عبد الحسين الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 09:51
المحور:
الادب والفن
منحدراً ...
من كهوف السماواتِ ... من محلجِ الغيمِ ...
من شهقةِ النسرِ ... من قمةِ الهاوية ...
صاعداً صوب أيامه الخالية
يعبئ اذنيه بالقطنِ – قطنِ الليالي النديفة –
كي يهتدي بخطاب الرياح العريقةِ للخطوةِ الوجلة؟
لصنوبرةٍ يعتلي إرث ترحالهِ – للترجّلِ منعزلاً
فوق ظهر حمارٍ – حمارٍ من العشب والنوم –
كان يؤجّلُ بؤبؤه بشآبيب نارٍ تلمُّ غبار
أضالعه ... ليهيأ عزلته التالية ...
تضيق الخطى ... وتضيقُ القرى ...
وتضيق الجهات
لتوسعها حلماً ... وشبابيك يحتشدُ الوردُ
والنحلُ والآسُ فيها
تضيق الجهاتُ فتعلو القرى ، وتضوعُ الخطى
بندى يتقطرُ من خفقان الزمرّدِ ...
من نرجسٍ في فراديسهِ العالية ...
عناقٌ طويل ...
يلفُّ الصدى والمدى والندى بارتعاشاته وهو
يحمرُّ في قدمٍ حافية
طويلٌ يلفُّ الأباطح والأَرخبيل
سوفَ أكسرُ نظارتي !
لا ستائرَ ... لا لجةٌ ... لا دخان ...
لا مرايا ... ولا صولجان ...
لا بخار ... لا ترابٌ نحيل ...
أيها الربُّ : هل ذقتَ طعمَ الرحيل ... ؟
1992
العراق /الكفل
#عبد_الحسين_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟