أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - أطياف متمردة 1 - هذيان بنكهة الياسمين














المزيد.....

أطياف متمردة 1 - هذيان بنكهة الياسمين


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


الأحد,حزيران 01, 2008
"أشكر الله بأنه خلق الزهور بأنواعها، حتى تكون منبعا تتدفق منه الأحاسيس والذكريات، قد تكون برعما لكنها رغم صغر حجمها، تأخذك إلى حيث لا تدري، تصل بك إلى حيث انتعاش الروح، بعد أن تكون طوية روح مضت في مفكرة صغيرة، حل ما حل بها، تبحث بين صفحاتها عن كلمات تعيدك إلى زمان يرفض إلا أن يعود عابرا للزمان، الجبال، الوديان، كل المسافات"
وأشكر الله الذي خلق لنا الروح التي تتحسس الجمال وبوح الياسمين وعبقه، فتحلق بنا الأرواح إلى فضائات بعيدة، إلى مجرات لم نكن نحلم بها، هناك حيث يمكن أن تتصادف مجرتان تحملان روحين، تشدهما إلى ياسمينة قمرية، إلى ظلال واحة بالقرب من شاطئ مهجور، ينيره قمر ليلي، فتخرج حوريات البحر ترقص على نيران مشتعلة، وقودها القارب الذي حمل الغريب إلى الواحة، فقاتل أمرائها ليفوز بقلب المليكة التي رحلت، وحرق مركبه فلم يعد يجيد السفر في أعالي البحار، لم يعد يرى أنه يمكن أن يبحر إلى واحات أخرى.
عاد الهذيان يسيل جارفا في طريقه كل السدود والحواجز، يأتي بكل الجنون المتراكم في صفحات الزمان، يفجر البراكين دفعة واحدة، فتزلزل القلوب زلزالها، هو القدر ما زال يلعب لعبته، جنونه.. فيجن بنا، الماضي الذي ينبثق فجأة بعد أن استقر في تلافيف الذاكرة ولم يغادرها، فكيف لبرعم الياسمين الناعم أن يحافظ على رونقه وعبيره، يبوح بالشذى من جديد، فأعود أهتف لروحي، أستعيد ذكرى وذاكرة، عصفورة تقف في نافذتها وحيدة، ترقب الدرب تبحث عيناها عن الهوى.
الخامسة مساء من كل يوم، تتسلل نفحات الهوى، طفل يقدم لطفلته باقات ياسمين، هواء طلق يعصف بنا، جنون اللحظة، جمالها، ماض يتسلل عبر الزمان، فحين همس لي الهدهد أن مليكة سبأ في جزيرة في قلب نجمة من الكون، فتشتها ورقة ورقة، شجرة شجرة، عبثت بكل الصنوبرات، نزعت لحائها، بحثت في أزهار كل الياسمينات المتعربشة على جدران الدروب، لم أعثر على صاحبة العرش، فقد كان الهدهد أحمق، كذلك العجوز ذو النظارات السميكة الذي كان يرقبنا من النافذة، فنختبئ وراء الجدران باحثين عن الهوى، بحثت عنك كثيرا عبر رحلة الزمان والمكان، ربما كان جنونا، من يدري لماذا يصر مجنون أن يبحث في تلافيف الذاكرة وثناياها، لماذا يعود للمكان الذي كان، يعلم أنه لن يجد فيه ما كان، ويعود يرقب نافذة كانت ولم تعد كما كانت، هجرتها العصافير ورحلت ونقلت وكنها إلى المجهول.
بقي الحلم والرغبة أن نلتقي ذات يوم رامي جميل، تتعربش فيه الياسمينات على الجدران، تتكوم الأزهار في الطرقات، فلا تحرميني من همسات وبوح الياسمين، حروف تضيء ليل عاشق مجنون، فقد كنتِ إلهام الياسمين، كما كُنت نسغ السنديان، أبوح بهمي في "يوميات فنجان قهوة"، فأنقشها "حروف من سيمفونية ليل"، فليكن كل صباح يحمل لك الأجمل، مع اشراقة كل فجر، حين يبدأ ينـزع عن كتفيه عباءة الليل، فبراعم الورود تكبر وتتفتح وتعبق شذى يبقى دوما أجمل، هو العطر البكر على طبيعته، كما الماضي الذي يصر أن يعود ولو بشكل آخر، منبعثا من مبسم نسرينة، من بوح ياسمينة.
انه الزمان المختبئ في صفحات دفتر صغير، يفتح حروفه للشمس، بعد أن مل الأسر والعتمة، انه الماضي المفقود يقفز في فضائي، حروف وهمسات، كمشاعر طفلة بريئة لم تلوث بعد، رغم رحيل المليكة عن عرشها.. ماض أبى المغادرة، بقي ينتظر اللحظة، تفتح الزنابق، فأصبح "نزف ليلي" ينبعث من جديد.
رام الله المحتلة 26-5-2008

ملاحظة: أطياف متمردة خواطر نزفت عبر العصور، لا علاقة لأرقام تسلسلها بتاريخ نزفها، وما بين الأقواس لا يعود للكاتب أبدا.
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/
مدونة أطياف متمردة



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحكم أجمل/ سفر بليلة ريح
- ابن خلدون ينهض من سباته
- رؤى
- صباحكم أجمل / مدينة القمر
- سراب: محطات في الذاكرة
- صباحكم أجمل أعود..
- صباحكم أجمل تداعيات الهوى
- صباحكم أجمل زهرة الجنوب
- صباحكم أجمل/ حديث الربى
- اختطاف زهرة
- صباحكم أجمل قهوة في روابي عمان
- صباحكم أجمل- يوم تبكي سمانا
- صباحكم أجمل شجر لا يرحل
- صباحكم أجمل الكرامة غضب والمحبة غضب
- صباحكم أجمل ذاكرة الهوى والانتظار
- صباحكم أجمل أرض العالي تعلا
- مع ناصر الريماوي وقصته: صباح ممطر.. يوم قاحل
- صباحكم أجمل غِمار الزهر
- صباحكم أجمل رام الله بتحلى أكثر بشجرها الأخضر
- صباحكم أجمل ثلج ثلج


المزيد.....




- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - أطياف متمردة 1 - هذيان بنكهة الياسمين