أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطزه- .. وخفة دم














المزيد.....

عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطزه- .. وخفة دم


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:50
المحور: الادب والفن
    



ملامحه ليست أرستقراطية ، ولا غارقة في الشعبية، هو خليط متفرد وغير متكرر؛ تركيبة غير شائعة، يملك طريقة خاصة جدا في الأداء وإخراج الكلمات ونطق الحروف، عيناه زائعتان هنا وهناك تبحث عن أشياء لا يراها المحيطون به، يثير انتباه الجميع ويشتت تفكيرهم، وفي الغالب ما يبحث عنه أشياء وهمية لا وجود لها، متكبر ومتعال لدرجة تثير الضحك والإعجاب وأحيانا الغيظ، شديد السخرية من نفسه ومن سوء حظه، متحذلق لدرجة تجلب عليه المشاكل والمتاعب، لكنه واثق في نفسه دون أن يقدم مبررات لذلك. كوميديان من طراز فريد، يخترق كل الحواجز دون استئذان، فهو لم يعتد أن يقف علي الأبواب حتي يسمح له بالدخول، ومن يجرؤ علي ذلك، يلقي من التهكم ما يجعله يندم علي فعلته، غير قابل للتقليد، ومنطقته لم يحاول أحد الاقتراب منها.
لا يلتزم بالحوار المكتوب، يضيف ويحذف كيفما يشاء ويصبغ الكلمات بنكهته «النابلسية» التي تجد صدي وقبولا عند معجبيه، لا يخرج علي النص، بل يدخل النص إلي عالمه السحري ويثقله، لا يجد حرجا في مد يده لاقتراض المال لشراء سيجار فاخر اعتاد عليه. في مشاهده الخالدة يقف أمام دكانه يندب حظه ويشكو إلي الله ويقول «أبسطها يا رب» فتلقي عليه المدعوة «ترتر» حلة ملوخية، فيردد «خلاص متبسطهاش أكتر من كده»، وعندما يعجز عن دفع تكاليف الإقامة في أحد الفنادق مع عبد الحليم، يحضر البوليس للقبض عليهما، فيقول في تعال وكبرياء وهو يركب السيارة «فسحنا يا حضرة الظابط علي الكورنيش» إنه حسب الله السينما المصرية عبد السلام النابلسي.
رغم أن مشاهده السينمائية أصبحت محفوظة عن ظهر قلب، وتم عرضها مئات المرات، لكنها مازالت تثير الضحك والبهجة لدي المتفرجين، حتي أصبح الكثيرون ينتظرونها بشغف ولهفة، والمدهش في الأمر أنها لم تفقد طزاجتها، وصالحة للعرض والتكرار دون تسلل الملل.
إن ظهوره في أي مشهد قادر علي شد الانتباه، فهو من هؤلاء الذين تعشقهم الكاميرا ولا تترك تفصيلة أو ايماءة دون رصدها، ربما لأنه لم يسع للهاث ورائها، وأغلب الظن أنه كان ينسي أن هناك كاميرا تدور وتسجل أداءه العبقري، ولو كان يدرك ذلك ما خرجت منه كل هذه الإبداعات.
رغم جماهيرية عبد الحليم الكبيرة ، فأن فيلمين مثل «يوم من عمري» و«شارع الحب» واللذين ذخرا بالعديد من الأسماء الكبيرة واللامعة، كان للنابلسي فيهما النصيب الأكبر من «الفرجة»، وأي محاولة لاقتطاع دوره بهما يعني ببساطة افتقادهما للتشويق والمتعة وضربهما في مقتل.
هو واحد من العباقرة في مجال التمثيل، ساعده حضوره الطاغي وإمكاناته التمثيلية وقدراته في أن يحتفظ بمكانة متميزة ، ففي فيلم «بين السما والأرض» ورغم وجود أربعة عشر فنان وفنانة تبرز شخصية النابلسي بكل ما تحمله من توهج وبريق، مؤكدا أن الموهبة الحقيقية لا يمكن اخفاؤها، ولا يستطيع شيء الحد من انطلاقها. كان اللجوء لعبد السلام النابلسي يعني لكثير من المخرجين الواحة الرحبة المريحة التي يرتكنون إليها لالتقاط الأنفاس ومد جسر من الألفة بين الجماهير والعمل الفني.
هو من أوعز لكتاب السيناريو بإضافة شخصية جديدة في السينما المصرية، وهي صديق البطل، خصوصا إذا كان بطل العمل مطرباً، فمنذ ذلك الحين الذي أدي فيه «النابلسي» تلك الأدوار صارت عرفا، ولم يخل عمل بعد ذلك من وجود هذه الشخصية، لكنه كان يتناولها بطريقة مختلفة أحيانا تورط صديقه في مشاكل كثيرة «ليالي الحب» وأحيانا يساعده في اجتياز محنة «يوم من عمري» أو يقف بجانبه ويسانده لتحقيق حلمه «حكاية حب».
رغم إجادته الانجليزية والفرنسية والعربية الفصحي، كان له باع طويل في العامية، وكان لديه مصطلحات ومفردات خاصة به غير مقلدة وغير متداولة. ربما تكون الجدية التي كان يجسد بها أعماله والمبالغة المحسوبة في المواقف جعلت البعض يخلط كثيرا بين شخصيته الحقيقية وما يؤديه علي الشاشة.
إذا كانت مشاهد عبد السلام النابلسي تخللها الضحك والفكاهة والمتعة، فإن مشهد النهاية كان حزينا ومثيرا للشفقة ، فقد ظلت عودته إلي مصر مرهونة بتسوية مع الضرائب، تأخرت كثيرا، وما زاد من متاعبه وهمومه هو إفلاس أحد البنوك الذي كان يودع به كل ما يملك، ثم معاناته الشديدة مع المرض والآلام التي ظل يتحملها دون أن يخبر أحداً بها، وكانت دليلا علي نقاءه واعتزازه بنفسه، لكن ما يعزي جماهيره الغفيرة أن أعماله وقفشاته وعباراته محفورة وباقية في قلوب من أحبوه.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاطف الطيب : رادار الموهوبين
- سينما ما بعد النكسة : تكذب .. ولا تتجمل
- بهيجة حافظ : بنت الإسكندرية الارستقراطية التي عشقت الفن
- خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو
- الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور


المزيد.....




- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطزه- .. وخفة دم