أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - وظيفة الإبداع وإشكالية العصر














المزيد.....

وظيفة الإبداع وإشكالية العصر


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2202 - 2008 / 2 / 25 - 05:29
المحور: الادب والفن
    



التناسب الوضعي في وظيفة الشعر وعصر الإبداع، دخل الحرف حجم التوازن في كفتا ميزان يقود لدغم الإشكالية في الحداثة الشعرية، فما كان من الشاعر سلام سعيد مولود، سوى ربط الصورة الجمالية في التكرار بالاستعارة في العطاء لأكثر من معنى للمفردة في خلق قصيدة تحدث تطوراً وتكامل في التأويل.
الشاعر سلام سعيد مولود، وقصيدة ( السراب) إبداع الشاعر يُثَبِتْ وجود الجمال، والشعر جزء من عالم الفنون الأخرى، وللشعر تعبير عن الذوق الإنساني، بكل أنواعه يخلق التأمل في الجمالية التي صدرت عن الكائن البشري، والشاعر يشحذ قريحته وذائقته الشعرية كي يخرج عن إشكالية العصر، ويظهر الإبداع عند الشاعر سلام سعيد مولود في قصيدة ( السراب) يحاكي بحسرة هذا الكون، حيال حضور أزمات العصر ومنها الألم الذي يسببه نزاع لا يحمل في صميمه غير الطمع والغدر والموت، فيقول:
من يقدر أن يحتضن الجرح
من يستطيع أن يمحو الهموم
من الجنون أن نناظر الكلمات بالألم
من الجنون أن تحادث الموتى
من الجنون أن تدفن الأحياء
من الجنون أن تحتضن الصمت
من الجنون أن تخطو بالخطوات نحو السراب
تجربته مع الألم والموت وضعت علامات استفاضت كثير من التراكم العميق لترديد نفس المفردة، لأكثر من مرة حملت التساؤل، القهر والحزن العميق والتجارب القاسية خلقت في نفسه جوهر مصقول لروح صافية، قادتنا لتوقعات التكثيف في قصيدته، وكشفت تراكمات متخمة أظهرها الشاعر سلام سعيد بشكل ظلال على انكسارات لحقت روحه العالية بما أصابها من مرارة وإحباط، بقوله:
الحدود شائكة، والمدن عارية الأسوار
من الجنون تصديق السراب
والانتظار من نوافذ مفتوحة
تضيع كل ألحان الهوى
ويغرد الناموس كلمة أسطورية
تستقبله حافات الموت
يشمل ما معناه لغز الحروب، وفي اللا مباشر يطرق أوهامها وعجفها ومخططات سرابها، الحرب لا تفضي إلاَّ للسراب، حاول أن يبتعد عن مفردة (حرب) لكنه رسم كل صورة في إمكانيتها الشعرية، ودقة الفراغ الذي تولده حالة الحرب في النفس والحياة والمجتمع، إذ يصبح كل فعل يحمل صفة من صفات الجنون، حتى الصراخ والصمت يدخلان هذيانات الحالة المؤتلفة للخراب، بقوله:
من الجنون.. التعري
لا صوت للصراخ
والكلمات مشلولة
والمحيط هادئ
والعتمة تخنق ما حولنا
من الجنون.. التعري
والانتظار جنون
من الجنون أن نعقد الأحلام
سلام سعيد مولود، عقد على جبين الأيام كلمة الجنون، وما يتضمن دلالاتها الشعرية، رافض كل هذا الجنون الذي عاش، ولم يجد من حقه الرفض أو القبول لوجود هذا الجنون، غير أن هناك نوع من البشر همها خلق الفزع والخوف في مشاعات الحياة، بما يملكون من سمات الجنون الثابتة في نفوسه العشوائية، فيصبغون عموم اللحظات بشعث جنونهم غير المحتمل، ويحَمِلون البشر هالات الموت والتبعثر دون رحمة، لذا الشاعر يصر على زرع (من) في جوانب كل صراخاته، ليعلم العالم أنه من الصعب قبول الموت المغمس بالجنون، بقوله:
لكل الأحاديث قراءة
من الجنون أن تقضي ليالي مع الموتى
من الجنون أن نتحاشى الغازات السامة
من الجنون ألاَّ يكون الانتظار.. للحرب
لم يعد قادر على بقاء هذه المفردة في جوفه، فتقيأها في آخر القصيدة، (الحرب) لأن كل المصائب تأتي من الحرب، والحرب وحدها من قادرة على خلق هذا الجنون، وفي حالة الحرب يكون الإنسان مرغم على التعايش مع الجنون، المفارقة التي تمنحها الحرب، وليس من السهل أن يملك الشاعر مثل هذا الطوفان من العذابات ورسمها بريشة مبدع متمكن، تحمل سرية الغموض الذي لا يتركنا دون أن تنزع الدموع من العين ومن قلبك الحسرة، وأنت تمر فوق سطور محشوة بالهلاك، الواضح لأيام غارت وولت، ولكنها في الذاكرة راسخة حد الشعور بوجودها أينما حل وارتحل.
الكاتبة/ ناقدة من العراق.
المصدر : كتاب غسق الشفايف الوردية/ ص 46/ ترجمة : جيهان عمر.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعلة تنير الأعشاب..
- تحليلات متعالية في محسوس الشعر
- سيمفونية لم تكتب بعد..
- الشعر يطهر المنطق بالوعي
- معاني تسمو رغم قسوة الحياة
- من زوايا أنفاس الموصل
- حضور الغيابات
- المرأة شعرأ تُصالب الزوايا
- بدلة أزرارها مجدولة
- عبر ذكرى
- القمر المنشطر
- ثلاث تخطيطات مفتوحة لظلال العالم
- تحية مباركة مع باقة ورد عطره
- قصائِد لا تُحرَقِ
- هرطقة..إمي
- قصص قصيرة جداً
- المرأة ضياء الوطن
- المرأة وفزاعة الحضارات
- مزامير راقصة
- قصص الكترونية قصيرة جداً.


المزيد.....




- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - وظيفة الإبداع وإشكالية العصر