أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - لماذا يتجاهل العرب والمسلمون معاناة عرب الأحواز؟














المزيد.....

لماذا يتجاهل العرب والمسلمون معاناة عرب الأحواز؟


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال منطقي وإنساني يؤشر على خلل واضح وخطير في النفسية والعقلية العربية والإسلامية، فيما يتعلق بتحديد مفهوم ( الظلم والتضامن )، فالشعب الفلسطيني يحظى بدعم وتضامن كبيرين في الشارعين العربي والإسلامي ، رغم أنه تضامن في غالبيته مجرد بيانات وتصريحات خطابية لا يستفيد منها الشعب الفلسطيني ميدانيا في أي مجال من مجالات حياته ، بينما الشعب العربي الأهوازي الذي يواجه اضطهاد وقمع ووحشية الاحتلال الفارسي الإيراني، لا ذكر لمعاناته في الشارعين العربي و الإسلامي حتى في البيانات والخطابات إلى الحد الذي أستطيع الزعم أن الغالبية العظمى من الشعوب العربية والإسلامية لا تعرف أن هناك شعبا وأرضا عربية اسمها ( الأهواز ) محتلة منذ عام 1925 من السلطات الفارسية الإيرانية ، وكذلك وحسب إطلاعي فلا يوجد أي منهج دراسي عربي في كافة مراحل التعليم يذكر هذا الاحتلال ولو مجرد ذكر تاريخي في سطرين، ولا غرابة في ذلك فالشعوب والأنظمة العربية بما فيها السوري نسيت تماما لواء الاسكندرونة السوري المحتل من تركيا عام 1936 والجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة من إيران أيضا عام 1971 ، فهل من الغريب والمستهجن أن تنسى الأهواز وعربها. لماذا هذا النسيان وعدم التضامن الإعلامي الخطابي كما هو حاصل مع القضية الفلسطينية؟

أعتقد أن النفسية والعقلية العربية والإسلامية بشكل عام مستنفرة ضد ما هو أجنبي أي ما هو غير عربي ومسلم ،بسبب الصراع التاريخي منذ ظهور الدين الإسلامي، وبالتالي كل ما يحدث باسم تحت غطاء أو صفة الإسلام فهو غير مستهجن بل أقرب للعادي والطبيعي ، بدليل أن احتلا ل تركيا لعموم الأقطار العربية طوال 400 عام تحت مسمى الخلافة العثمانية كان مرحبا به ومرغوبا رغم كل الظلم والجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي تحت ذلك المسمى ، لدرجة أن هناك قوى عربية رفضت التنسيق والتعاون مع الحلفاء إبان الحرب العالمية الأولى ضد الرجل المريض ( تركيا ) ، ورغم ذلك تعاونت بعض القوى العربية مع الحلفاء حتى تمّ هزيمة الاحتلال التركي ورحيله ، ولولا ذلك ربما لاستمر ذلك الاحتلال بتخلفه وجرائمه حتى اليوم . وهذا ينطبق بشكل من الأشكال على الاحتلال الفارسي الإيراني للأهواز والجزر الإماراتية الثلاث ، التي لو كانت محتلة من دولة أوربية أو أمريكية لشهدت ذلك التضامن الخطابي الكلامي دون فعل على الأرض ، وهذا يذكّر بموقف آخر يدعم رؤيتي هذه للنفسية والعقلية العربية وهو احتلال دولة الكويت عام 1990 من قبل جيش الطاغية المقبور صدام حسين ، فقد أيدّ وهلّل لذلك الاحتلال نسبة من الشعوب والحكومات العربية بما فيها الشعب الفلسطيني وقيادة عرفات آنذاك رغم أنهم يعانون من احتلال مماثل أرحم بدرجات من احتلال صدام الذي خرّب دولة الكويت وحرق آبار نفطها ونهب بنوكها ووزارتها ومكتبات جامعاتها . أليس هذا تناقض غريب عجيب يؤشر على ذلك الخلل في العقلية العربية الإسلامية ؟

وتستمر جرائم الاحتلال الفارسي

وقد توّج الاحتلال الفارسي جرائمه بحق الشعب العربي الأهوازي الأيام القليلة الماضية بتنفيذ حكم الإعدام بثلاثة من الناشطين الأهوازيين هم: عبد الرضا النواصري ، والشقيقين جعفر و محمد علي السواري على خلفية نشاطاتهما ضد مشروع قصب السكر العنصري الاستيطاني الرامي لتفريغ القرى والبلدات العربية من سكانها العرب حسب ما أوضح بيان حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي انفردت إيلاف بنشره يوم 12 سبتمبر الحالي ، وصعدّ قوات الاحتلال الإيراني عملياتها الهمجية فتصدت بالرصاص للمظاهرات التي خرجت احتجاجا على تلك الإعدامات فقتلت شخصا واحدا وجرحت العشرات . وكما أوضح بيان الحزب فإن ( ظلم السلطات الحاكمة في إيران لا يقف عند حد فهي تمنع ذوي الشهداء من إقامة مراسم تأبين عامة لهم وتدفنهم في مقابر بلا معالم تقع في منطقة البرومي يحمل كل قبر فيه رقما محددا و تطلق عليها اسم مقار اللعنة ) ، وهذا ما لا تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي فعلا ، ورغم ذلك يتجاهل العرب والمسلمون نهائيا جرائم الاحتلال الإيراني هذه ، بينما يخطبون ويصدرون عشرات البيانات والتصريحات ضد أي عمل من أعمال الاحتلال الإسرائيلي ، والدليل على ذلك أن قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة في الثلاثين من سبتمبر لعام 2000 ، شهد عشرات ألاف القصائد والبيانات والمقالات والتحقيقات باللغة العربية وكافة اللغات المستعملة في الدول الإسلامية بما فيها إيران ، إلا أن القتل اليومي لأطفال العراق وأهلهم من قبل الإرهابيين العرب والمسلمين، يشهد سلوكا مخزيا وهو تمجيد هؤلاء القتلة الإرهابيين باسم المقاومة واعتبار قتلاهم شهداء موعودين بالجنة والحور العين ويشفع بعضهم لثمانين من مريديه كما قال الإخوان المسلمين في الأردن بحق المجرم المقبور الزرقاوي .

لذلك ليس مستغربا من العرب والمسلمين هذا السكوت المخزي على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الفارسي الإيراني ضد عرب الأهواز ، وأساسا نسيان هذا الاحتلال وعدم ذكره لا في الثقافة الشعبية اليومية ولا المناهج الدراسية وبالتالي فمن ( يهن يسهل الهوان عليه ) ، ولا عزاء لشعب الأهواز إلا بالاعتماد على الذات فلا أمل يرجى من عرب ومسلمين يتحالفون مع النظام الفارسي أو يسكتون على احتلاله وجرائمه ، وهو الذي يهدد علنا بإعادة احتلال دولة البحرين العربية ، وبحرق وتدمير دول الخليج العربي إن هو تعرض لهجوم غربي ، وسيظل العرب تحديدا يتحالف بعضهم مع هذا النظام ويسكت بعضهم على جرائمه إلا أن يتيقنوا عمليا أنه فعلا أخطر من إسرائيل ولكن بعد فوات الأوان وعندما لا ينفع الندم .



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة وعشرون عاما على المجزرة
- في الذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبرهل من جديد ؟
- بدوي سبعاوي في بلاد الفايكنج المملكة النرويجية
- صناعة الطغيان في بلاد العربان
- ما هو موقف إخوان الأردن من إعصار كاترينا
- توضيحات إلى الأخ حسن أسد وكل من أساء الفهم والقصد
- نداء من مواطن أردني
- ماذا يريد إخوان الأردن غير تدميره
- الفلسطينيون والنموذج القبرصي
- قوات أردنية في الضفة الغربية: أحلام إسرائيلية
- مأسآة فلسطينية عربية اسمها أشرف الحجوج
- نهاية مسخرة....
- إدانة لقتل الشاعر نصر أبو شاور وتضامنا مع الشاعر باسم النبري ...
- عباس يعلن الطلاق البائن مع حماس
- دروس حمراء من المسجد الأحمر
- من يصدق ...أوطان عربية تافهة ؟
- نعم إيران لا تختلف عن إسرائيل: وهذا دليل جديد من قادتهم
- الواقع الفلسطيني
- بيان للناس
- أنا وظلامي جاهل في الاتجاه المعاكس


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - لماذا يتجاهل العرب والمسلمون معاناة عرب الأحواز؟