أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - سوق عطبرة(اتبرا)















المزيد.....


سوق عطبرة(اتبرا)


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوق عطبرة
عندما قام نظام الجبهة الاسلامية الفاشي في 30/يونيو/1989م، استهدف مدينة(اتبرا) عطبرة قلعة العمال ومعقل الصمود، حاول النظام ان يمحو تاريخ المدينة ، واهم معالمها السوق وميدان المولد الذي شهد انتفاضة عمال السكة عام 1947م، من اجل انتزاع تنظيمهم النقابي(هيئة شئون العمال)، ونحاول في هذه اللوحة من الذكريات استعادة معالم ذلك السوق الذي تم محوه من تاريخ المدينة بهدف التوثيق، واستعادة شريط ذكريات ذلك التاريخ.
وحول سوق اتبرا الذي كنت من المداومين للحضور له تقريبا بشكل يومي بحكم عمل الوالد في التجارة ، كان من اهم معالم السوق : زنك الخضروات واللحوم والفواكه والتى كانت قريبه من بعضها، في الجزء الشمالى الشرقي من السوق ، اضافه الى سوق الحوش الذي كان كبيرا وتعرض فيه المحاصيل من ذرة وقمح ولوبيا وكبكبى ولالوب ودوم وقنقليز وفول مصرى وسودانى.... الخ.وكان ابناء الجاليه اليمنية منتشرين في سوق اتبرا اضافه للعمل في دكاكين القطاعى كانوا يمتلكون مطاعم تخصصت في الفول المصرى ومن اهم المطاعم كان مطعم عتيق الذي كان يقع بالقرب موقف التاكسى وطلمبة البنزين جوار السينما الوطنية، اضافة للمقاهى التى كانت منتشره في السوق مثل قهوة فضل المولى وود البيه والامين والفكى .. الخ وكانت تلك القهاوى منتديات للانس والترفيه مثل لعب الطاولة والضمنه والورق ومتابعة الرياضة والحاله السياسية ، وكانت من اهم المقاهى قهوة فضل المولى التى كنا نرتادها في الاجازات ونحن طلبه في جامعة الخرطوم ، كنا نتناول فيها الاحوال الرياضية والسياسية واخبار اتبرا والبلد عموما ، كانت تضم طلاب وعمال وموظفين من مختلف الوان الطيف السياسي مثل دسوقي الذي كان اقتصاديا مرموقا يعمل بالسكه الحديد وحسن احمد خليل ( حسنوف)، والاخوان عمر وفيصل هيبه ومحمد حسين( جيس)وكمال محمد احمد الذي ربطتنى معه علاقة وصداقة من عطبره الثانويه وامتدت الى جامعة الخرطوم وبعد التخرج حتى هجرته الى امريكا ، كما كان من رواد المقهى عبد الله القطينى، ومن الشخصيات الطريفه التى كانت ترتاد المقهى( الباع شبابو)، الذين كان يحمل مذياعين وحجار بطاريه في جيوبه الاثنين ، وكان متابعا لاخبار الرياضة ومشجعا للمريخ ، وبعد أن حل النميرى اندية الهلال المريخ، وعمل ما يسمى بالرياضه الجماهيرية تحول للسياسة ناقدا للحكومة حتى عودة الاندية الرياضية.
ومن اهم معالم سوق اتبرا كانت دكاكين العجلاتيه مثل: عبد اللطيف واحمد حسن سابل .. الخ، والعجله كانت وسيلة مواصلات مهمه في اتبرا اذكر اننى تعلمت سواقة العجله وأنا طفل وكنا نؤجر العجلات من عبد اللطيف ونعيدها في نهاية اليوم، وفي بيتنا كانت هناك عجلتين،وتاريخ العجله قديم في اتبرا ، كان عمال اتبرا يستخدمونها كوسيلة ترحيل للورش ، وتعتبر اتبرا من اكبر المدن في افريقيا بها عدد من العجلات، وهى عمليه ولاتلوث البيئة ، وقيادتها ممارسه للرياضه والحركة.
كما من اهم معالم سوق اتبرا كان دكان الطير الابيض ، والابس(الذى يصنع ايسكريم يمتاز بالجودة) والدبل ودكان احمد عبد الله ودكان ابراهيم عثمان العربي الذي كان وكيلا للسجائرومحمد خير خوجلى الذي كان تاجرا بالجملة اضافة لعبد الله الفكى محمود واحمد البشير حنتبلى وخيال ودكان سنجر . وكانت اغلب دكاكين القطاعى تتعامل بالدين ذلك أن اغلب سكان اتبرا كانوا عاملين في السكه الحديد ويحاسبون اخر الشهر ، كان السوق يعتمد بشكل اساسي على العاملين بالسكة الحديد وشركة اسمنت اتبرا . اضافة لدكان عبد الفتاح الذي كان متخصصا في صناعة الباسطه والبسبوسه بالسمن البلدى والتي كانت تنفد قبل الساعة الثامنه مساءا.ومن اهم المخابز في اتبرا كان مخبز حسن الشوش وعبد الرحمن تكه والسقد .. الخ.كما من اهم الطواحين في ذلك الزمان كانت طاحونة ابوشام وطاحونة زكى.كما كان من اهم معالم سوق اتبرا ( الدخوليه) التى كان يباع فيها الماشيه والحطب وكانت تقع جوار موقف حاج الريح وهو من اعيان اتبرا والذي اسهم في بناء المدارس واعمال خيريه كثيره، اضافه للدلاله التى كان يعمل فيها من ابناء امبكول رشوان ، ومن اهم الاستديوهات كان استديو الرشيد مهدى ومحمدين الذى انتقل الى الخرطوم في السعينيات من القرن الماضى ، واذكر من الترزيه البارزين كان محمد الخضر الذى كان متخصصا في تفصيل الملابس النسائية اضافة للشيخ محمد عثمان الذي كان ترزيا افرنجيا ممتازا قبل أن ينتقل الى الخرطوم في موقعه الحالى بشارع الجمهوريه. ، وجنوب السوق كانت تقع بيوت الدعاره والتى كانت مفتوحه بتصديق من مجلس بلدى اتبرا وبعد الكشف الصحى.وغرب السوق كانت تقع ورش السكه الحديد ومكاتب ادراة وحسابات ومحطة السكة الحديد، وشمال السوق كانت تقع بلدية اتبرا بحديقتها الجميلة ، اضافه للبوسته ومدارس الكمبونى ومكتبة بلدية اتبرا والمدرسه الصناعية التى تحولت حاليا الى كليه الهندسة اتبرا، اضافة للمحكمه وسجن اتبرا الذي اعتقلت فيه سياسيا عام 1977 م. اما المنطقه الصناعية فكانت تقع شمال شرق السوق، ومن اهم الورش فى المنطقه كانت ورشة عوض حسين للنجارة وورشة عجمى وعلى سعيد وعثمان الرفاعى، وعم الجعلى الذي كان متخصصا في اصلاح طلمبات المياه.. الخ، كما يقع المطار شمال شرق السوق، اما ميدان المولد فيقع جنوب السوق ، كانت تقام فيه اضافه لاحتفالات المولد الليالى السياسية وتتحرك منه مواكب العمال الى دار النقابه، ويقع موقف التاكسى شرق ميدان المولد جوار نقطة بوليس اتبرا ونادى الشبيبه الرياضي، وكانت اتبرا راقيه في طلب التاكسى ، اذا طلبت تاكسى يمكنك أن تطلبه بالتلفون يصلك صاحب التاكسى حتي المنزل ، كانت مدينة اتبرا فى ذلك الزمان تمتاز بالنظافة وصحة البيئة، فكان عمال الصحة يمرون على البيوت ويصبون الزيت على الماء الراكد ولم نسمع في ذلك الزمان بملاريا في اتبرا.
كما كان معمل الالبان الذي يقع شمال اتبرا من اهم المعالم حيث كان يمد اتبرا باللبن ، اضافه لاصحاب اللبن الذين كانوا يحضرون من الفاضلاب وام الطيوروبقية القري المجاورة
وكان من اهم احياء اتبرا والتى كانت تحيط بالسوق : حى الداخله ، السودنه ، السكه الحديد، حى امبكول، المربعات ، المورده ، القلعه ، حى السوق، الحصايا ..الخ، وبعد ذلك ومنذ العام 1969 بدأت تتسع اتبرا لتشمل :الشرقي، الشمالى ، حى المطار، ... الخ.
حاولت أن افصل معالم سوق اتبرا في ذلك الزمان بعد أن تم هدمه في بداية نظام الانقاذ بطريقه عشوائيه وسريعه ويحتاج لتوثيق معالم تاريخه باعتباره من المعالم المهمه في تاريخ اتبرا ونشأتها.





#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخا ...
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة ...
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان
- كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم وا ...
- المفهوم المادي للتاريخ:محاولة لتوسيع مدي المفهوم


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - سوق عطبرة(اتبرا)