خطاب التهافت

محمد رحو

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:30
المحور: الادب والفن
    

من حقي أن اكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن اكون
على رأس اللائحة

من سواي يصون
حقوق الضائع/الإنسان
لما تهب الرياح الجامحة
من سواي يختلس السانحة
لما يختل الميزان
أو يخطئ القانون

هل من عتب علي
أن أنا طلعت
من ضفة الأعيان
فانا –أيضا- أحب التنمية
وأتكبد من اجلها عذاب السهر
فهل من داع للنباح
إن إنا ابتعدت قليلا
عن فضاءاتي المخملية
أو ترجلت- تواضعا-
عن سيارتي الشهية
تلك التي استقليتموها
ذات رؤيا سخية

هاأنذا الرجل الجليل المقام
أتنازل عن جلالي
لأمشي بينكم في الأسواق
بل أخاطر حد أن أشارككم
شرب الشاي البولي المذاق
هنا بحارتكم المنسية
فانتم فرسي لربح الرهان
وانتم سبيلي للحصانة والأمان
فهل من ضير علي
إن أنا سعيت
لتحصين ثروتي الفادحة

ولنفترض انني طلعت
من ضفاف الحاجة الكادحة
فهل من عتب علي
إن أنا ارتديت
قميص الحكمة/التأني
لأخلعكم على التو
كي امشي خفيفا
صوب الضفة الرابحة
أليس جميلا أن اخفف عنكم
أن تتخففوا مني
أن نخفف سويا
عن كفة البؤس الراجحة

من حقي أن اكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن اكون
على رأس اللائحة

أنا المرشح الراشح بالإيمان
بان حاجة الناس
ستغمرني بالثقة الطافحة
أنا المؤمن العميق الإحساس
بان حارسي الوفي اليقظان
سيصد الكلاب النابحة

من حقي أن اكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن اكون
على رأس اللائحة

فمن أجلكم أمر القدر
فزرعني الوالد ببطن الوالدة
كي اطلع هنا
على ساحل بحر الظلمات
أنا منقذكم الوحيد
أنا مهديكم المنتظر
أنا الذي من أجلكم
سوف اقرع الأجراس
سوف أرج الأبواب
وعلى أنقاض الصعاب
سوف أتوج المعجزة
ميزانا للمرحلة
أرجوكم لا تحدثوني عن الطاقات المعطلة
عن داء الشباب العضال
عن الذين أدمنوا فناجين الضجر
أو الذين احتضنوا عباب الخطر
أو الذين اعتصموا لحد الاعتقال
أنا مفتاح الأسوار المغلقة
يكفي أن تمنحوني الثقة
كي أفك اللغز والمعضلة

من حسناتي انني صريح
ديدني الاعتراف بالخطأ
وأجسم أخطائي
أن اسمي متوهج بسجل المتغيبين
بفضاء بديع كالبرلمان
واني لا أؤكد الحضور
إلا في الجمعة الثانية
من تشرين الأول
هل تعذروني أن صارحتكم
أن ذاكرتي موشومة
بلعنة النسيان
هي مشاغلي –أنا رجل الأعمال-طويلة عريضة
هل يرضيكم أن اختزل
مباهج العمر القصير
في محرقة الاعصاب
هل يرضيكم أن يدمنني
هاجس الحضور الأسير
للحظة مريضة
بحمى الانتخاب



من حقي أن أكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن أكون
على رأس اللائحة

فانا جد مختلف عن الآخرين
هل جربوا- مثلي – صقيع السجون
هل لسعتهم اتونها اللافحة
أنا من كابد كوابيس الأمس اللعين
واغذق على الغد رؤياه الصادحة
من يمحو عني سحنة الثوري
أنا المقص الذي كان
يمزق زيف القمصان
يعري عشائرالاذعان
يشرح صدره السري
يتحدى الرياح الكالحة
لا يخشى أن يخرج اللسان
لرموز السلطة الكاسحة
أنا المفتون المتيم الولهان
بفجر التغيير الأغر
أنا المجنون الذي كان
على رأس لائحة الخطر
هل تستكثرون علي أن أكون
على رأس اللائحة
هل تأخذكم بي الظنون
إن جاءكم من خلفي خبر
يقول إنني اخترت السفر
صوب بحبوحة واضحة
هل يمسكم من ضرر
إن أنا طلقت أوهام البارحة
وعشقت مفاتن سيدة راشحة
بالخير والحنان
أسميها الفصل النضر
أو اسميها بدر الزمان
أو اسميها بر الأمان
سيان سيان سيان

من حقي أن أكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن أكون
على رأس اللائحة

هو رصيدي في الذكر والإيمان
بوأني رأس اللائحة
هي رؤيتي للحبيب في المنام
ألحقتني بالصفوة الفالحة
هو تكفيري لشبيبة مارقة
تسامر إبليس الألحان
هو جهادي في الالى اقترفوا
كبيرة الرقص/الهذيان
بواني رأس اللائحة
ها شيخي الجليل
يزكي انتصابي
على رأس اللائحة
ها إخوتي في الله
يطمرون ثغرة الاختلاف
يحملونني على الأكتاف
لرأس اللائحة

أنا صهر الوطني الجليل
أنا حفيد من صد جحافل العدو
أنا نجل الوسامة النبيل
بفضل جهاد جدي
درست بمعاهد الغرب العليا
جبت أطراف الدنيا
وعدت كي أحكمكم
بسلطة الجاه والمعرفة

من حقي أن أكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن أكون
على رأس اللائحة

أنا الخبير بذا الميدان
أنا حاتم هذا الزمان
بيافطة الأفراح أقيم الولائم
بيافطة الأتراح أقيم الولائم
والأمر – عندي- سيان
أن اقسم بشرفي
أو اقسم بالقرآن
فأنا وحدي
لا أخلف وعدي
لما تحتد فيكم
أزمة صغيرة كابحة
هل ترى تعلمون
أنني غصن من شجرة
بعبير المجد فائحة
هل ترى تعلمون
أن يدي طويلة جدا
حد أن صارت مصافحة
لكبير الشرطة
وقاضي القضاة
ومدير الديوان
فحذار حذار
أن تملئوا البطون لحد الغثيان
ثم تنسلوا كالثعالب
ساعة الفاتحة
حذار حذار
أن تنكروا نعمي عليكم
أن تخونوا الملح والطعام
فتمنحون أصواتكم
لسوى جيوبي المانحة

من حقي أن أكون
على رأس اللائحة
من واجبي أن أكون
على رأس اللائحة

على رأس اللائحة
أكون أو لا أكون

#محمد_رحو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات