|
أتحبني بعد الذي كان ؟ ... سؤال من انثى
سرى الصراف
الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 09:27
المحور:
الادب والفن
هذا السؤال هو مطلع قصيده للشاعر الكبير نزار قباني وقام بتلحينها وغنائها المبدع كاظم الساهر . فهي عباره عن تساؤل من امرأه لحبيبها فهي تقول له ( اتحبني بعد الذي كان ؟ ) فيجيبها بحب وعشق ممزوج بثقه واحترام ويقول : اني احبك رغم ما كان ماضيك لا انوي اثارته حسبي بأنك ها هنا الأن تتبسمين وتمسكين يدي فيعود شكي فيك ايمانا عن امس لا تتكلمي ابدا وتألقي شعرا واجفانا جواب جميل ومعاني رائعه واحاسيس انسانيه عاليه كلها تجتمع حين سماع هذه الأغنيه وخاصه اذا كانت من تسمعها فتاه او امرأه لها تجارب سابقه فهي تشعر بقيمتها كأنسانه لها الحق في ان تعيش وتحب وتستمتع وتقوم بكل ما يقوم به الرجل دون ان تتعرض للوم والحساب فهي انسانه اولا واخيرا ولكن هذا الشعور سرعان مايختفي ويحل محله شعور اخر بالألم والظلم حين تدرك هذه الفتاه او المرأه ان هذه هي مجرد اغنيه و ينبع من داخلها سؤال ملح هل هذا من الممكن ان يحدث على ارض الواقع ؟ وهل يقبل الرجل الشرقي عموما والعربي خصوصا بأمرأه لها ماضي ؟ فيكون الجواب للأسف لا لأن الرجل العربي يريد انثى بمواصفات قياسيه واهم هذه المواصفات هي ان يكون هو الأول في حياتها . في الحقيقه لا اعرف لماذا فقد سألت الكثرين لكن مبرراتهم ليست مقنعه . فالأول يقول انه يريد ان يكون الأول في حياتها لأنه يريدها شريفه ( و بالمقابل يكون هو لا يعرف الشرف لا من قريب ولا من بعيد فقد يكون مرتشي وغشاش وربما لص ايضا لكن كما نعرف فالشرف في مجتمعاتنا ليس سوى امرأه حافظه لفرجها ليس الا ) . والثاني يقول انه يريد ان يكون الأول لأنه يريد واحده لم يلمسها رجل قبله اوكما يقول المثل اللبناني ( ما باس ثمه الا امه ) طبعا هوه يقول انه يريد ذلك لأنه ( غيور ودمه حامي ) وانا اعتقد ان الحقيقه ليست كذلك ( فقد يكون فاقد الثقه في نفسه وفي قدراته العاطفيه والجنسيه بحيث لايريد ان تكون هناك مقارنه مع من سبقه لأنه سيفشل بالتأكيد ! ) . والثالث يقول انه يريدها عفيفه وذات خلق لكي تصلح لتربيه الأولاد ( وبالطبع تبقى هي مع الأولاد ويعيش هو حياته بالطول وبالعرض ) او ربما هو يريد امرأه بهذه المواصفات لتعيد انتاج جيل اخر يمتاز بنفس العقد ونفس الأزدواجيه التي تربى وعاش هو فيها ( ربما انه يرى هذه الطريقه مثاليه للحياه فهي اكيد اسهل بكثير من الصدق الشفافيه فالظاهر جميل والباطن ..... اوعلى رأي المصريين ( من بره هله هله ومن جوا يعلم الله ! ) . ومهما كانت المبررات والأقاويل فالذي يفكر بهذه الطريقه هو ذكر ( ليس برجل حقيقي ) فهو يدعي الأخلاق والشرف ونبذ الجنس وهو غارق فيه حتى شعر راسه لكنه بالتأكيد يحلله لنفسه ويحرمه على شريكته المرأه ( اسلوب الكيل بمكيالين ) بالرغم ان كل مايقوم به هو مع المرأه , فهناك مرأه للمتعه ومرأه للزواج كما يدعون . انا اعرف سوف يعترض على كلامي الكثير من مدعي التحرر والتمدن ويقولون انهم لا يبالون بماضي المرأه وتاريخها ( قد يكون ذلك صحيحا ) وهم مقسمين الى اقسام فالقسم الأول الذي يشكل الأكثريه يقبلون ان تقول لهم المرأه انها عرفت شخصا قبله ولكن عليها ان تستدرك بسرعه وتكمل بأنه لا يوجد بينها وبينه اي شيء فهي علاقه بريئه لم تتطور حتى الى لمسه يد ! فهو حب عذري ( ومن احب بالفعل يعرف ان الحب العذري هو اكبر اكذوبه اخترعه البعض ليبرروا فيه قمعهم لغرائز ورغبات الجسد ضنا منهم ان الحب يدنس اذا ما مورس جسديا والحقيقه عكس ذلك تماما فالجسد هو المعبر الحقيقي عن الحب , وحتى لو لم تمارس هذه الرغبه فعليا لكنها موجوده رغم انف الجميع ) . والقسم الثاني ولكي لا اكون ظالمه ويقولون اني ابخس بعض الرجال حقهم فهناك من يقبل ان تكون لحبيبته او زوجته بعض الممارسات الجنسيه قبل الزواج ( وهم بالطبع الأقليه ) فبعد ان يتحقق هذا الرجل ( المتحضر ! ) من ما فعلته شريكته في الماضي بالضبط يتكرم عليها بالغفران والقبول بأن يستمرا معا وهي يجب ان تقابله بالأمتنان والشكر له مدى الحياه لموقفه النبيل هذا ! , قد يتصور هذا الرجل انه متمدن ويؤمن بحريه المرأه لكنه في دواخله رجل شرقي قد يكون احسن من الأخرين ضاهريا لكنه لا يختلف معهم كثيرا جوهريا ( من وجهه نظري على الأقل ) فهو اعتبر ما قامت به خطيئه وهو بكرم اخلاقه سامحها ومن جانب اخر هو قد قام بمثل تلك الخطيئه عشرات المرات لكنها مجبره ان تغفر له اما هو فمخير ان يغفرلها او لا . اما بالنسبه للرجال المتحضرين والذين يقبلون للمرأه ما يقبلوه لنفسهم فهم يكاد يكونوا غير موجودين لقلتهم ( فهم يعدون بالأحاد او ربما في احسن الحالات بالعشرات خاصه ففي بلدي العراق لم اصادف واحد منهم لحد الأن !) . فالمرأه في مجتمعنا في خيار صعب فهي اما ان تكون واثقه من نفسها مدركه لحقوقها ترفض الوضع الذي يفرضه عليها المجتمع صادقه مع نفسها ومع الأخرين تعترف بتجاربها لأنها مؤمنه بأن هذا حقها كأنسانه ومقتنعه بأنها هي والرجل في خانه واحده ليس هو في الخانه العليا وهي في الخانه السفلى والمرأه في هذه الحاله سوف تعاني كثيرا من الوحده لأن وجود رجل يقبل بمثل هذه المواصفات هو امر صعب اوقد يكون ضرب من الخيال فهي تكسب احترامها لنفسها وتعيش سلاما داخليا وبالمقابل تفقد الأستقرار العاطفي . او ان تعيش تمثل شخصيه غير شخصيتها وتجاري المجتمع في ما يريد فهي تقول ان لها دور وللرجل دور ويجب ان لا تتعدى حدودها فهي المخلوق الأدنى وخلقت من ضلع الرجل وهو له القوامه عليها وبالتالي له حقوق لا تملكها هي فهي بذلك تكسب الرجل وتعيش استقرار عاطفي لكنها تفقد ثقتها بنفسها وتعيش صراع نفسي وتشعر دائما انها تابع ليس من حقها اي شيء سوى ما يمنحها اياه الرجل . فالمرأه في الحالتين تدفع ثمنا غاليا يمتص من روحها وجسدها وعقلها . والسؤال الذي اسأله لنفسي دائما لماذا الحب في مجتمعاتنايجب ان يكون سرا فهو عيب والرغبه يجب ان تكون مكبوته لأنها غلط ولو احب الأنسان ومارس رغباته فهو مبتلى وعليه ان يستتر . اما الذي يكفر الأخرين ويشجع على رفض وكره الأخر علنا ويحث على القتل والدمار والخراب فهو حر ولديه وجهه نظره التي يجب احترامها ! امر يثير الأستغراب او بالأحرى الأشمئزاز من مجتمع يعيش بهذه العقليه النتنه . وبعد الذي تقدم اعتقد ان القاريء ادرك ان جواب السؤال ( اتحبنتي بعد الذي كان ؟ ) سوف يكون على ارض الواقع ( عذرا للعظيم نزار قباني ) : انا لا اريدك بعد ما كان
#سرى_الصراف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحسن الوضع الأمني ..بين الحقيقه والخيال
-
هزيمه الأنسان العراقي .... الى متى .....والى اين
-
وهم الرخصه الدينيه لجرائم الشرف
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|