|
بحيرة الأميرة البيضاء - 4 -
غريب عسقلاني
الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 09:47
المحور:
الادب والفن
رواية قصيرة للفتيان
جلست الثعلبة الطيبة تستريح في ظل شجرة البلوط ، بعد مسيرة نصف يوم فإذا بزرافة شابة مختالة تمر أمامها ، نادت عليها الثعلبة : ـ ما أجملك أيتها الزرافة ، وما أروع مشيتك أطرب الكلام الزرافة فقالت : ـ كل الزرافات مثلي ردت الثعلبة ـ لم أشاهد بين الزراف من هي في جمالك ، لأن فيك الكثير من الأميرة البيضاء. ـ أصحيح ما تقولين ؟ لا يوجد في الغابة من هو أجمل الأميرة البيضاء ـ خذيني إلى عرين الأميرة ، وأجعلك مقربة منها .. رافقت الزرافة الثعلبة وعند باب العرين سقطت الثعلبة وتمرغت بالأرض، وأخذت تذرف الدموع . رقت الأميرة لحالها ، وطيبت خاطرها وسألتها : ـ ما حاجتك أيتها الثعلبة المسكينة ، يبدو عليك التعب والإرهاق . مسحت الثعلبة دموعها وقالت : ـ جئتك من مكان بعيد بعيد ، كما أمرني سيدي القمر . ظهر الاهتمام على وجه الأميرة وقالت : ـ وما شأنك بالقمر أيتها الثعلبة ؟ ـ أنا الذي استقبله عندما يولد ، وأودعه عندما يموت ، إنه ولدي وسيدي أرسلني بخبر لا هو بالسعيد ولا هو بالمحزن ، وما عليك إلا الحكمة والحذر توجست الأميرة من مكر الثعلبة ، سألتها : ـ وكيف أصدق ثعلبة ماكرة مثلك ؟ ـ أنا أعرف سرك الذي يعرفه القمر فوجئت الأميرة وسألت ـ وما هو السر ـ صوتك ليلة يكتمل القمر ضحكت الأميرة وارتاحت للثعلبة وقالت : ـ صدقت أيتها الثعلبة ، ما هو الخبر الذي تحملينه من سيدي القمر ؟ قالت الثعلبة : ـ يرقد في حضنك عدو قاتل ، ويخيرك بين الموت أو الموافقة على طلبه ، وسيدي القمر يقول لك وافقي لأن حياتك غالية . انتفضت اللبوة البيضاء ، وكشرت عن أنيابها وصرخت : ـ ومن يتجرأ على ابنة الملك ؟ خافت الثعلبة من غضب الأميرة ـ لا أعرف يا سيدتي ولكن القمر يوصيك بالموافقة استأذنت الثعلبة وودعتها الأميرة قائلة : ـ شكراً لك أيتها الثعلبة الطيبة قبلت الثعلبة رأس الأميرة وقالت : ـ أطمع في كرمك يا سيدتي أن تهتمي بالزرافة الشابة فهي صديقة القمر مثلك أخذت الأميرة الزرافة إلى حضنها وقالت لها : ـ استعدي لمرافقتي إلى البحيرة ليلة يصبح القمر بدراً . وبعد يومين انتظرت الزرافة عند شجرة البلوط كما طلبت منها الثعلبة ، وفجأة خرجت عليها حية ضخمة وقفت على ذيلها . ارتجفت الزرافة من الخوف والفزع فقالت الحية ـ الثعلبة الطيبة تهديك السلام أيتها الزرافة الشابة هبطت الحية إلى الأرض والتفت حول نفسها مثل كعكة ، وغرست رأسها في حضن الأرض فاطمأنت الزرافة . قالت الحية : ـ اسبقيني إلى الأميرة ، وأخبريني عندما تنام . بكت الزرافة وأخذت تتوسل إلى الحية ، أن لا تلدغ الأميرة البيضاء قالت الحية تطمئن الزرافة : ـ أنا الحية الألفية لا ألدغ غدراً قالت الزرافة : ـ كيف أصدقك وسمك قاتل ؟ ـ أعطيك نابي السام قبل أن أدخل إلى الأميرة . عضت الحية غصن شجرة وغرست نابها فيه ، ثم جذبت رأسها بقوة فبقى الناب في الغصن ، أخذته الزرافة ومضت مع الحية ، وعندما تأكدت الزرافة أن الأميرة تغط في النوم أخبرت الحية . تسللت الحية إلى حضن الأميرة والتفت حول خصرها وصدرها ثم أخذت تلحس وجهها بلسانها ، صحت الأميرة ، فزعت فطمأنتها الحية : ـ لا تخافي يا سيدتي الأميرة . قالت الأميرة البيضاء مذعورة يائسة : ـ لماذا لم تلدغيني وأنا نائمة أنت تعذبيني وسمك القاتل يسري في دمي . قالت الحية : وهل أقتل صديقة القمر ، وحبيبة الحيوان والشجر ، جئت أبلغك أن أميراً وقع في هواك وأن القمر مسرور بذلك ، والأمر فيه حياتك أو موتك قالت الأميرة البيضاء : ـ القمر يعرف أنني لن أتزوج قبل أن أرى من هو أجمل مني ، وأن يقيم زوجي مملكة العدل والمحبة . ـ لك ما تريدين أيتها الأميرة قالت الأميرة : ـ وما دليلك على موافقة القمر على زواجي من الأمير ؟ قالت الحية : ـ تسمعين صوت القمر عند البحيرة دهشت الأميرة وتذكرت ما كان بينها وبين الثعلبة الطيبة قالت ـ أنا لا أعصى أمر صديقي القمر . خرجت الحية الألفية من مخدع الأميرة عائدة من حيث أتت ، مرت بشجرة البلوط . وأخذت نابها من الزرافة ومر يومان وانتظرت الزرافة عند شجرة البلوط ، فإذا بطائر جميل يهبط من فوق الشجرة ، ويرقص ، نظرت الزرافة إليه بإعجاب ، أنها ترى الطاووس عن قرب وهو يفرد ريش ذيله ، ويحرك رأسه الصغير وتاجه البديع ، وتمنت لو تصبح أنثى طاووس لتتبعه ، توقف الطاووس عن الرقص وحدثها : ـ مرحباً يا أجمل الزرافات ردت الزرافة فرحة : ـ أهلاً بأجمل الذكور قاطبة ضحك الطاووس : ـ من أجمل أنا الطاووس أم الأميرة البيضاء ؟ ـ أنت الأجمل بين ذكور الطير وهي الأجمل بين نساء الأسود ـ إذن هيا إلى الأميرة وأمام العرين أخذ الطاووس يتباهى بجماله ، فخرجت الأميرة تتأمله بإعجاب قالت: ـ ما أجملك أيها الطير ، لماذا ترقص أمام عريني ؟ قال الطاووس بثقة : ـ أرسلني الطاووس لتشاهدي من هو أجمل منك ضحكت الأميرة : ـ أنت الجميل الأجمل ولكن ما اشارتك من القمر قال الطاووس ـ تسمعين الإشارة ليلة يصبح القمر بدراً في السماء قالت الأميرة : ـ هل تعلمني الرقص أيها الطاووس الجميل رقص الطاووس وأخذ يقترب من اللبوة ، لامس وجهها وقبلها وطار عائداً من حيث أتى .
#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحيرة الأميرة البيضاء - 3 -
-
بحيرة الأميرة البيضاء
-
بحيرة الأميرة البيضاء - 1 -
-
مقامات غزية - 7 -
-
مقامات غزية - 6 -
-
مقامات غزية - 5 -
-
في مقام غزة - 4 -
-
مقامات غزية - 4 -
-
في مقام غزة - 3 -
-
مقامات غزية - 3 -
-
كائنات ليل سرمدي - مقاربات نقدية
-
غريب عسقلاني - قصص قصيرجداً - 2 -
-
حكاية بنت اسمها عبلة
-
في مقام العقل - قصص قصيرة جداً
-
في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -
-
رسائل الزاجل الأسير إلى سهير المصادفة
-
ضفاف البوح - 8 - القصل الأخير
-
ضفاف البوح - 7 -
-
ضفاف البوح - 6 -
-
ضفاف البوح - 5 -
المزيد.....
-
مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي
...
-
السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم
...
-
إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال
...
-
اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
-
عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|