أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - عفريت الفضة / قصة قصيرة














المزيد.....

عفريت الفضة / قصة قصيرة


عمر حمّش

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


قبيل العيد! شمس المخيم تملؤها الكآبة!
واليهود طيروا في العيون صفير الزنانة!
الصفير لا ينام!
لا بيع في السوق، لا شراء!
فقط عواء!

* * * * *
فيروز نادت:
يا قدس!
تعبت فيروز! وتعبنا نحن!
تعبت العرب!
للقدس سلام!
فتاة تمرّ، رغم الحزن، صدرها هاج، فشقّ القماش، وانتفض منه ديكان ينقران!
وجاء الأولاد!
الأولاد في السوق شرّ مستطير!
صدحت فيروز:
- آت آت.
فماجت السماء، وتزودت بحوت!
يصكّ أنيابا من حديد!
- آت آت
فصرخت السماء، ثمّ انسدت!
عين الشمس استكانت كالذبيحة!
جرت الناس!
و أبواق السيارات!
جرى التراب، والحجارة! واحتارت بقايا عصافير!
الهواء غادره الأكسجين ، وفرّ منه ما تبقى من رحيق!
نحر الحوت عين الشمس، ثمّ ألقاها في البعيد!
احتضرت فيروز !
وهوى المخيم !
وحبات البرتقال من أيادي الأولاد كانت تطير!
تناثر السوق في لحظة!
مثل أوراق الخريف!

* * * * *

تمطّى الحوت، ثمّ استقام !
وجاء الصاروخ!
بلون الفضة جاء، يتلوى، مثل أفعى راقصة!
ارتجّت الأرجاء، واحتشد الخلق!
أنا انخرطت في التدفق المجنون!
في المسيرة الهائجة!
رفعت اليدّ، وهزجت مع الجموع الهازجة:
شدي حيلك يا بلد
من شيخك حتى الولد
شدي حي يلك
الليل اشتد وجدّ الجدّ
وما في عتمة للأبد!

* * * * *

تزاحمت حتى شعلة النار التي كانت تعاند ماء الخراطيم!
وهواء طرأ، فنشر رائحة شواء اللّحم إلى البعيد!
طوقنا النار، حتى انحسرت، فانكشفت العربة، كومة حديد!
سوداء ممضوغة، وأبوابها ملقاة ممزقة!
كانت عيون الناس التائهة، تنزف على رأسين متباعدين!
على اللحم المقطع في الطريق!
شعري تصلب، وجسدي خفّ، صرت ريشة تهتزّ لرأس امرأة،
احترق فيه الشعر ، وكان الرأس بلا عينين!

* * * * *
أنا في داخلي هاج نمر!
ماج بحر!
طرت!
أكلت من عيني الحوت، وما شبعت!
شربت دمه، وما ارتويت!
وبين أسناني جأر، وهمد، وما بردت!
كان الرجال يجمعون فتات اللّحم في كيسين!
هذه أصبع! وهذا ضرس!
تلك القدم!
وتلك اليد!
لمن العين؟
احتاروا في تصنيف الأعضاء!
صاح صائح:
- لا تجمعوا بين الأعضاء!
ولهث الصائح
- المرأة جارته!!
- صعدت معه لتشتري حوائج كعك العيد!
وسمعت امرأة تصيح:
- أختي!!
التفت للصوت، وإذ بفتاة السوق صاحبة الصدر، تترنح ممتقعة بلا صدر!
هوت الفتاة!
أنا ريشة بين الناس تهتزّ!

لم يتبق لعينيّّ نور، وساقايّ كبوصتين مشروختين، لم تحملاني!



#عمر_حمّش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودةُ كنعانَ / قصة قصيرة
- سيف عنترة
- حكاية عمران مع لوح الصفيح / قصة قصيرة
- عذراء حارتنا
- تابوت
- منْ يغلقُ النافذة ؟
- خيط القمر / قصة قصيرة
- حمامة الفتى / قصة قصيرة
- جوادٌ أبيض / قصة قصيرة
- ابن آدم/قصة قصيرة


المزيد.....




- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر حمّش - عفريت الفضة / قصة قصيرة