أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - جحش أبيض في سباق الخيول














المزيد.....

جحش أبيض في سباق الخيول


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 09:26
المحور: الادب والفن
    




الجوكي (الذي قضى زهرة شبابه ، يستعد لدخول السباق ، ولم يتمكن من امتطاء صهوة جواد لضيق ذات اليد) ، شكا أمره إلى سائس الخيول في ملعب السباق، وبكى على صدره من غدر الأيام.. رق السائس لحاله وأهداه جحشاً أبيض عفي البنية طويل القوائم وقال :
- جرب حظك..
- جحش في السباق!
شب الأبيض على قائمتيه الخلفيتين وحرك أذنيه.. وأرسل نهيقاً حاداً قصيراً.
مضى الجوكي بجحشه إلى البيطار، وحذاه ، ثم إلى السروجي، وفصل سرجاً جلدياً بديعاً يغطي ظهره ، ويضم بعضاً من بطنه.. ثم مضى إلى الحداد ، وجهز له اللجام..
وانطلق على ظهر الجحش ، إلى المراعي الخضراء الغنية ، وانتشرا معاً في شمس النهار.. فأقبل الأبيض على طري العشب، وتشمم براعم الأزهار بشهية مفاجئة ، ينط بعيداً عن الديدان ، وبقايا الجيف، وإذا لامست قوائمه الأوحال قسراً، ينطلق إلى الجدول يستحم، وينشر جسده البديع في ضوء النهار.
حدث الجوكي نفسه "هل أدخل السباق على ظهر الجحش؟" وهمس في أذن الأبيض :
- هل ندخل السباق؟
حرك الجحش أذنيه وقفز ضد الريح .. فاطمأن الجوكي وتضرع إلى الله العلي القدير ولهج "لا تضيع لي تعباً يا رب".
ويوم السباق ، دقت الطبول ، وظهر الجوكي بين الفرسان يمتطي ظهر الجحش الأبيض ، فارتفع زعيق المشاهدين وعلت قهقهات المراهنين على الأحصنة.
وعندما اصطفت الخيول، أخذ الجوكي مكانه في نهاية الصف بانتظار صفارة بدء السباق..
انطلقت صفارة الحكم، وانطلقت الأحصنة، وبعد ثوانٍ معدودات ، حط الوجوم على الجمهور، وأخذت المفاجأة الحكام والمراقبين، وارتفع وجيب قلب السائس...
فاز الجحش الأبيض، وتقدم الخيول المتسابقة بمسافة قياسية، وقفز الجوكي عن ظهره، وأخذ يعرض ألعابه وسط هستريا التصفيق.
سأل الجوكي صديقه السائس:
- ما سر الجحش الأبيض؟
-لا سر، فهو ابن أبيه فقط.
- وخيول السباق؟
- اسأل عن أنسابها.
يقال أن الجوكي ذهب يفتش عن أنساب الخيول المتسابقـة ، ولم يعد حتى الآن ، ويُحدث السائس أن الخيالة الذين سابقوا في المباراة لم يعودوا إلى ظهور الخيل ، وتوزعوا على صالات القمار.
أما الجحش الأبيض فقد انطلق إلى المراعي ، يبحث عن طري العشب ويتشمم براعم الأزهار، يشب على قائمتيه يطاول الشمس.. وكلما مر به حصان أصيل يتوقف عن الجري ، ويؤدي التحية.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة المبروكة والعودة إلى جذور الحكاية
- العشيرة
- هلال يحضن نجمة
- صورة المرأة في روايات الرجال
- الدموع والدخان وحفاف ماء العين
- جنة يضاريسها وعرة
- الجياد تقفز عن الحواجز
- العودة إلى الحنين
- قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - جحش أبيض في سباق الخيول