أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - وجهات نظر: أفيون ولكن !!!!!















المزيد.....

وجهات نظر: أفيون ولكن !!!!!


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قد يتصور البعض إني من الأشخاص الذين لا يؤمنون بالحاجة إلى الأديان، وهذا تصور خاطئ. ولكني أؤمن بأن الأديان ليست عبادات وطقوس وشعائر تمارس، وإنما للأديان ضرورةً في حياة الأفراد كما هي ضرورتها لحياة المجموعات البشرية. فالأديان كما أشرنا في موضوعات سابقة بأنها جاءت لتنظيم حياة الجنس البشري، والسعي لتوفير السعادة للجميع لكي يعيشوا بأمن ووئام وتآخي وسلام من اجل أن يعمروا هذا الأرض. إلى جانب هذا فأن الاعتقاد والإيمان بهذه الأديان يوفر الأمن والاطمئنان الداخلي للذات البشرية، كما يوفر الإيمان الديني رقيب دائم لسلوك هذا الكائن الذي هو الإنسان، وذلك حينما يعجز الرقيب الداخلي(الضمير)، آو الرقيب الخارجي والذي هو القانون الوضعي عن ذلك. والإنسان مهما أدعى الإلحاد أو العلمية أو أنه شخص لا ديني، فان في مكنونات ذاته أو نفسه هناك ميتافيزيقيا ما يلجأ إليها حتى لو كان في قمة التجريد الموضوعي أو العلمي، فالطبيعة الإنسانية مجبولة على الخوف من المجهول. وحينما نلاحظ خلل ما، فان هذا الخلل ليس بسبب الدين، ولكنه بسبب الأفراد الذين نصبوا أنفسهم مفسرين ودعاة وممارسين لهذا الدين. مثلما نقول ليس الخلل من فشل وسقوط الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي هو بسبب فشل الفكر الماركسي، وإنما حدوث الفشل هو بسبب أدعياء الماركسية أو المتمركسين الذين كانوا ينظرون ويشرفون على تطبيقها. كما أن تركيزي على الدين الإسلامي لأنه من وجه نظري يعتبر أرقى في التطور من غيره من الأديان، وذلك في سلم التطور الفكري والحضاري والعقدي والتي أجتازها الإنسان في مسيرة الرقي الإنساني والحضاري. فلو نظرنا للدين اليهودي فأننا نلاحظ الإله الذي يدعو إليه، إلهً شخصي يرتبط بشخص أو عائلة. وقد كان هذا الوضع منذُ ظهور إبراهيم وأستمر إلى موسى، ليتحول هذا الإله إلى إلهً لشعب تحدر بيولوجيا من شخص واحداً وهو إسحاق(إسرائيل)، حتى أن أنبياء هذا الدين لم يدعو الأمم والأقوام التي عاشت إلى جوارهم لاعتناق هذا الدين.
أما الدين المسيحي فهو دين يدعو إلى الفردية والذاتية والدليل على ذلك حوادث كثيرة ولكن نورد حادثة وهي قول السيد المسيح إلى أحد أتباعه وقد توفيت أمه وكان يرغب بدفنها " اترك الموتى تدفن الموتى "، هذا دعوة صريحة إلى الفردية واهتمام بالذات وترك كل الواجبات الإنسانية الملقاة على عاتق هذا الإنسان وخاصة اتجاه اقرب الناس إليه وهم الوالدين فكيف الأغراب. كما أن الإله في الديانة اليهودية إلهً من الممكن الكذب عليه أو خداعه وهناك الكثير من الحوادث التي تدلل على ذلك.
والأديان بالرغم من إيماني بضرورتها في حياة الإنسان وذلك للأسباب عديدة ليس هنا المجال في التعرض لها، ولكن كل دين موجود على هذه الأرض، أن كان منزلا من السماء أو دين وضعي تعارف عليه الناس وقد وضع من قبل شخصا ما، هو تعبير عن القدرة العقلية والمعرفية للأفراد الذين يؤمنون بها، فهؤلاء الأفراد الذين يؤمنون بتلك الأديان يتميزون أما بالقدرة على التفكير المجرد إلى أقصى مراحل التجريد، أو أن تفكيرهم حسي لا يمكن لهم من استيعاب فكرة الإلوهية إلا من خلال تجسيمها بهيئة ما، أو شكل ما، أو تجسيدها بصفات ما. ولكن سؤالي هل لهذه الأديان سلبيات كما إن لها ايجابيات ؟ هذا هو سؤالنا الذي نروم الإجابة عليه لاحقاً والذي هو هدف هذا الموضوع. ولكن من نافلة القول أن الدين ظاهرة تحمل النقيضين الجانب الايجابي والسلبي، وهو بذلك مثل باقي الظواهر الطبيعية(المادية) والاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية الموجودة في هذا العالم فهو يحمل النقيضين، حتى الحب والذي هو قمة المشاعر الإنسانية، قد يتحول إلى جانبه السلبي والذي هو كراهة، أو قد تتحول الكراهية إلى حب، وهو ما يحدث حينما يتماهى المضطهدين بشخصيات مضطهديهم ويصبحون شخصيات مستنسخة عنهم تمارس القتل والتسلط والتفنن في استغلال الناس، وقد يؤطر هذا المتسلط باسم الوطنية أو القومية أو الاشتراكية أو الإنسانية أو الدين وما أكثر الشعارات في هذا العصر. العصر الذي أصبح به كل ما هو إنساني سلعة لها ثمنها، تباع وتشترى وذلك في ضوء قانون العرض والطلب، سلع آنية عمرها قصير جداُ للأسف الشديد، نستهلكها لنبحث عن غيرها، أو إنها أشبعت حاجة ما آنية لدينا، حتى العلاقات والمشاعر الإنسانية لم تستثنى من ذلك.
كان لرسالة آية الله الشيخ فاضل المالكي حول ما يحدث في جنوب العراق، ووصفه له بـ (أفيون الشعوب) حافزا لي على كتابه هذا الموضوع. فقد عاد بي إلى بداية مرحلة الشباب وفي منتصف الستينات من القرن الماضي. في ذلك الوقت كثيرا ما كنا نقرأ من يكتب ويناقش، أو نسمع المتجادلين، أو ندخل بناقش مع الآخرين، كل ذلك حول مقولة (كارل ماركس) والتي فحواها " الدين أفيون الشعوب". ونسمع الرافضون لتلك المقولة يعلنون بان (ماركس) لم يكن على اطلاع على الدين والقيم والتعاليم الإسلامية وماهيتها، ولو كان على اطلاع ما قال تلك المقولة.
واستمر بنا الجدل بين رافض ومؤيد لتلك المقولة، إلى أن كان عقد الثمانين من القرن الماضي، وكانت الحرب العراقية الإيرانية، وحينما كانت المعارك الطاحنة تدور لتزهق الأرواح من الجانبين. كانت القيادة الإيرانية العسكرية والدينية ترسل الآلاف من الشباب تتقدم الجيش الزاحف للقيام بهجوم على أرض العراق هدفها تفجير الألغام التي زرعها العراق لحماية حدوده. كانوا ينزعوا تلك الألغام بأجسادهم الغضة بدعوى الذهاب إلى زيارة مراقد الأئمة، أو الذهاب إلى الجنة بعد أن يرقدوا بجوار الإمام، والإمام ينتظرهم على الجانب الآخر من أرض المعركة. إضافة إلى مشاهد الرجم التي كانت تتعرض لها النساء في إيران وأفغانستان، والتي كانت تبث الرعب والتقزز عبر أشرطة مرئية خاصة في بعض القنوات المرئية. أو ما كان يتعرض له الأسرى العراقيون في السجون الإيرانية، أو عند وقوعهم بالأسر وحادث تمزيق جسد أحد الأسرى العراقيين بعد ربطه بين سيارتين واندفاع السيارتين باتجاهين متعاكسين، كان مشهدا يثير الرعب والتقزز ويضع آلف علامة استفهام أمام ماهية الدين.
ثم كانت الأحداث في أفغانستان وما شاع فيها من تطرف لم يشهد له الإسلام نظيرا من قبل. والذي أوصلنا إلى أحداث 11 سبتمبر، وما تعرض له أناس أبرياء لا ذنب لهم إلا لأنهم يعملون بتلك الأبراج. وما نراه اليوم يجري الآن في الجزائر، وما يتعرض له النساء والأطفال من ذبح وهتك عرض بدعوى الإسلام. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فكان الاحتلال الأمريكي للعراق، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون. فقد إزاحة القناع عن كل ما هو مخفي، وخرج الإنسان العراقي ليعبر عن بدائية فجة. إنسان يتحكم به ويسيطر عليه كهان وعرافين لم يفقهوا شيء من معنى كلمة دين أو إنسانية. فكان شعارهم القتل، التهجير، والتمثيل بالجثث. ترافق كل ذلك مع ظهور اتجاهات ذات طابع ديني متطرفة تسعى للقتل والتدمير معبرة عما هو مخزون في ذواتهم السيكوباثية. فهناك من يريد أن يفطر أو يتعشى مع الرسول، ويتزوج حور العين، وهناك من يريد أن يشرب كأس لا يظمأ بعده من يد ألإمام أو صاحب الزمان. ويتفننون بالقتل والتعذيب. فهذه مجاميع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنها ليست في الجزيرة العربية كما نسمع عنها كل يوم، ولكنها في العراق تقتل النساء والحلاقين وأصحاب محلات التسجيلات الصوتية أو من أشترى أو باع مشروب ما. ليصل بهم الأمر لتحريم بيع المؤنث مع المذكر في ذات الوقت حيث لا يباع (الخيار مع الطماطم) بدعوى إن إحداها مذكر والآخر مؤنث لا يحق لهما الاجتماع مع بعضهما، حتى بعض الحيوانات لا بد من أن تستر عورتها عند خروجها إلى الشارع وإلا فسوف يتعرض صاحبها للقتل أو الرجم. هل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد(ص) ؟
أليس هذا هو الذي أفقد هؤلاء عقولهم المفكرة والقادرة على السيطرة على نوازع الشر والرغبات المحرمة، والتي يحتويها لاشعورهم (الهو) كما يشير إليه (فرويد). ولكن ألا يمكننا أن نطلق عليه بالمخدر أو (الأفيون). فمن المعلوم أن الشخص الذي يتعاطى المخدرات يعيش بعالم من الهلوسة لا يعي الواقع، فهو يمنح عقله أجازة أو استراحة من اجل أن لا يفكر بالواقع الذي يعيش به، أنه يعيش بعالم من الخيال والوهم والهلوسة.
هذا الوهم قد بدأ من لحظة تخلى فيها الفرد عن عملية التفكير واستخدام عقله في تسير شؤون حياته، ومنح شخص آخر أحقية التفكير بدلا عنه، وهذا ليس بالأمر الجديد فقد كان يحدث ذلك في أقدم الحضارات، فقد كان الإنسان يستجدي العراف والكاهن أن لم يكن يستجدي الظواهر الطبيعية وحتى الجماد والحيوان، لمساعدته على طرد الأمراض والأرواح الشريرة وتجنيبه الحوادث الخطرة، وبذلك أصبح هؤلاء هم مصدر المعرفة والمؤهلين لإنتاجها وما على الإنسان سوى الرجوع إلى هؤلاء كي يحصل على المعرفة عن نفسه أو عن العالم، ولم يتوقف عند هذا الأمر وإنما سعى هؤلاء لتحديد مصيره في العالم الآخر. لذا لجأ الأفراد إلى أولئك الأشخاص للتفكير بدلا عنه، وبذلك ألغى ذلك الفرد دوره الايجابي والفاعل في الوصول إلى المعرفة. وخضع لتأثير تلك المصادر طواعية باحثا عن الأسلوب الأسهل لتسيير شؤون حياته. فقد أعطى لعقله أجازة عن التفكير. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، وإنما أضفى نوع من القدسية على هؤلاء قد لا يضفيها على الله في كثير من الأحيان وخاصة عند تعامله اليومي مع الآخرين. مما أوجد فاصلا بين السلوك الفعلي أو العملي للفرد والسلوك اللفظي التي يتبناه ويدعو إليه. وهذا قد اثبت كحقيقة في الكثير من الدراسات في علم النفس بأن هناك عدم تطابق بين السلوك الفعلي للشخص وسلوكه اللفظي. كما أن هؤلاء الذين تصدوا لعملية التفكير بدلا من الفرد ليس لهم القدرة على التفكير العلمي القويم، وإنما هم يقومون بعملية اجترار لأفكار سبقهم غيرهم إليها، أفكار يشوبها اللبس والتزييف هدفها ليس خدمة الإنسان بقدر ما هي تهدف إلى خدمة مصالح هؤلاء الأفراد ولتحقيق أهداف أخرى لا تخدم الإنسان المعاصر ومسيرته الإنسانية. ولو أجرينا متابعة عن مدى تطور هذه الأفكار، فأننا لا نجد هناك تطوراُ وإنما هو دائما العودة إلى مصادر القديمة لاستنطاقها والاجترار منها معلومات تشوبها المصداقية العلمية. إلى جانب ذلك فأن أغلب هؤلاء هم أشخاص فاشلون بحياتهم العلمية والدراسية.
وهذا لا يتوقف على المسلمين بكل طوائفهم وإنما يشاركهم فيه المسيحيون وما شهدته أوربا في العصور الوسطى وما زال بالرغم من تحجيم دور الكنسية في تلك المجتمعات. وما يحدث في أسيا من أتباع الديانات الأخرى، وكذلك اليهود وباقي الديانات في العالم. وما نراه يحدث في فلسطين المحتلة من قبل الصهيونية ليس ألا دليل بسيط عما يسببه هذا الأفيون.
ولكن هل الدين هو السبب، أو من يتعاطى بالشأن الديني هو المتسبب ؟
كل ما يوجد في هذا العالم كما أشرنا له جانبين سلبي والآخر أيحابي. ويتوقف ذلك على من يستخدم ذلك الشيء والهدف من وراءه. والدين كباقي هذه الأشياء له جوانبه السلبية وجوانبه الايجابية. ولقد عرضنا الجانب السلبي له وخاصة حينما يكون بيد بعض الأفراد أو الحكومات من الطامعين بالسلطة السياسية أو الاقتصادية، ومن أجل السيطرة على الجماهير الواسعة، وتسيرها إلى الوجهة التي تريدها، وهذا ما كان تفعله الكثير من الدول العربية والإسلامية في حربها ضد حكومة أفغانستان السابقة، ومساعدة تلك الدول للمجاميع الأصولية الظلامية بدعوى كونها مجاميع جهادية تسعى بين قوسين " لنشر الدين(الديمقراطية الأمريكية) الأمريكي في العالم الإسلامي، ومحاربة الشيوعية ". وهذه المجاميع الظلامية ليست حكرا على الإسلام فقط ولكن الذي يجلس على قمة هرمية الحكم، وفي اكبر دولة في العالم، يدعي بان الرب قد اصطفاه وهو يعده لأمرا جلل فعلية أن يتخلى عن إدمانه للمخدرات، فهذا الرب يهيئه لكي يحقق من خلاله أحلام تشغل فكر هذا الرب، وذلك من اجل المساهمة بالعمل على التعجيل بعودة السيد المسيح من جديد، لقد اصطفاه الرب للقيام بهذه المهمة وهو في حالة نشوة بسبب إدمانه على تعاطي للمخدرات، لذا ترك الإدمان على المخدرات ليفرغ نفسه من اجل تحقق ذلك الأمر. واكتفي بذلك وبدون أي تعليق إلا إن هكذا رب يأتي للمدمنين والشاذين وفي جلسات هلوسة من دون الأسوياء، ليس هناك وصفا له إلا أنه ربُ شاذ لا أكثر.
أما الجانب الايجابي للأديان فنحن لا نريد الغوص في التاريخ لتوضيح ذلك، ولكن لنقف عند بعض لمحات المضيئة التي أسهمت في تقدم البشرية وإخراجها من عصور الظلام والعبودية. فقد كان الإسلام وفي بداية الدعوة نبراسا لكل المظلومين والمضطهدين المقيدين بأغلال العبودية للثورة على تلك الأغلال والأوضاع والسير بركب البشرية نحو إنسانية حقه. فكانت دعوة محمد(ص) وكان النصر حليفها. واستطاعت أن تبني أسس لدولة استطاعت أن تترامى أطرافها من الغرب إلى الشرق. بالرغم من وجود الكثير من التحفظات عليها في حالة مناقشة ما حدث سابقا، بفكر ووجهة نظرة ما نحمله اليوم من معرفة في الجوانب الإنسانية والعلمية. وهذا ليس حكرا على الدين الإسلامي فالديانة المسيحية كان لها ذات الدور في تحريك الجماهير وثورتها من اجل بناء علاقات إنسانية أفضل، وإحداث تصدع كبير في هيكلية وأسس مجتمع العبودية الذي كان سائدا. ولا أريدُ التطرق إلى مواضيع كثيرة في تاريخنا والتي يجب علينا إعادة النظر فيها وخاصة بعد الذي حدث في العراق، فلو كان الدكتور والمؤرخ (فيصل السامر) على قيد الحياة وعاش هذه الأوضاع لبادره بإعادة وجهات نظره حول ثورة الزنج في البصرة، لان ما يحدث لان هو شبيه بما حدث سابقا ولا يمكن أن يختلف عنه إذا لم يكن أكثر مرارة ووحشية، كيف لا وان السواد الأعظم من القائمين بتلك الحركة كانوا هم ما يطلق عليه بمفاهيمنا الحديث بـ(حثالة البروليتاريا)، والذين هم تجمعات العبيد من العاملين بإنتاج الملح في البصرة، والمحرومين من ابسط شروط الحياة الإنسانية. أما في هذا الوقت فأن جلهم هؤلاء من المتعلمين أن لم نقل أكثرهم يحملون الشهادات الكبيرة، في حين هناك من يسبق أسمائهم لقب( د.............). فهل أولئك بالرغم من جهلهم واضطهادهم وشعور بالاغتراب مع ما يحيط بهم، هم كانوا أكثر وعيا من هؤلاء، لا أتصور ذلك فهم من نبعا واحد، ويسيطر عليهم أفيون واحد، ويقودهم ذات الأشخاص.
ولم تتوقف المسيرة واستمرت تلك الومضات في الإشعاع لتصل إلى ثورة العشرين في العراق وما رافقها من استخدام الشعور الديني لاستنهاض همم العراقيين من اجل الثورة والتحرر. وهو ما كان في الجزائر وثورة عبدالقادر الجزائري، وثورة شيخ المجاهدين عمر المختار في ليبيا. وصولا إلى ما نعيشه اليوم في لبنان وفلسطين. ففي لبنان ها هو حزب الله (وبالرغم من اختلافي معه أو مع حماس بالمنطلقات الإستراتيجية والتكتيكية التي يتبناها كلا منهم ) قد أعاد الثقة التي أفتقدها المواطن العربي بنفسه وقدرته على مواجهة ومقاومة هذا العدو، الذي هو رأس الحربة لجميع القوى الامبريالية والاستعمارية الساعية لفرض السيطرة على شعوب هذه المنطقة وسلب خيراتها. وها هي حماس بالرغم من الظروف القاهرة التي تحيط بها ألا إنها لا تزال صامدة بوجه تلك الهجمة الشرسة، ولكن إلى متى والعالم يسيره الثور الأمريكي.
وفي ضوء كل ذلك كان لـ(كارل ماركس) من أن يعدل مقولته تلك ليضمن الموضوعية والقدرة على استقراء الواقع بصدق وواقعية. فالدين ليس أفيون للشعوب فقط. وإنما المقولة ألحقته والمعبرة والتي من خلالها نستطيع تجسيد حقيقة الواقع الديني هي " الدين أفيون للشعوب، ومنارةً للكادحين ( للمناضلين) ". فالدين عندما يكون بيد السلاطين والوعاظ والباحثين عن السلطة والمال يكون أفيون يخدر الأفراد ويذهب بالعقول، ويثير الغرائز وكل صور العنف والوحشية والرغبات المحرمة. وعندما يكون بيد المضطهدين والكادحين والمناضلين فهو سلاح لتهديم معاقل العبودية والاضطهاد، ومنارة فكر لعالم جديد يسوده الحب والسلام. فالدين أفيون ولكن !!!!!






#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهات نظر: امرأة واحدة ولكن!!!!!
- وجهات نظر: نظرية أنسانية ولكن....


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - وجهات نظر: أفيون ولكن !!!!!