أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - ظلال الكلمات














المزيد.....

ظلال الكلمات


نواف خلف السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


هل للكلمة ظل؟ قد نتفق جميعاً على أن الظلال تظهر وراء الأشياء المادية فقط (رجل كرسي)، (رجل سياسة)، ( رجل أعمال)، أو حتى (عكاز لرجل متسوّل)! ومهما كان الاختلاف بين هذه (الأرجل)! فهي تترك ظلالاً تتباين في أحجامها، بغض النظر عن طبيعة ومنصب (الرجل)! أو نزاهته أو درجة وطنيته!.. بل حتى يمكن أن يتساوى ظل المنافق مع ظل الإنسان الطيّب في حالة تساوي الجسمين! وحسب النظرية (الظليّة)! لكن هل سبق وسمع أحدكم أن للفرح أو الحزن أو الطموح ظلاً يذكر؟! هذا ما كنت أفكر فيه عندما راودتني فكرة(ظل الكلمة)..
الكلمة هي روح بلا جسد سواءاً أكانت صادقة، أم ملفّقة، أو أطلقت لغاية معينة (سياسية، دينية، عنصرية، ثقافية،....) بناءة كانت أم هدامة فهي تبقى- أي الكلمة- بلا ظل لأنها شيء غير ملموس.. قد يسأل أحدكم ويقول: -
لكن الشعارات الكبيرة والإعلانات (العملاقة) هي كلمات أيضا؟ وعندما تسقط عليها أشعة الشمس، فإنها تترك وراءها ظلالاً تكبر أو تصغر حسب (زمن) سقوط الأشعة..؟؟
ورغم أن هذا التساؤل يحمل من الصحة الشيء (النسبي).. لأنه أخذ بنظر الاعتبار (عنصر الزمن) ودمجه بعنصر (المكان) حسب النظرية (النسبية لأنشتاين)!! إلا أن تلك الكلمات والشعارات الأعلاناتية وان كانت مصنوعة من هياكل حديدية وكونكريتية تظل أشياءً مادية لا تصمد أمام الهزات الأرضية!
كيف يمكن أن يصبح للكلمة (ظل)؟؟ وكيف نجعل الكلمة مادة محسوسة ومؤثرة وبناءة في المجال الصحفي، الأدبي، الثقافي، وكذلك على المستوى السياسي؟ أقصد (مجازياً) أن نجعل من (الكلمة) شيء (مجسّم) وفاعل في نقد الظواهر السلبية وصنع القرارات والضغط على السلطة في سبيل المصلحة العامة وبناء المجتمع الديمقراطي المتطور.. (فالكلمة المتقنة لا يمكن قطعها بفأس على حد قول المثل الروسي)..
لا بد من آلية صحيحة وشفافة تربط بين (الكلمة الصادقة) و (السلطة)، وكذلك بينها وبين المؤسسات وعلى كافة الصعد، وإلا ما فائدة كشف الفساد والتجاوزات والتقصير في مؤسسات الدولة من خلال الصحافة أو الأدب إن لم يكن هناك ما يقابلها من لدن المسئولين من تفاعل واستجابة ورد فعل صحيح أو توضيح معقول؟ وعليه أسوق المثال التالي:
إن رواية (ذكريات من منزل الأموات) لديستويفسكي كشفت المعاملة غير الإنسانية للسجناء وجسّمت معاناتهم وصوّرت بدقة كيفية مواجهتهم لعقوبة الجلد في ذلك العهد،وحين وصلت الرواية بين يدي زوجة القيصر تأثرت بها كثيراً وذرفت الدموع، وأوصلت المأساة إلى زوجها، فتأثر هو الآخر وتفاعل مع أحداث الرواية، وكانت النتيجة إلغاء عقوبة الجلد في السجون!
هذه هي (الكلمات التي لها ظلال) الكلمات المجسّمة الصادقة والحقيقية والجريئة.. فهل يوجد بيننا من يستطيع أن يقول كلمة لها ظل؟ وكم عدد المسئولين الذين يتقبلون تلك الكلمات ويرون ظلالها الجميلة.. ويؤسسون على ذلك قراراتهم ومواقفهم من كل ما يجري حولنا ويحيطنا بكل شجاعة وإخلاص ؟. وما عدد المرائين المنافقين من ماسحي (الأجواخ) المطبلين والمزمرين للمسئولين الذين يزوّرون الحقائق في سبيل رضا أسيادهم؟ طلباً للمزيد من المكافئات والمناصب والامتيازات!!




#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصاق
- برعم
- تصفيق / قصص قصيرة جداً
- إنعتاق
- قصص قصيرة جداً /غيمة محبوسة
- إطفاء عيون
- سبع قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً /صقل المواهب
- قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً :طالع
- حزن الآلهة
- قرابين
- أرصفة مسافرة
- أربع قصص قصيرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- بين ضوء العشب وظلام السنابل ينام الظل بهدوء
- نهاية
- الشمس الزنجية
- قصة قصيرة / أحصنة و بيادق
- قصص قصيرة جداً /9


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نواف خلف السنجاري - ظلال الكلمات