أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - هروب المرأة الفراشة الى الحرية














المزيد.....


هروب المرأة الفراشة الى الحرية


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(1) هروب الفراشة
لم تفهم لماذا وضعها في تلك الزنزانة القاتمة .. حاولت الاقتراب من النافذة لتفتحها وترى الضوء . عجزت إذ كانت السلاسل ملتفة حول يديها وقدميها . سألته :
ـ لماذا تقيدني؟
ـ لأنك لي .
ـ إفتح النوافذ ، أريد رؤية الضوء وشكل العالم .
ـ العالم رجل .
ـ العالم رحب .. وليس غرفة مظلمة .
أضافت قائلة بندم وحسرة :
ـ أردت دوماً أن اسير وراءك .. وسرت ، وها أنت توصد الآبواب على احلامي .
ـ كان عليك السير ورائي ، لأن العالم رجل .
ـ والدنيا إمراة .
ـ الدنيا تبكينا بزلازلها .
ـ والعالم يحرقنا بحروبه وتناقضاته وبراكينه .. والدمع أرّق من النار ..
ـ الدمع مالح .
ـ والنار حارقة شرسة ، تلتهم الأحلام ، لاتبقي منها حتى العظام ، أما الدمع فيغسل مرايا القلب ، أنظر الى مرآة قلبك ، ستجدها مُغبرة ، لأنك لم تسمح لدمعي بالانسياب على وجنتيك .
ـ الدمع ضعف .. والرجل قوة .
ـ الدمع اقوى الاسلحة احياناً .. لو بكيتَ على يديّ ، لآمنتُ بقوتك .. إبكِ يارجلي القوي إبكِ .
ـ تصطادين في الماء العكر ، دهاؤك ِ صنارة عتيقة متآكلة .
ـ أؤيد ذلك .
سألها بدهشة:
ـ ماذا ؟ أترفعين الراية البيضاء ؟!!
ـ لا، إنما صنارتي العتيقة لااستخدمها إلاّ حينما أحب .. لست أصرف طاقة دهائي مع رجل لايهمني .
ـ أنا لاأهمكِ!! .. لاأعني شيئاً ؟! ماذا عن حبك لي ؟
ـ الحب كالنبت يموت حين يُحرَم من الضوء والماء .
ـ أتذكرين حين كنت تقولين لي إنك فراشة تحلق على أزاهير حبي مدى العمر ؟!
ـ قبل أن تطوق جناحي بهذه السلاسل .
ـ أريدك أن تحلقي مرة أخرى في سمائي .
ـ أنا عاجزة عن التحليق بسبب الزنزانة .
حطم الرجل القيود وفتح النوافذ .. فحلقت الفراشة لكن خارج سمائه، فقد خشيت أن تنمو الأشواك ثانية في تلك الغرفة .
حلقت بعيداُ وأختفت.. وأنطلق الرجل باحثاً عن خطى الصنارة العتيقة .
(2) اساطير الخريف
في "اساطير الخريف" * ، عشق (تريستان ) البراري والأدغال ، ربما اكثر مما أحب سوزانا.
أما أنت ، فلم تعشق الهرب الى البرية ، إذ أنّ اعماقك غابة تكفي ، لالتأخذك مني ، وإنما لتأخذني مني .. لتزيح عني غلاف الوداعة وتكشف عن شراستي .. لتنزع عني اساطير الهدوء وتكشف عن المرأة النَمرَّة التي تعيش في اعماقي وتعشق ترويضك وتقليم مخالبك ..
لستُ كسوزانا ، اعجز عن الحياة في براري تريستان ، فقد عشقت الارتماء على الحشائش في غابة اعماقك ، وإلقاء نفسي في مجاهلها وأخطارها .. وحتى كوارثها ..
لم أكن لأغلق باب القلب بوجه نداء البرية ، بل أطلق روحي لصفير الريح الوحشية القادمة منك .
لم أكن لأبكي وأوراق الشجر الخريفية تتماوج عبر نافذة الليل على وجهي الندي .
لم أكن لأمنح رجلاً آخر ، دقيقة من عمر حبنا ، أو أسمح لأمرأة اخرى ان تكون النمرّة التي تريد .
لم أكن لأطلقك وحدك الى البراري ، وأنزوي خلف جدران الكوخ العتيق ، وأعود أبكي بحثاً عن خطواتك الشرسة .
فمن أجل أن تكون عاشقاً أليفاً ، لم اتردد في أن استحيل الى صدى البرية .
لم آبه بأن تمزق مخالبك أوراق الربيع في قلبي ، ولم أخشَ العجز عن تقليم أظافر البراري ، فقد عشقت أن أموت في غابتك .. أن تنمولي من مخالبك مخالب بدلاً عن الأظافر الملمعة بالطلاء الوردي .. أن اصطاد الحيوانات المفترسة بدلاً عن مداعبة البلابل ساعة التغريد .. أن افترسك في لحظة حب ، وأحبك في لحظة افتراس ..
في عذوبتي كنتُ أعشق التوحش ..
وفي توحشك كنتَ تعشق العذوبة ..
لم تكن انت تريستان ..
لم أكن أنا سوزانا ..
لكن حبنا كان .. أسطورة خريف .

هامش:
* اساطير الخريف فيلم رومانسي يغادر فيه تريستان حبيبته الوديعة سوزانا الى عشقه الأول : البراري .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة هواجس صاخبة
- قصة قصيرة صبي الاشارة الضوئية
- ميزانيات انفجارية ، لكن في الهواء !!
- وداعاً.. ايها الشهاب
- الفقراء يدفعون الثمن دائماً !
- شاطئ الورد..شوهته المفخخات!!
- قبلة قبل الموت
- الفرح في وطنٍ مُغتصَب .. مسروق .. مجروح ؟!!
- وطني .. ابكي عليك
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير
- حال الدنيا : غربة
- الدنيا حب وحرب : غربة
- قصة قصيرة : اسوار الجميلة النائمة
- اعمار النفوس .. طريق الخلاص
- بلاء كل يوم
- مغادرة الطفولة بالقوة
- صنفوا القتلة على قدر ( شرفهم وانسانيتهم )!!
- صور يومية من هموم المرأة العراقية


المزيد.....




- مراسلتنا: الجيش الإسرائيلي يقتل امرأة ويأسر مواطنين حاولوا ا ...
- الكويت تسقط جنسيتها عن أكثر من 9400 امرأة دفعة واحدة
- استغلى الفرصة وسجلى.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجز ...
- إدارة بايدن خططت لإنفاق 32 مليون دولار على الختان في موزمبيق ...
- كاميرا ترصد لحظة مذهلة.. غرباء يساعدون امرأة في الولادة في م ...
- كيفية التسجيل في برنامج منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائ ...
- امرأة متحولة جنسيا تحول حياة صبي عمره 14 عاما إلى كابوس في م ...
- “هتقبضي 8000 دينار شهرياً”.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- وفاة امرأة وابنتها متأثرتين بإصابتهما بهجوم ميونخ
- رابط تقديم منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - اسماء محمد مصطفى - هروب المرأة الفراشة الى الحرية