أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامه طلفاح - مجرد وجهة نظر (توقعات نهاية العام-2-)















المزيد.....

مجرد وجهة نظر (توقعات نهاية العام-2-)


اسامه طلفاح

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 02:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط بغداد في التاسع من نيسان للعام 2003 ، تبين للعالم التحالف " الأمرو إيراني " حول نظام صدام حسين ، بحيث كانت الحرب مشتركة بصرف النظر عن جنسية أو عرقية القوة العسكرية التي شنت الحرب على العراق في ذلك العام ، فبدا للعيان أن هنالك تحالف " أمرو إيراني" مشترك ضد النظام السابق في العراق و كانت العملية – عملية مقايضة ، ليس إلا بين أمريكا و إيران و أطراف أخرى ، فقد جاء الدور الإيراني بدايةً مبهم و غير واضح و غير معلن بشأن تلك الحرب و لكن ما أن سقطت بغداد و تواجد الحرس الثوري الإيراني في بغداد بعد ذلك التاريخ ، اتضحت الصورة شيئاً فشيئاً .

لم يكن صدام حسين بشخصه مثلاً عائقاً في طريق تحقيق أمريكا و خلفها اسرائيل مبتغاها جراء احتلال العراق ، و لنا في تصريحات الكثير من المسؤولين الأمريكيين حول هذا الأمر مثالٌ واضح و صريح ، أن هدفهم لم يكن صدام حسين بتاتاً ، و لكنه كان شماعة و ذريعة بالنسبة للأمريكان و غيرهم جراء الاعتداء على بلد عربي مسلم عريق له مكانته الكبيرة في الساحة العربية و الدولية من شتى النواحي و خصوصاً أن نظام صدام حسين كان و لو بالظاهر يهدد ما يسمى الكيان الصهيوني .

لكن الأمر مختلفٌ تماماً بالنسبة لإيران ، فقد كان صدام حسين لحينٍ من الدهر عائقاً كبيراً لتحقيق ما تريد الوصول له إيران بشأن عدة أمور ، و خصوصاً ما يسمى تصدير الثورة مع استغلال نسبة الشيعة في العراق و نسبة المواليين لإيران من أبناء العراق ، و لهذا الأمر أهداف باطنة كثيرة ، بلا شك أنها لا تخرج عن إطار الأطماع الاستعمارية في بلد بمكانة العراق ، ساهم و بشكل كبير جداً و حدّ من الهيمنة الفارسية عليه و على دول الخليج العربي و بعض الدول العربية من حيثية تصدير الثورة و تشكيل ما يسمى المثلث الشيعي.

فقد نهبت و سرقت أمريكا و عملائها في العراق آثار وأموال و نفط العراق و أعادته آلاف السنين للوراء ـ بالمقابل فُتح المجال للجانب الإيراني من حيثية ما يسمى تصدير الثورة و السيطرة على العراق من منحنى فكري باتباع طرق كثيرة ، من التهجير و القتل و التعذيب و التفجيرات التي بلا شك أن إيران و أمريكا شاركت بها بالتعاون مع عملاء كل منهما المباشرين و غير المباشرين ، لزلزلة العراق و جعله عبارة عن شلال من الدماء و جبال من الدمار ، و أُخذت هذه الأمور ذريعة لكلٍ من أمريكا و إيران للبقاء و السيطرة على العراق كل حسب اتفاقه.

لكن ما انفك الامر حتى اكتشفت أمريكا ماهية الدور الذي تلعبه إيران في العراق و تأثيرها على بعض الدول العربية الاخرى و خصوصاً ضد اسرائيل و " انقلاب السحر على الساحر"، و تناست الإدارة الأمريكية مبدأ " إيجاد عدو آخر قبل أن يوجد" ، بعد ما شُغلت بالحرب على العراق و حصاره منذ على ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً ، فكانت إيران في ذلك الوقت تعمل بشكل كبير للغاية على تمكين نفسها عسكرياً حتى أصبحت من الدول العظمى عسكريا التي يحسب لها ألف حساب ـ و كانت إيران قد كونت نفسها سياسياً و اتخذت من مبدأ سياسة "العصا و الجزرة "و" شد الحبل" مع اختيار المكان و الزمان المناسبين منبعاً لتسيير أمورها .

فقد كانت سياستها في السنوات القليلة الماضية سياسة ذكية للغاية ، أجادت من خلالها لعب عدة نظريات و ألعاب سياسية مباغتة ، مستفيدة من نظريات و خطط "شطرنجية" .

و كانت سياستها الفكرية هي الأقوى من بين كل السياسات ؛ و التي جاءت بنتائج سريعة تعتبر ايجابية مقارنة بسياسة أمريكا ، و بهذا سيطرت إيران بشكل أكبر على العراق من حيثيات كثيرة أكثر مما سيطرت أمريكا و حلفاءها على العراق من الحيثيات الأخرى المتنوعة.

جاء الاكتشاف الأمريكي لما يسمى " بالخطر الإيراني" في وقت متأخر نوعاً ما ، و أدركت الإدارة الامريكية و حلفاءها الخطر الإيراني الذي يواجه قواتها في الخليج العربي و منطقة الشرق الأوسط و بالأخص الخطر الذي يواجه اسرائيل من قبل إيران ، و خصوصاً بعد ما تبين التطور العسكري الإيراني بهذا الشكل ووجود البرنامج النووي الإيراني الذي أصبح بلا شك شغل و شاغل العالم و خصوصاً أمريكا و اسرائيل.

فحاولت أمريكا قدر الإمكان من خلال الدبلوماسية الأمريكية حلّ هذه المشكلة و لم تنجح بالوصول إلى أي نقطة مع الإدارة الإيرانية ، و حاولت بعدها من خلال جلسات مجلس الأمن و الضغط الدولي على إيران بإيعاز من الإدارة الأمريكية حول انهاء البرنامج النووي الإيراني و لم تنجح أي الأطراف بالوصول إلى نتيجة إيجابية حول هذا الامر.

فبدت حدة التوتر " الأمرو إيرانية" تزداد بشكل ملحوظ للعالم و خصوصاً حول العراق و أمنه و دور إيران الآن في زعزعة أمن العراق و دعمها للمنظمات التي تطلق عليها الإدارة الأمريكية "إرهابية" و التي تشكل خطر كبير على الابن المدلل لأمريكا ألا و هي اسرائيل.

و مع كل الضغوطات الأمريكية و الدولية على إيران للعدول عن برنامجها النووي ، لم تصغي إيران لأي من تلك الأصوات ، و بدأت كل من الدولتين إيران و أمريكا تلعب لعبة سياسية واحدة كل منها تجاه الأخرى ، و لا بد لنا من الإشارة هنا إلى الدور الذي تلعبه الدول الغربية بدعمها للموقف الأمريكي ، و الدور الذي تلعبه روسياً باطنياً و الصين بشأن موقفها الذي يعتبر محايداً حول الشأن الإيراني.

فبدأت التهديدات بازدياد مستمر من قبل الإدارة الأمريكية المتخبطة كثيرا في العراق و أفغانستان على إيران ، و التي بلا شك إن صحت تلك التهديدات و أصبحت حقيقة ملموسة لن تكون أمريكا الطرف الوحيد في حربها ضد إيران . و يلعب الاتحاد السوفيتي بقيادة " فلامدير بوتين" الرئيس الروسي دوراً كبيراً بالشأن العالمي اليوم ، الأمر الذي لم تأخذه بعض الأطراف على محمل الجد من ماهية عودة روسيا إلى الساحة الدولية اليوم و بقوة بعد ما ظن البعض أن ما يسمى " العدو الشيوعي الأحمر" الذي كان يشكل خطراً على أمريكا في السيطرة على العالم قد انهار تماماً و لا يقوى على الوقوف من جديد و خصوصاً بهذه السرعه.

و كلنا يعي تماماً أن أمريكا و روسياً طرفا صراع و معسكرين منفصلين تماماً ، بينهما توتر كبير و خوف من الآخر ، و بهذا من المعلوم أن روسيا تقف بجانب الصف الإيراني و كذلك الامر بالنسبة لبعض الدول الأخرى التي ستكون مفاجأة جديدة على الساحة الدولية من حيث القوة العكسرية و التي يظنها البعض أنها " أحادية الضغط" .

إيران اليوم على أهبة الاستعداد للمواجهة القادمة التي حذر منها الكثيرون ، حيث أنها تقف في واجهة المعسكر الآخر المعادي لأمريكا و حلفاءها ، و خصوصاً بعد الكم الهائل من التصريحات التي أدلى بها المسؤولين الأمريكيين و أولهم الرئيس بوش ، و بعد التهديدات التي كانت و لا زالت تخرج كل يومٍ من الإدارة الأمريكية و القوة الأخرى المسيطرة في العالم بشأن إيران .

مقدمة و صورة بسيطة يتضح لنا من خلالها عدة تأملات على حافة النهاية (قد) تنذر بعالمية ثالثة ، ستكون أمتنا العربية حاضنتها بلا شك ، متخبطين كالعادة بين "حانا و مانا" ، و يبقى السؤال قائماً : هل سيسقط التمثال و المثال و يبقى الكابوس؟!!.

هذا ما ستجيبنا به الأيام القليلة القادمة ...

يتبع..
________
اسامه طلفاح
كاتب و باحث
[email protected]




#اسامه_طلفاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انتهاء هدنة -عيد الفصح- في أوكرانيا، وكييف تتهم موسكو بانتها ...
- ترامب يأمل في -صفقة هذا الأسبوع- بين موسكو وكييف ويعد بتجارة ...
- الاحتلال يقتحم نابلس ويهجر 4 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم
- غارات على سوق فروة الشعبي في صنعاء، والحوثيون يتوعدون بـ-محا ...
- تشويه تماثيل في لندن خلال مظاهرة حاشدة مؤيدة لحقوق المتحولين ...
- السوداني: قمة بغداد تعقد وسط تحديات كبيرة يواجهها العرب والم ...
- -إل موندو-: فارق بسيط مهم في صفقة ترامب.. هل تمتلك كييف القد ...
- إعلام: ضغوط أمريكية على كييف للرد على مقترحات واشنطن لوقف ال ...
- ترامب: الكثير من قادة العالم يطلبون مني إعفاءهم من الرسوم ال ...
- انتهاء هدنة عيد الفصح التي أعلنتها روسيا في أوكرانيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامه طلفاح - مجرد وجهة نظر (توقعات نهاية العام-2-)