أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفاهم محمد - آفاق فينومينولوجية














المزيد.....


آفاق فينومينولوجية


الفاهم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 11:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تهتم الظواهرية بوصف العالم في ظهوره الأولي التلقائي وفهمه بدون الاعتماد على المفاهيم الميتافيزيقية القبلية ، إنها بهذه الطريقة تريد العودة بالفلسفة إلى طابعها البريء الذي يحاول الإمساك بظواهر الوجود ومساءلتها كما هي معطاة للوعي . فالحدس الأولي إذن لا يمكن أن يكون حدسا للماهيات بل حدسا للظهور في حد ذاته . إن الفينومينولوجيا إذا ما أرادت أن تكون مخلصة لمنطلقاتها الأولية ، عليها إذن أن تتخلى نهائيا عن افتراض المطلق ، سواء هذا المطلق الذي يكون قد انبلج في فجر التاريخ مع اليونان كما هو الأمر مع هيدغر . أو المطلق الذي قد يفض نفسه في آخر الزمان كاكتمال للصيرورة كما هو الأمر مع هيجل .
بديهي إذن أن موقفا مثل هذا لا يمكن بتاتا أن يتجاهل مسألة الإدراك وطبيعة الوعي لان الظاهرة لا تمنح نفسها للعالم في نظر هوسرل إلا كمادة غفلة ، فالوعي هو الذي يمنحها الدلالة والمعنى ، غير أن هذا المعنى في نظرنا وعلى عكس هوسرل ينبغي أن يكون نابعا بالأول والأخير من طبيعة الظاهرة نفسها وليس من تجربة الوعي الخالص القبلية . هناك الوعي وهناك العالم ، بالنسبة للميتافيزيقا كل شيء يحدت داخل الوعي وهو الذي يحدد معنى العالم ، أما بالنسبة للفينومينولوجيا فكل شيء يحدت داخل العالم والوعي هو الذي يتعلم كيف يصوغ نفسه انطلاقا من ظواهر العالم ، فالوعي إذن لا يكتسب مضمونه إلا حينما يتوجه إلى العالم وهذا هو ما تسميه الفينومينولوجيا بالقصدية ، أي ذلك الاختراق الذي يحدته الوعي وهو يتوجه نحو الظواهر ، إذ كل وعي تقول الظواهرية هو وعي بشيء ما .
إن نقطة الحسم مع هوسرل تكمن فيما يلي : بالنسبة للفينومينولوجيا التقليدية يلعب الوعي الدور الرئيسي فهو لا يقصد الظواهر ويخترق العالم إلا لكي يعود ظافرا بما غنمه ، وفي هذه المرحلة فهو يستقل بنفسه كي يحفل باستثمار تجربته مع العالم وتنظيمها داخل مفاهيم الفهم ، هذه هي دلالة الاختزال الفينومينولوجي الذي يعني أنه علينا أن نوقف عملية الاختراق القصدي ، أي أن نقوم بتعليق الحكم تم نضع العالم بين قوسين حتى نترك المجال لهذا :" الأنا المتعالي " بصناعة الماهيات .
يقوم هوسرل إذن برسم منهجية مضادة للمنطلقات التي أقرها هو نفسه للفينومينولوجيا ، وذلك حينما يقرر الانفصال عن الظواهر والعودة ليس إلى الأشياء نفسها ولكن إلى عالم الوعي الداخلي الماهوي . ألا يمكننا إذن الحديث عن وعي ملازم للعالم ، فتعليق الحكم الذي اعتقد هوسرل أنه سيسمح له بتنظيم معطيات الوعي ليس في حقيقة الأمر سوى حكم من الأحكام لنويم أي ممارسة ذهنية تتطلبها عملية التفاعل مع ظاهرة من ظواهر الوجود . أما تعليق الحكم فهو في اعتقادنا عملية واسعة قد تتجاوز مجرد ممارسة ذهنية ، انه موقف ينتمي إلى تاريخ الوجود لن تتمكن البشرية من الوصول إليه إلا في حالة توقف صيرورة التاريخ ، أي في حالة نهاية الظواهر . إن الإيبوخي تجربة انطولوجية من تجارب تخوم الوجود ، وليس تجربة ذهنية معرفية . يمكننا أن نقول إذن أن الوعي هو الذي يؤسس العالم عند هوسرل وليس العكس لذلك فالعالم الذي تؤول إليه مسألة الاختزال هو عالم الوعي وليس عالم الظواهر . هكذا بدل الحديت عن الوعي الموضوعي بظواهر العالم يصبح الحديت عن موضوعية الوعي ، لقد تم إذابة العالم وتحول هو نفسه إلى فكر . لقد أصبحت العودة إلى الأشياء ذاتها ، عودة إلى ذاتية الأشياء أي إلى ماهيتها وجواهرها المفارقة ، كما أن قصدية الوعي أصبحت هي الوعي نفسه وليس العالم . إنها نهاية ديكارتية حزينة تلك التي تنتهي إليها ظواهرية هوسرل التي قامت أساسا من أجل تجاوز الديكارتية .



#الفاهم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفلسف في زمن موت الفلسفة
- قراءة في فكر هيدغر
- في أعماق قلبي
- الأصولية وصدمة الحداثة
- القضية الفلسطينية والمسألة اليهودية


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الفاهم محمد - آفاق فينومينولوجية