أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابوعيشه - .. دبل كليك .. فموعد .. فلقاء ..














المزيد.....

.. دبل كليك .. فموعد .. فلقاء ..


نايف ابوعيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 04:27
المحور: الادب والفن
    


فتح الدكتور بريده الالكتروني فوجد تعليقا على موضوعه الاخير من احد القراء, كان قد ارسله منذ ايام. مع المقال الجديد كتب له القارىء تعليقا اخر. اثاره الفضول , وقرر اخيرا الرد عليه برسالة شخصية. في الرسائل اللاحقة اخبره القاريء الحقيقة: انها امراة متزوجة وتعمل بالتدريس وتعيش مع زوجها بالسعودية منذ زمن . فوجيء بالامر, واثاره الفضول , والاعجاب الخفي بافكارها رغم نقدها اللاذع في بعض الاحيان. مع الوقت تتطور الامر الى تعارف شخصي بينهما , واخيراعرف انها ستاتي مع زوار الصيف لرؤية اهلها . اتفق معها على اللقاء . في الموعد المحدد ذهب بسيارته الى للمدينة حيث تسكن عائلتها . جلس على المقعد الخشبي الكبير في الحديقة العامة كانت تظلله شجرة كبيرة , فوجيء بسيدة ترتدي جلبابا وخمارا على وجهها تصطحب معها طفلة صغيرة جميلة الملامح ومرتبة الهندام تقف عنده وتعرفه بنفسها. وفوجئت هي برجل اشيب الشعر ويضع نظارة طبية على عينيه خط الزمن بعض التجاعيد على وجهه, حليق الذقن , يرتدي بذلة انيقة . عندما فكت الخمار عن وجهها , صعقته المفاجاة وارتعشت اطرافه واشعل سيجارته بيد مرتجفة ولم يصدق نفسه , كانه يحلم , لانه وجد نفسه امام زميلته الجامعية, التي احبها وتخلى عنها امام اول عقبة واجهت زواجهما . سالته عن حاله , فقال لها انه فشل في زواجه ويعيش وحيدا مع طفل تبناه منذ سنوات , اما هي فقالت انها تعيش حياة الروتين مع زوجها, لكن حبها لاطفالها جعلها تتحمل عقليته المتزمتة وافكاره المتخلفة. سالها عن رسائله فقالت احرقتها ونثرت رمادها في الهواء ليلة زفافها . وحين سالته عن رسائلها قال انه ما زال يحتفظ بها. قالت له تغيرت كثيرا. قال في الشكل والملامح فقط , لكني ما زلت ذلك المراهق الذي ضيع حبه الاول وما زال يبحث عنه دون جدوى. قالت انها تحب ابنها الذي يحمل اسمه اكثر من باقي ابنائها وبناتها. قال انه يحب ابنة اخيه التي اسماها على اسمها اكثر من كل العالم. قالت كل شيء قسمة ونصيب. قال القسمة والنصيب نصنعه بايدينا .سالته كيف يعيش عازبا بدون زوجة؟ قال افضل الف مرة من حياة نكدة مع امراة تجعل الحياة جحيما لا يطاق. سالت مازحة ما رايك ان ازوجك ابنتي الكبيرة؟ نظرمعاتبا وقال جرح الفراق ظل يؤلمني واليوم تجدد فلا تضعي عليه الملح . نهضت مودعة وهي تمسك بكف ابنتها الصغيرة وهي تتمنى له السعادة فيما تبقىمن حياته. رد بنبرة حزينة ودمعات تتدحرج على وجنتيه السعادة كالصحة لا نعرف قيمتها الا حين نفقدها , وانا فقدتها لما تبقى من العمر.سالته لماذا لم يبحث عنها . قال انه بعد خروجه من السجن سال وعرف انها تزوجت وتعيش في السعودية, ولم يفكر ان يرمي حجرا في بحر حياتها الهادئة. قالت رغم كل شيء تمنيت لك السعادةوالتوفبق . قال تحقق احداها اما الاخر مستحيل تحقيقه. قال انه يتمنى رؤيتها ثانية . قالت له قد يكون ذلك في الحج او العمرة او في الجنة بالاخرة.ابتسم بمرارة وقال ان شاء الله. حين ابتعد بسيارته كانت متوقفة تحت الشجرة تتامل اوراقها الدائمة الخضرة وتتذكر لقاءهما الاول عندها , وميزت الحرفين الباهتين المحفورين على جذعها الضخم .فقرات التاريخ تحتهما بوضوح . كان ذلك منذ ثلاثين عاما.عادت الى البيت بخطى متانية دامعة العينين وخمارها يخفي حزنها ودموعها , فلم تسمع طفلتها وهي تسالها عن الرجل من يكون , وعندما كررت عليها السؤال ردت وهي تقبل وجنتها بحنان الام هذا كان استاذي ايام الجامعة !


نايف ابو عيشه
دائرة الدفاع عن الارض
ومقاومة الاستيطان
4/9/2007



#نايف_ابوعيشه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيره


المزيد.....




- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف ابوعيشه - .. دبل كليك .. فموعد .. فلقاء ..