فائق الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 09:14
المحور:
الادب والفن
أغفى الأصيلُ على روح ٍ لها الرتبُ ::: تسمو بطهرٍ وفي ترتيلها عجبُ
ومن سناها عيونُ الصبحِ هائمة ً ::: تهوى الشموس التي أهدابها ذهب
نادتكَ لمّا ضمير الفجر منتفضاً ::: نداً تقطر من أورادك العذب
دقاتُ قلبكَ قد أمسى توحدها ::: نحو الفراتينِ إذ أسرى بها الطلب
حطتْ على كفكَ الأملاكُ شاهدة ::: صَوْل المنايا وفيها الموت يضطرب
أغفتْ جفونكَ طبعُ الموتِ ساكنة ::: لكنّ روحَك فوق العينِ تعتصب
وكربلاءُ الهدى أرختْ مدامعها ::: سيلٌ يطوفُ وموج الحزن ينتحب
مدََّ الحسينُ بكفِ الشفعِ رايتهُ ::: غطى جبينكَ في عشقٍ بما يهب
حتى رأيناكَ والإشراقُ مبتسماً ::: ضيفَ المنايا وفيكَ القلبُ محتسب
خجلا الحروفُ على أوتارِ قافيتي ::: رقيقة اللحن في إنشادها طرب
وليس كالحرف من فاهٍ أقدّمه ::: أوفى لمجدِكَ من بعض الذي يجب
مزقتُ حرمة صمتي عن مقاصدها ::: وصحتُ مستشهداً لم يثنكَ التعب
وصِرْتُ أسعى ضميرُ الأرضِ راحلتي::: حتى تناهى إلى أخباركَ النجُبُ
أطوفُ والزهدُ في دربٍ يقربنا ::: ظل القطوف على ذكراكَ تقترب
جئنا حُفاة َالمدى والليل أشرعة ٌ ::: نشقُ موجَ النوى والصبح يرتقب
اُخفي نزيفُ الثرى أنـّاتُ أوردتي ::: واُنزلُ الدمعَ بحراً فيه ينسرب
ورحتُ أتلوْ بسيلِ الموجِ أسئلتي ::: على رحيلكَ هل يَقصرْ بكَ الغـَيَبُ
وهلْ توحّدَ مَنْ في الموتِ مبتعداً ::: وهلْ شعاعُ الهدى للناسِ يقترب
وهلْ سمائك عن وعي نوحدها ::: وهل بعقل الورى عن سرِّك الحُجُب
خبئتُ طينة َفكري مثلما نطقتْ ::: سرِّيـََّة القول عن أفهامنا تثب
ورحتُ أرْمُقُ طرف الكونِ مندهشا::: كأنـَّما الأرض عشقاً فيهِ تلتهب
وجئتُ نسياً بما أبلى مِدادُ دمي ::: حتى تـَعددَ مِنْ أبدالكََ الشُجُبُ
هيهاتَ أقوى على ردٍّ يُجمـّله ::: سيفُ المشيئةِ مِنْ الأعناقِ يحتطب
فقدَ الرضا لمْ يَزلْ في البعدِ مُقترباً ::: نجماً مُضيئاً وفي أفلاكهِ الشهب
زهواً سَجاياك أطيافٌ تظللنا ::: لو شحَّ مَنْ راحَ يسترخي بهِ التعب
فاصعدْ ومجدكَ إيثارٌ سواحلهُ ::: وبحرُ جودكَ عزٌ واسعٌ رحب
#فائق_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟