أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة














المزيد.....

روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


" قراءة في حلقة من كتاب "
الآنسة ، الكاتبة والمهندسة المعمارية روزا الياسين تنقل لنا وفي الحلقة الأولى من كتابها – من ذاكرة المعتقلات السياسية في سوريا بأسلوب أدبي رائع مما دفعني إلى مراســلتها لأطلب منها نشر المقال الذي وصبني عن طريق الايمايل في (مجلة الخطوة) ، فاعتذرَت ولكن بعد فوات الأوان حيث تأخرت في إرسـال الجواب مما جعلني أعتقد بأنها لم تمانع من النشر .
ففي الحلقة الأولى من كتابها (من ذاكرة المعتقلات السياسية ) تنقل لنا صورة عن حال المعتقلات السياسيات في سوريا بأسلوب أدبي ممتاز استقدمته بتعريف بسيط عن الفرق بين الكتابة الروائية والكتابة التوثيقية ، وفي نهاية المقدمة أعطتنا القرار الذي قررت اتخاطه ألا وهو التضحية بروعة التخيل الروائي مقابل حفظ الحقيقة والتجربة .
ثم تتابع تحت عنوان (بمثابة مقدمة) فتورد ماقاله البحتري عن حالة المسجون :

وأسير غدا ً له السجن لحدا فهو حي في حالة الملحود

ومقولة أوردها الكاتب سـعد الله ونوس في مســرحية منمنمات تاريخية يقول فيها (آزدار ) آمر فلعة دمشق عندما اجتاح تيمورلنك دمشق قولا ً يشبه قول البطل السوري الكردي الأصل (يوسف العظمة) فيما بعد عندما أرسل غورو إنذاره بحل الجيش السوري :
" إني أتحصن في هذه القلعة كي لايقال في قادم الأيام اجتاح تيمورلنك هذه البلاد ولم يوجد من يقاوم ." .
تقول الكاتبة الياسين أن تجربة المعارضة السياسية في بلاد الديكتاتوريات وبمختلف أطيافها جزء لا يتجزأ من هذا النسق الذي قال عنه بريشت : فغدا ً لن يقولوا كان زمنا ً صعبا ً ، بل سيقولون : لماذا صمت الشعراء ؟ ..
وترى الياسين أن التجربة النسائية بين صفوف المعارضة تؤكد على ذلك ، لكنها كانت تصطدم على الدوام بالرعب المعشعش في قلوب المعتقلات ، مما جعل الكاتبة لا تحيط بالصورة كاملة .
وتجاوب الكاتبة على السؤال التالي : لم الكتابة عن السجن ؟ وهل سيحقق النص الجمال المطلوب ؟
هل سأغدو بعد القراءة كما كنت قبلها ؟
فتقول : يجب معاملة الكتاب ، وكل ما يكتب عن السجون ، كومضات ضوء تتوالى في العتمة .. لن يتضح المشهد إلا بتوالي الومضات وتكثيفها في تجارب متعددة بتعدد مسارات الطغاة ، متنوعة بتنوع أساليب تعذيبهم وقمعهم ، وعميقة عمق أقبية السجون .
تذكر الكاتبة : لينا " إحدى ضحايا المعتقل " التي كانت ترن في أذنها كلمات أوردال أوز – الكاتب التركي – الذي كان يترجى جسده بلسان بطل روايته كي يساعده على الاحتمال أثناء التحقيق وهي تتلقى ضربات الكرباج اللاسعة على باطن قدميها .
كان وعلى رأي الياسين فارق كبير بين الطي قرأته لينا وبين الواقع الذي عاشته في المعتقل ولفترة طويلة .
وفي كتابتها تستشهد الآنسة الياسين بالملاحم الإغريقية في أمثالها حيث تشبه نظرة المعتقل أو المعتقلة إلى سنواته المنقضية في السجن بقصة " أورفيوس" الذي خسر حبيبته عندما التفت إلى الوراء عبر ممرات الظلام الواصلة إلى أقاليم الموتى السفلية .
ثم وتحت عنوان : الحب غير الحب ، والفرح غير الفرح تورد الكاتبة ماقالته الكاتبة المصرية فريدة النقاش : " لم يعمل أحد بالسياسة من أبناء جيلي ويفلت من تحربة السجن ، أصبح السجن إذا ً جزء من الوجدان الوطني العام " .
تنقل لنا الياسين صورة التحقيق مع ناهد وقد غطى السجان عينيها بطماشة وتركها في غرفة التحقيق تواجه المحقق بعد " حفلة " تعطيب بالدولاب استمرت لساعات ، وكيف كان يكيل إليها الشتائم خلال التحقيق ممعنا ً بالإهانة .. إهانة في شتائمه .. في ضربه لها ، وبوضع الحذاء في فمها أثناء التحقيق .
كما سلطت الضوء على هند التي بحثت عن نبض الحياة بين جدران الزنزانة المظلمة حيث تعرفت على نزيل الزنزانة المحاورة وتبادى حبا ً من وراء الجدران .. تبادلا رسائل ، ومحارم ، وعلب كبريت ، ودخان قبر فراغ الطاقة الموجودة في سقف الزنزانة .
كان واثقا ً من خروجها ولذا ترجاها أن تزورأهله ، تتعرف عليهم ، وتطمئنهم عليه ..
ولما خرجت كان خروجها إلى سجن آخر هو سحن النساء .
لم يسمح لها الوقت بإخباره أنها ستنتقل .. نسيت في زنزانتها رسائله ، ومسابح نوى الزيتون ..
وعلمت فيما بعد أنه بقي معتقلا ُ ست سنوات أخرى .

استطاعت الآنسة روزا أن تستهوي القارئ وتشـــده لقراءة كتابتها باسلوبها الأدبي الرائع ، وتصويرها للحوادث التي ألمت بالمعتقلتين " ناهد و لينا " تصويرا ُ دقيقا ً ومشوقا ً ، كما أنها اسـتندت إلى مراجع أدبية تدل على سعة إطلاع على الآداب العالمية .
روزا جعلتني أنظر على الوراء .. إلى ذلك النفق المظلم ..
وأعادت إلى مخيلتي أيام التحقيق الأولى في أحد فروع الأمن إثر انتفاضة نوروز 1986 في دمشق .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليعقد عقد شراكة .. الوطن سيبقى لنا- عربا ً وأكراد -
- أدعوا أحزاب جبهة النظام إلى فرط العقد أو إدانة جرائمه
- عنما تضيق مساحة البحر
- بقية حكاية
- ردا ً على مانشر مؤخرا ً باسم قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي ...
- في عشية يوم الطفل العالمي سأحدثكم عن جنكو ..
- فلتذهب أنظمة المساومة إلى الجحيم، أما نحن فسنبقى أوفياء لمبا ...
- الأول من أيار - عيد وسيل من القوانين والمراسيم - تختص بمصادر ...
- سلطة ، حزب عشيرة ، ثلاثة أقانيم في اقنيم واحد
- نظام قمع وشعب أعزل، تعديه يصل حد الجريمة .. يقتل أبناء الوطن
- في آذار تضحك الدنيا .. إلا في بلدي ..!!
- كردي في بلد - قليل -
- نصيحتي إلى السيد الوزير
- تصريح أحمق ، سياسة خرقاء
- أصوليون يغتالوا امرأة ، علمانيون يعتقلوا نسوة ....!!
- تضامنا ً مع السيد سليمان يوسف يوسف
- مرايا السجن (7)
- في الذكرى التاسعة لرحيل المناضل أبو جنكيز ، أعترف بأني لم أف ...
- تدخل فظ في شؤون الجوار ، تضامنوا مع شعبنا من أجل وقف الحرب
- حول كتاب حي الأكراد في مدينة دمشق 3/3


المزيد.....




- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - روزا ياسين حسن كاتبة ابداعية رائدة