أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أحذية وحذاء














المزيد.....

أحذية وحذاء


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


حذاء دبلوماسي!

أي نوع من الأحذية هذا؟ ثم هل للحذاء أن يفهم ما معنى مصطلح دبلوماسية؟ لكنه فعلا أحد الأحذية الدبلوماسية, هذا ما أكده التاجر لفلان عندما ذهب للسوق لشراء حذاء مريح ينتعله.

قال التاجر صاحب الدكان:

- هذا الحذاء هو احد الأحذية المتواجدة بكثرة. رخيص, يكاد أن يكون معدوم الثمن. حذاء دبلوماسي, لكن إياك والقلق فالتاريخ لن يسجل عنك شيئا كما حدث مع حذاء الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف عندما خلع حذائه ودق به على المنصة متوعدا ومهددا الغرب في خطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة عام 1960.

دبلوماسية هذا الحذاء من نوع آخر, تستطيع أن تستعمله للتهديد, لكن أن ضربته على الطاولة كما فعل الزعيم السوفياتي فهو لن يخيف أحدا, بل سيهرب الجميع من رائحته, عدا عن ذلك فحسناته كثيرة, فهو يستطيع ملائمة نفسه لأي ظرف كان, ففي الحر تستطيع انتعاله كصندل وفي الصباح كشبشب مريح, وفي الشتاء كجزمه دافئة, فما عليك سوى أن تلائم قدميك أنت لانتعاله وتلائم انفك لرائحته النتنة, فإن لم تلائم نفسك لهذه الأمور فمصيرك سيكون الاختناق, أو انه سوف يخلعك ويفتش عن غيرك يستطيع ملائمة نفسه أكثر للأوضاع الراهنة.

كان فلان ينصت للتاجر بكل حواسه مستغربا لتلك الأقوال فسأله:

- هل هذا الحذاء كمداس أبو القاسم الطنبوري؟

- هو فعلا كمداس أبو القاسم الطنبوري لكن الفرق بينه وبين حذاء أبو القاسم هو أن حذاء أبو القاسم يضرب به المثل فيقال: أثقل من مداس أبو القاسم الطنبوري لأنه كلما كان ا نقطع منه موضعا جعل عليه رقعة إلى أن صار في غاية الثقل, لكن هذا الحذاء لا يمل الترقيع والترقيات, وبالوقت ذاته لا يمل العفن والأوساخ العالقة عليه.

- الترقيات! يا لا العجب!

- نعم يحب الترقيات جدا, وأي عجب, فهو لولا عفنه لما ارتقى وترّقعَ.َ

- لكني لا أرى أية رقع علية.

- جميع رقعه من الداخل هو يبدو للناظر انه ما زال في قمة اللمعان لكن عند الاقتراب منه لا يسعك سوى أن تشم رائحته النتنة تفوح منه, وما عليك سوى أن تشم هذه الرائحة, بعد ذلك لك مطلق الحرية في أن تعتاد عليها أو تبتعد عنها فان قررت عدم الابتعاد أو عدم الإدمان فما عليك سوى الصبر حتى الفناء, فهل تريد قياسه؟

- لست ادري لقد احترت في أمري, هل لديك شيئا آخر؟

- صندل, بوط , قبقاب, شبشب, بسطار, خفاف ومداس, وما أكثر الأحذية وما ابخس ثمنها وأرخصها. فماذا تريد؟

- أريد حذاءا ذات جودة عالية.

- اسمع يا صديقي, مع كثرة الأحذية قلت جودتها, رغم أنها صناعة محلية وغير مستوردة من الصين ودول العالم الثالث, فالبحث عن حذاء ذات جودة عالية أصبح في أيامنا مهمة ليست سهلة فأغلب الأحذية مغشوشة الصنع.

- ماذا عن الأحذية الأخرى؟

منتهية الصلاحية يا فلان, ولا وجود لقاض يخلصنا منها كالقاضي الذي خلص أبو القاسم الطنبوري من حذاءه.

- إذن سأشتري ذات الحذاء, فمن يدري ربما عندما أنتعله ارتقي قليلا في عملي أو في حياتي فكم تريد ثمنه؟

- انه هدية مني إليك, لا أريد ثمنه.

خلع فلان نعله القديم ولبس الحذاء الجديد رغم رائحته الكريهة ثم خرج من الدكان.

بعد أيام بدأ الناس بالتفتيش عن قاض دبلوماسي لكي يخلصهم من الرجل الذي انتعل الحذاء وارتقى في حياته.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلحات مشرذمة
- متلازمات كاريزمية
- ويحلق ساق الخيزران
- استنطاق
- فيض اقتحام
- بحر على قيد نقطة
- لعّل حيفا قد رحلت..
- صحراء عدن
- على جفن البنفسج يولد قوس قزح
- أيَا ليلى...
- نهر النور
- تناثر
- عبور نحو الشتات
- تَ..ج..ل..ل..ي
- نحو الأمس البعيد
- حُرُوفٌ غَجَرِيَّةٌ
- اللاَّزَوَرْد
- سرير ورقم (12)
- كأنه عبور
- سَرْمَديَّة قَمْرٍ مُعَتَّقْ


المزيد.....




- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - أحذية وحذاء