عبدالله ملكاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 09:39
المحور:
الادب والفن
(1)
أبحث في نيلِكِ يا مصرُ
عن ماء يرويني....
عن سحرٍ يحكي كلماتي.
أبحثُ....
عن نجم يتمختر خجلاً
في ماءه ليلاً
عن همس مصري يعانقني
عن عطر تهمسه سيدة
تدعى أمُّ الدنيا....
أبحث....
عن نقش فرعونيٍّ
يخبرني أسراراً أكثرَ عن دربي
(2)
قالوا عن ليلك أشعاراً
عن قمرٍ يطلعُ ليحاكي أهراماً
يحيي تاريخاً....
يحيي أمواتاً....
ويهذب أخلاق فراعنةٍ
ويفك ظفائر جارية
تتشرنق في قمة هرم.
قالوا عن نغمٍ تشربه الأرض
يُنبتُ أزهاراً....ألحاناً
أوزانا تلهم أشعاراً
(3)
عذراً سيدتي....
يا أمَّ الدنيا....
فالدنيا ذائبةٌ خجلاً
كالشمع المتأمل ليلاً
راكعةٌ حباً تستجدي
أن تجمع زهر اللوز من عيون بنفسجتي
فالدنيا لم تعرف قبلاً
عيوناً تسقط نجمات الليل طرباً
لم تعرف أنثى تسحق أهراماً
وتكسر قضباناً....
وتشيد فكراً لا يبكي تاريخاً
فالدنيا لم تعرف أبداً
عن همسٍ يجلد أشلاءً
ويطهر أوردةً يستوطن فيها الذل
(4)
عذراً سيدتي....
يا هبةً النيل....
ففارسك الأسمر
يتلو قرآنا ويصلي
يتهجد لله....
يستجدي من ربه رحمة
تقتل من فاقك حسناً وجمال
لا يشبه فارسك رجلا
مسكينٌ....
لا يتقن أن يحكي عينيكِ
فارسك يبكي ماضيكِ....
ويعدُّ نجوماً سقطت في نيلِكِ
لا يشعل قمرا يمشط ظفائرك
بل يطلب من ربه تأييداً يحميكِ....
(5)
ميتةٌ ملامح الأنوثة فيك....
لم يبقَ منكِ....
إلا نقشا لحياة بعد الموت
ودموعاً تُنبت في صحراءك قيصوم
وشيوخا تتهجد لله
وتصلي وتصوم
وعيون بنفسجتي ثائرةٌ
تحكي أشعاراً
تخلقُ أزهاراً
وتقتل في الأمة فكرا مسموم
(6)
لونٌ يا أمَّ الدنيا أنتِ
في لوحة سواد....
تحكي مأساةً....
وفتوراً وخمولاً قد ساد
قطرة دم يا هبة النيل أنتِ
من جرحٍ لا يتخثر
يستهلِكُ فكراً....
ويدفن بشر....
وأميرةُ بنفسجتي
تلهمني أشعاراً
تبحث عن جسد برداء واحد
أشعارٌ تتمرد على بقايا الصور
هل ترضى يا وطني
أن تسمع من هذا الشعر؟
#عبدالله_ملكاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟