !!!
بكيتُ وبكيتُ ... وبكيتُ ...
حتى توقف دمعي من الهطول ..
وأستحال بكائي أبكم ...
وجلست أنظر الى السماء والنجوم ...
حتى فتح باب القلعة ، وخرجت منها أمرأة لا أضنها من البشر ..
رمقتني بنضراتها المخيفة وأبتسمت ..
وقالت لي ...
ماذا تريدين ؟؟ ...
رفعتُ بوجعي اليها وبصمت أقتلعت قلبي وغرزت فيه أسنان ...
وقامت بخياطتهُ /// بألم وهو ينزف وكل قطرة تسقط ...
يصاحبها أشتعال رأسي بالشيب ..
حتى يبس قلبي ..
أحسست بثقله على جسدي ..
وكأن بداخلي وجع ، لكني لا أفقه وجعي لما؟؟؟
وقالت لي قبل رحيلي ...
تذكريني جيداً وتذكري جرحكِ ..
لاتجعليه ينزف تارةً أخرى ...
أهربي من عشقُ سيلاحقُكِ ...
أهربي ولا تقفي أمامهُ ..
لانهُ سيفتح قلبكِ ...
ولكن ليس للحب والعشق بل ..
لتمزقهُ فيتهاوى منكِ
وتفنيكِ ..
ياقلبي ، اليوم ، أحدثكَ ..
أتأذن لي بلحظات لخيانتُكَ ..
لحظات مع ذاك الحلم ...
مع ذلك الرجل ...
أعلم أنني أن خنتكَ ...
ستتمزق .. وتنفيني ...
صدى كلماتهُ يتردد في داخلي
وترقص له خفايا روحي
سأبكي كثيراً .... وكثيراً .. علك تموت في ذاتي ...
فما جدوى الحياة بلا ،،، قلب .
وما جدوى الحنين الى ذاك الرجل بلا ،،،، امــل ...
والـــمي ..
وخــــوفي ..
وحــــــزني ...
وأشياء تنبض اليك ....
وموتي ... وأنت ...
هــــــل ستحتضن أوجاع قلبي يوماً
لتستأصل الوجــــع
وهــل ؟؟؟
سيكون لشجون حرفي أنتباهاً لديكَ
كيف أنسى تكسر قلبي
أمام قلعة تلك العجوز ..
آه ..
ألمــــــــا
يجتاح روحي ويندبها مُراً
يختلط انين الحنين اليك بخيوط وجعي
ليهتز جسدي برعود الألــــم ..
وتتلبد أشلائي بسحب الفقدان ؟؟؟؟
ربـــــما!!!!
لاغتسل بسخط أيامي
ليتلون جلدي بلون الاشتياق ..
بعد لون الاصفرار ,,؟
كَيفَ أبتعد عنك ؟؟
ربما كألماً أبعدهُ بخدر مبهم منبعهُ ..
كيف ؟؟ ألون ...
نبضي بلون لتتعرف عليهِ
أنا نبضي لا يمد الى البشر بعلاقة
قطرات منهُ تجعلكَ تهذي بالجنون
ولن تستطيع العيش بدوني
أمنحكَ الحياة مني ودون أن تمنحي الحياة
وجودي ..
حتى بعد مماتي ورحيلي
ستذكرني كالحكايات
وتتذكر
كيف أنني كنت عاصفة بين يديك
وكيف كنت الكتابة.. منكَ..
تتذكر
كيف أصبحتُ بركاناً حارقاً
وفي جنون..!؟
فكل أشلائي
كانت مجنونة منذ أن سكنتها روحك
وتناثرت
كرماد الاجساد المحروقة من الاموات
تتذكرني
كيف أتجولُ بروحي بعالمكَ
بدون جسد
وتلعني أمراءتكُ بطلاسم
وتحرقني
تتذكرني
كيف أدخل محراب السيدة
وبطقوس جنوني..!؟
تُعلق روحي وتصلبها
هاهي كلمات روحي في فضاءكَ باقية ..
تهيم بلوعة ...
متى ترجعها الى جسدها وتريحها ..
متى تفقد لوعتها ...
هذه الروح المعذبة ...
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟