أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حالة














المزيد.....

حالة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 09:10
المحور: الادب والفن
    


: قصة قصيرة
تشعرين بألم حاد ، تفتقدين الهواء ، تبحثين عن نسمات قليلة ، تبدد ما اعتراك من ضيق ، وما استبد بك من قلق ، وما اعتراك من اختناق ، تحاولين أن تعبري عن ألمك الممض هذا ، فلا يسعفك الكلام ، يظل لسانك قابعا في مكانه ، يأبى التحرك ، تحاولين أن تجعلي يدك تتحرك ، لتعبر عما اعتراك ، يصيبك اليأس ويستبد بك الإحباط حين تجدين إن أعضاءك التي تأتمر بأمرك ، قد تركتك حائرة ، وأضحت كسولة تؤثر الراحة ، على الاستجابة لطلبك المبهم ، الناس يتحركون ، تنظرين الى أفواههم ، تجدين ان ألسنتهم تلوك كلاما غامضا ، لاتقد رين على سماعه ، تنظر إليك الأعين متسائلة عما أصابك ، وتبذلين جهدا خارقا كي تردي على النداءات الكثيرة ، والمتكررة من هؤلاء الأشخاص ، الذين تركوك حائرة بأيد مجهولة ، تبدد طاقتك ، دون أن يمدوا يد العون لك ، هالك انك كثيرا ما كنت تسارعين الى مساعدة من يحتاجك وقبل ان يطلبها منك ، اختناق رهيب يمسك بتلابيبك ، ويتركك صرعى عاجزة عن الدفاع ، أين أصحابك ؟ يا من علمتهم القيام بما تشائين من أمور ،
- الهواء ، الهواء أريد نسمة من الهواء
لا أحد يسمعك في هذا الزحام الرهيب ، تتكلمين كثيرا ، فلا ينطلق لسانك ، اليوم هو في إجازة ، لم يطلبها ، وكان يجب أن ينبئك قبل اتخاذ القرار ، أتراه ملّ منك ومن أحاديثك الكثيرة ، التي تبعث الساَمة وتدعو الى النفور ، فَاَثر ان يقوم بإضراب بسيط ،ولو ليوم واحد استجابة لمطالبيه العادلة في الراحة ، لقد كان خادمك المطيع ، ظل ينفذ إرادتك ، ولم يفكر لحظة في التخلي عنك والتخلي عن واجبه ، والقيام بنزهة بعيدا عن عينك ، وترصدك
- نسمة هواء من فضلكم
من يسمعك ، وكلهم لاه بما حوله ، يتحدثون بكثرة ، ولا تعرفين عم يدور حديثهم؟ ، أنت عاجزة عن فعل شيء ينجيك من هذا الموقف الصعب الذي تجدين نفسك فيه رغما عنك ، انك واثقة إنهم يتكلمون ـ تنظرين إليهم باندهاش ، ترين أيادي تتحرك ، وأفواه تصعد وتهبط ، وعيون تنظر ، تشير لك أيديهم ، مصاحبة لكلمات لاتسمعينها ، لحظات يفكرون بك ، ثم يعودون بعجلة الى ما كانوا مشغولين فيه من اهتمامات
- هواء ، هواء ، دعوني أتنفس قليلا.
من يسمعك سيدتي في هذا الخضم الهائل من البشر؟ ، الكل يتحدث ، والجميع أخرس لا يستطيع سماع الآخرين ، تناشدين لسانك الأثير على نفسك ، ان ينجدك لحظة هذا اليوم ، تستغيثين مطالبة ببعض الرأفة ، لكنه أبى اليوم ان يستمع لك ، لماذا هو غاضب عليك اليوم ؟ ولا يلبي طلبك ؟ ويبدو انه لايسمع رجاءك ولا يستجيب له ، ما باله اليوم قد انزوى مبتعدا عنك ،واثر الراحة متقاعسا عن همومك ، هل أغضبته مثلا ؟ وهل نطقت بكلمات لا تتفق مع قناعاته ، قد تكونين مرغمة إياه على التعبير عن قضايا لايؤمن بصحتها ، لماذا أجبرته على ذلك التصرف ، أما كان الأجدر بك أن تستشيريه أولا ، بما تزمعين التصريح به من أراء ، ثم تحجريه بإرادتك التي يجب ان تنفذ وعلى الفور
- هواء ، هواء ، أعطوني نسمة من هواء.
من يسمعك ؟ والجميع لاه عنك وعن همومك ، الكل يتحدث ، ألسن منطلقة ، وأفواه تتحرك صعودا وهبوطا ، وأنت تحاولين التعبير عن أوجاعك ، أبى ذراعاك التحرك ، يرفض كفك القيام بما تريدين ، لسانك ما زال مضربا عن الكلام ، والهواء معدوم ، وأنت تنشدين نسمة من هواء عليل ،يعيد الى نفسك راحتها المسلوبة ، والجميع مشغول بنفسه عنك.
- هواء ، هواء
أفواه تتحرك بقوة وإصرار غريب ، وأنت لا تعرفين عن أي شيء يدور الحديث ، تجلسين بينهم بعيدة عنهم ، تحاولين الإنصات الى ما يقولون ، تفشل محاولاتك ، وتذهب جهودك أدراج الرياح ، تناشدين لسانك ان يعود إليك ، بحكم الصداقة الطويلة الممتدة بينكما طوال سنين عمرك ، كنتما نعم الصديقين المخلصين ، لم يبتعد عنك لحظة واحدة ، صحبك في أيام الرضا والغضب ، لحظات الحزن والفرح ، هل شكرته يوما على حسن صنيعه ؟ وهل كا فئته ؟ لماذا أراك اليوم مندهشة لما قام به من ابتعاد عنك ؟ هل تخشين ان يطيل النأي عنك ، وان يسلوك ، وأنت عاجزة تماما عن العيش بدونه ، من يفهمك في هذا اليم الهائل من الوجوه الخرساء ، التي لاتتقن التعبير عن أنفسها ، إن فارقك صديقك الوفي وَاَثر الابتعاد عن سلاطتك المعهودة ، عليك ان تقري بفضله ، وان تعترفي بما قدمه لك من صنيع رائع ، وان تحاولي إقناعه أن يعود إليك ، فآنت عاجزة عن الحياة ، بعيدة عن مهاراته الجميلة ، وكفاءاته الأخذة بالتزايد ،حسب اعتراف الأحباب والأعداء ، ولكن أين أحبابك في هذا الزحام الرهيب ؟ لماذا تركوك محبطة مهيضة الجناح ، تبحثين عن السمير والأليف ، في دنيا عز فيها ، من يقف بجانبك معاونا او مؤيدا ، تتواصل استغاثتك بلسان قد ابتعد عنك وأيد ترفض الاستمرار في الاستماع إلى ما تشائين.

- هواء ، أرجوكم نسمة من الهواء
الجميع أصم لا يسمع ، غير قادر على التواصل في بحر متلاطم الأمواج ، يشكو الناس الحرمان من الحب والفهم والتآزر.
تسمعين نفسك تصرخ مستغيثة:
- هواء ، هواء .
لاأحد يسمعك ، يقتلك الظمأ ، يخنقك العطش ، وقد هجرك اللسان ، وتراخت اليدان عن تلبية ما تريدين .

صبيحة شبر
23 تموز 2007



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم
- المسابقة : قصة قصيرة
- المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة
- لست أنت
- الطائفية في العراق
- التابوت
- قراءة في مجموعة قصصية
- الصورة
- ثقافتنا والتعميم
- لماذا الاساءة للاديان ؟
- القزمة
- تشابك مهن
- كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
- ظلم يدوم ولا أمل قريب
- أية ثقافة ؟؟
- البشر نسخ مكررة
- مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
- جارتي والحرب
- القيود المكبلة لالاف النساء
- حقوق الانسان في التقاعد


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - حالة