|
من يتحكم بتوازن القوى في العراق
حاكم كريم عطية
الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 03:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشكلت في الأونة الأخيرة قوى جديدة على الساحة العراقية منها ما يسمى بقوى الصحوة والتي تشرف على أعدادها وتنظيمها وتسليحها وتحمل أعبائها المالية الأدارة الأمريكية وقد تزامن ظهور هذه المجاميع المسلحة مع ظهور التجمعات العشائرية في الجنوب والفرات الأوسط وكذلك في المنطقة الغربية وربما هناك قوات أخرى كثيرة لم يعلن عنها بعد في طور التشكيل والنمو أن ظهور هذه المجاميع المسلحة لم يكن وليد صدفة أو هيجان شعبي كما يحاول أن يصورها البعض صحيح أن أغلب هذه التجمعات أستخدمت لتنظيف مناطق متعددة من العراق من عناصر القاعدة ومحاصرتها وبالتالي التقليل من نشاطها ألى حد بعيد وهو ما جعل هذه القوى أكثر تقبلا من جماهير الشعب العراقي ألا أن السؤال يبقى وهو ماذا بعد هذه المهمة آخذين بنظر الأعتبار أن هذه القوى المسلحة لا تخضع لسيطرة الحكومة العراقية وكذلك هي مخالفة للدستور حالها حال المليشيات المسلحة الأخرىالتي تخالف الدستور ولا تلتزم بالقانون وتعمل على حل المشكلة العراقية عن طريق السلاح لا عن طريق البرامج السياسية وأستثمار الثروة البشرية العراقية بكل أختصاصاتها لبناء العراق المنشود و هي قوى تتبع ضباط سابقين في الجيش العراقي و بعض قادة ما يسمى بالمقاومة العراقية وقسم من رؤساء العشائر العراقية والتي أستطاع الأمريكان من كسبهم وتغير وجهتهم في النضال المسلح وذلك في خلق تحالف جديد من هذه المجاميع مع القوات الأمريكية وهذه الظاهرة جديرة بالملاحظة والدراسة أذا ما أردنا معرفة توجهات الأدارة الأمريكية ووجهتها المستقبلية و محاولة أعطاء دور جديد للبعثيين وأرجاعهم تحت واجهات ومسميات مختلفة فخلق مثل هذه المجاميع وأن كانت صغيرة العدد حاليا ألا أنها في تزايد مستمر وهي غطاء مناسب لكل المناهضين للعملية السياسية في العراق في ظل غياب برامج سياسية حقيقية في البلد لأنقاذ الوضع الراهن وفي ظل تلكؤ واضح من قبل الحكومة الأمريكية في تنظيم الجيش والقوات الأمنية العراقية ومحاولة تعطيل تسليح الجيش والشرطة العراقية نتيجة مخاوف الأدارة الأمريكية من الأختراقات التي حدثت خلال السنوات الماضية في كل من هذه الأجهزة . أن وجود الأرضية الملائمة بغياب البرامج الوطنية الحقيقة وعدم أشراك القوى السياسية التي ناضلت في سبيل أسقاط نظام صدام حسين قبل شروع الأمريكان في أسقاطه وبدلا من أشراك هذه القوى في رسم سياسة البلاد جرى تعمد تهميشها والتقليل من شأن مقترحاتها وبرامجها في حل أزمة البلاد وهي القوى صاحبة التجربة والأمكانات لما يعد ضرورة قصوى لأنقاذ البلاد من المأزق السياسي الذي تعيشه أما محاولة تجميل وجه العملية السياسية في ظل النجاحات الوقتية التي حققتها الخطة الأمنية هو محض هراء وهو مجرد أعلام زائف لتجميل الوضع في العراق والمتتبع للوضع العراقي على مدى السنوات الماضية يمكن أن يلاحظ التخبط الذي وقعت فيه الحكومات العراقية المتلاحقة نتيجة التركيبة الطائفية ونتجة تغليب مصالح ضيقة على حساب مصلحة الشعب العراقي وكذلك الأداء الضعيف لهذه الحكومات الذي تمثل في مستوى الخدمات السيء ومستوى الفساد الأداري والمالي الذي ينخر في جسم الدولة العراقية وكذلك الوضع المزري أقتصاديا وأجتماعيا الذي تعيشه الطبقات المسحوقة الأكثر تضررا في ظل هذه الأوضاع . أن الأدارة الأمريكية تعرف ما تخطط له وهي أستراتيجية أستعملت في دول كثيرة في تأريخ الحروب والعمليات العسكرية الأمريكية وهو خلق حالة من التوازن بين السكان المحليين وأستخدام مجاميع منهم لأنهاء المجاميع التي تناهض السياسة الأمريكية في ظل توازنات أقليمية ودولية وأعتقد أن الأدارة الأمريكية سوف تنجح في مسعاها هذا ما دامت القوى التي تقود العملية السياسية ماضية في مواقفها وتعنتها وأنفرادها بالقرارات السياسية التي تهم حياة المواطنين ومستقبل العملية السياسية في العراق أن الأدارة الأمريكية ماضية في هذا المشوار منذ زمن ليس ببعيد مستغلة الوضع المعاشي الصعب للمواطنيين وكذلك الأخطاء وحالة الفوضى وكذلك ممارسات قوى المليشيات من كل الأحزاب والتي تركت أثارا سيئة على وضع المجتمع العراقي كل ذلك في غياب عدم سيطرة الدولة على قوى المليشيات وهي أخطاء فادحة وقعت فيها الحكومات العراقية المتعاقبة أضافة ألى الأقدام على تهميش الكثير من العراقيين من منتسبي الجيش السابق أو من البعثيين الذين لم تثبت عليهم أية جرائم أو من الطوائف الأخرى سواء أكانت شيعية أم سنية مما جعل مهمة الأدارة الأمريكية سهلة في خلق مجاميع مسلحة موازية لما موجود على الساحة العراقية من قوى المليشيات التابعة لقوى الأسلام السياسي من داخل السلطة وخارجها وهو وضع محفوف بالمخاطر تتوسطه عدت مجاميع مسلحة متوزعة على أجزاء مهمة من مناطق العراق والتي قد تتحول ألى الفدراليات المنشودة مستقبلا بديلا عن البرامج السياسية الأقتصادية لبناء العراق وأستثمار الطاقات البشرية العراقية المتنوعة الخبرة والتي تتوزع على بلدان المنافي و أصبحنا ساحة حرب وتطاحن مستمر تقف على أرضية الستراتيجية الأمريكية في حل المشاكل بالقوة لغة العصر الجديدة في ظل طلاق القوى الوطنية العراقية وعدم نجاحها في أيجاد لغة مشتركة لحل أزمة البلاد السياسية الأقتصادية ولنا في التجربة اللبنانية في الحرب الأهلية التي ما زالت تمزق الشعب اللبناني وأثارها المدمرة على مدى سنين طويلة مثال حي أنه طريق لا خير فيه للعراق وعلى محبي العراق الحذر منه والعمل على أفشال المخطط الأمريكي قبل فوات الأوان.
#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائفية والدكتاتورية
-
فقراء العراق والحصة التموينية
-
صحوةالعشائر وصحوة القوى السياسية العراقية
-
ذكريات العراقيين مكارم صدام حسين
-
المرأة في البصرة تستغيث في ظل عراق ديمقراطي
-
دور الفضائيات في المشكلة العراقية
-
مواقف في مؤتمر دول الجوار من قضية الشعب الكردي
-
حقوق الأنسان في العراق
-
الكونكرس الأمريكي اصدر قراره فمن هم أدوات التنفيذ
-
أيام كنا نحلم مع المعارضة العراقية
-
أطفال العراق وحلم بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد
-
العراق وطن يستغيث
-
أخطبوط المليشيات يلتهم الحكومة العراقية والقوى الديمقراطية
-
ملاحظات حول المؤتمر الرابع لرابطة الأنصار الشيوعيي
-
ملاحظات عامة حول المؤتمر الخامس لرابطة الأنصار الشيوعيين
-
شهداء الصحافة العراقية يستذكرون عيدهم
-
البرلمان العراقي اول من يستفيد وآخر من يضحي
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|