|
ستة عشر عاماً على رحيلك يا - أبا عدنان قيس -
يوسف أحمد - فلسطين
الحوار المتمدن-العدد: 2361 - 2008 / 8 / 2 - 10:43
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لكننا لم نودعك يوماً قبل ستة عشر عاماً وفي شهر آب من العام 1992 كان الرحيل، وإستفاقت فلسطين وبيروت، ومخيمات اللجوء والشتات على خبر رحيل القائد الكبير سنديانة فلسطين عبد الكريم حمد "ابو عدنان قيس"، ذاك القائد الذي تجذرت نضالاته ومسيرته في أعماق الأرض الفلسطينية وفي جبال الجليل الشامخة، وقد امتدت جذوعها في كل مواقع النضال الوطني والقومي، حاملة في طياتها مسيرة قائد نذر نفسه من اجل شعبه وقضيته ومن أجل كل قضايا التحرير والتقدم العربية. هو ابو عنان قيس، أحد القادة المؤسسين للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ولحركة القوميين العرب وأحد أعلام ورموز النضال الوطني الفلسطيني والعربي. هو السنديانة الفلسطينية الشامخة، التي لم يقهرها قدر ولا جبروت عدو ولا طغيان عدوان، حتى أضحت هذه السنديانة علامة من العلامات التي تؤشر للنصر مع صباح الفلاحين والصيادين والعمال، ومع صباح الأمهات والأطفال والعاملات. ذاك القائد الذي لم يتعب يوماً، لم تثقله مهمات النضال.. فكان الرمز والقدوة للصلابة والعزيمة والإرادة القوية في مواجهة كل التحديات والمؤامرات، التي كانت وما تزال تستهدف القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني. أكتب هذه الكلمات في ذكرى رحيلك ايها القائد، وانا حزين، لأن القدر والزمن كان أسرع مني وسبقني قبل رؤياك ، فلم تحظى عيوني برؤيتك والجلوس معك والتحدث اليك. لقد غيبك الموت يا أبا عدنان، لكن إسمك وصورتك بقيت محفورة في القلب والوجدان، لم نودعك يوماً لأنك ما زلت في القلب والفكر والذاكرة، وروحك ما تزال موجودة في كل شارع وقرية ومخيم. وعزاؤنا اليوم وفي ذكرى رحيلك وغيابك، أنك تركت جبهة شامخة وإرثاً كفاحياً ناصعاً، وأجيالاً من الرفاق المناضلين الأشداء الذين تعلموا وتتلمذوا على يديك، واستمدوا من قوتك وصلابتك ارادة قوية، وحافظوا على ذات النهج وذات المسيرة التي ما زالت تتواصل حتى انتزاع حقوقنا الوطنية. كيف لا ونحن بالأمس القريب استقبلنا كوكبة من شهداء هذه المسيرة الناصعة، 197 شهيداً، منهم 44 من شهداء الجبهة الديمقراطية عادوا الينا بعد تحريرهم من مقبرة الأرقام الصهيونية، ومنهم من أبى الا أن يرقد في جوارك في مقبرة شهداء صبرا وشاتيلا، ليقولوا لك لقد وفينا بوعدنا اليك وسرنا على ذات النهج، وعدنا منتصرين بدمائنا وشهادتنا التي لا بد يوماً من أن تبزغ فجراً وحرية وعودة وإنتصاراً. كم نفتقدك في هذه اللحظات يا ابا عدنان، وفلسطين تئن من جراحها، من جرح الإنقسام الداخلي وإقتتال إخوة النضال والسلاح في غزة والضفة الغربية. إبعث اليهم برسالة لعلهم يصغون اليك، لأننا لم نترك وسيلة الا واتبعناها ، لكنهم وللأسف لم يصغوا بعد الى نداءات الشعب ونداءات الوحدة الوطنية. أخبرهم انهم يقتلون الشهداء مرة تانية، اخبرهم انهم يساهمون في هدر الوقت الذي يحتاجه شعبنا ليكمل مسيرته ويستعيد حقوقه. أخبرهم بأن الوحدة الوطنية فوق كل اعتبارات السلطة والإمتيازات الفارغة، وأن المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الفئوية والحزبية، ولا خيار أمامنا إلا الوحدة الوطنية التي تشكل الضمانة لإنتصار المقاومة والإنتفاضة. قل لهم أن فلسطين وحقوق شعبنا لا يمكن استعادتها الا بالوحدة الوطنية والشراكة السياسية والبرنامج الوطني الموحد. حذرهم من العودة الى اتفاقات المحاصصة الثنائية، التي لم تجلب لنا سوى الويلات والتي كانت السبب في هذه الإنقسام وفي الحصار المفروض على قطاع غزة. ذكرهم بأن هناك ملايين اللاجئين يئنون من الحصار في غزة، ومثلهم ايضاً يعيشون المعاناة والحرمان في مخيمات اللجوء والشتات وعيونهم شاخصة نحو الوطنن ينتظرون ساعة العودة الى قراهم وبيوتهم في عكا وحيفا ويافا وطبريا والجليل ... يا ليتهم يسمعونك ويعودون الى صوابهم، ويلبوا نداء الوحدة الوطنية نداء العقل، نداء الأسرى الذين قاموا بواجبهم ودورهم رغم معاناتهم، وصاغوا من خلف القضبان وثيقة الوفاق الوطني، التي لم يحترمها البعض خارج قضبان السجون بفعل النظرة الضيقة، وتغليب المصلحة التنظيمية على المصلحة الوطنية. أعذرنا يا رفيقنا وشهيدنا إن كنا نطالبك بالكثير، فهذا لأنك كبير وعظيم، وعهدنا اليك أن نبقى على الوعد والعهد، وستظل فينا ذاكرة لا تنسى، وكفاحاً لا يلين ، ومخيمات شتات صوتها يدوي لا للتهجير لا للتوطين، نعم للعودة ، نعم للحرية والإستقلال واقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. وستبقى مسيرتك ورفاقك الشهداء عمر القاسم والنزال وبهيج وفايزة وايمن البهداري وابوعلبة وآلاف الشهداء مفخرة لنا، لأنكم أكدتم بإستشهادكم للعالم أجمع أنكم رجال فلسطين، فنلتم أرفع وسام في الحياة وسام الشهادة ووصلتم بعد الشهادة الى مرتبة الخلود.
#يوسف_أحمد_-_فلسطين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
-
التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«
...
-
تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال
...
-
الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا
...
-
أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا
...
-
العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
-
عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
-
الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|