أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت














المزيد.....

بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 1977 - 2007 / 7 / 15 - 06:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




حين عاد الفلاح الطيب البسيط من المدينة إلى قريته ، عرف الجميع أن نكبة حلت به. سأله أحد جيرانه ما الخبر ؟
قال الرجل: لقد فقدت كل ما أملك من نقود.
سأله أحدهم: كيف؟
قال آخر: ضاعت أو سرقها أحدهم من جيبه.
فرد الرجل: أرجو الله أن تكون ضاعت ولم تسرق سرقة.
سأله ثالث: وما الفرق مادمت قد خسرتها وانتهى الأمر؟
قال الرجل: الفرق كبير. إذا كانت ضاعت يمكنني الانتباه في المرات المقبلة لمنع ضياع نقودي. أما في حالة السرقة، فمن سيحميني من هذا اللص الذي لن يتركني أهنأ بأي قرش بعد الآن.

في لقائه مع مجلة " الوطن العربي" ينصحنا الحمل الوديع جون بولتون بالحذر من إيران لأن مساعدتها على تحقيق أهدافها يشبه تقديم الطعام للتمساح. فهذا يهدئه لبعض الوقت . وفي النهاية سوف يأكل من أطعمه. هذا يعني أن نهايتنا محتومة, وعلينا الاختيار بين أن تكون نهايتنا إما في بطن التمساح الإيراني أو بطن الذئب الأميركي ـ الإسرائيلي. مثل هذا التحذير كان يمكن أن يكون أخويا وصادقا ومقنعا لو صدر عن أي شخص آخر غير بولتون الذي يفاخر بعدائه للعرب ويقف على يمين أقصى يمين المحافظين الجدد تطرفا ضد أية حقوق عربية ولصالح مزيد من العربدة الإسرائيلية في المنطقة.

لذلك من المهم جدا الإصغاء لنصائح بولتون لمعرفة الاتجاه الذي يجب أن نختاره، ليس بناء على ما ينصحنا به، وإنما لمعرفة ما يريده ألد أعدائنا وأكثرهم حقدا علينا. فقد تكون مصلحتنا في عمل ما يخالف نصيحته أو البحث عن خيار مناسب آخر خارج ما يوصي به بالتأكيد. فلم تكن مصلحة الخراف في يوم من الأيام هماً من هموم الذئاب. ومن هذا المنطلق لا بأس من استعراض بعض نصائح بولتون التي تتضمن " دعم حكومة السنيورة " في لبنان وضرب إيران وحزب الله وحماس لأن هذا هو الطريق الصحيح لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة كما يؤكد بولتون. والسؤال هو: لمَ لم تعمل الإدارات الأميركية المتعاقبة من أجل حل هذا الصراع قبل أن تكون إيران على هذا الشكل الذي لا ترضى عنه الولايات المتحدة، وقبل أن يكون هناك تنظيمات أسمها حزب الله أو حماس ؟ والنصيحة الأخرى التي يقدمها لنا بولتون هو أن نكون منصفين و "معتدلين " فلا نطلب أن تكون يدا عبد الحليم خدام نظيفة نظافة يدي الأم تيريزا، وأن نغض النظر عن بعض "الأخطاء الإملائية " التي وقع فيها على مدى ثلاثين سنة لأنها لم تشوه النص ولم تشكل عقبة في طريق فهم هذا النص، ولم تمنع أحدا من الحصول على الشهادات العليا المشكوك فيها أو قيادة السيارات التي تحمل اللحوم الفاسدة و المواد الممنوعة.

بولتون يقول لنا : تعالوا كي أبتلعكم وإلا سيبتلعكم الإيرانيون . أضراسي وأضراس إسرائيل أكثر رحمة ونعومة من أضراس إيران. فهل نحن ذاك الفلاح الطيب العاجز عن حماية جيوبه ومنع اللصوص من السطو عليها؟ اللص بالنسبة لنا معروف وقد سرق آباءنا وهو مستمر في سرقتنا ونهب كل ما تطاله يده عندنا. وهو بولتون وأمثاله والمشروع الصهيوني الذي يتمدد ويزدهر بفضل دعمهم له.

لم يعد مقبولا أن نحب، ونقبل ونرفض حسب أوامر المخابرات المركزية الأميركية ونصائح الموساد الإسرائيلي وأهوائهما. يجب أن يكون لنا عقولنا التي نعتمد عليها في فهم ما يجري، وعواطفنا التي ترشدنا إلى ما يجب أن نحب وما يجب أن نكره. وإلى أن يكون لدينا القدرة الكافية للدفاع عن مشروعنا العربي الخاص بنا الذي يعيد لنا حقوقنا العادلة ،التي لا تسعى لظلم الآخر، ما المانع من التحالف مع من ينصر هذه الحقوق؟ وهل من العقل أن أتحالف مع اللص الذي يسرقني كي أسترد ما سرقه مني؟ فهل إيران مثل إسرائيل؟ وهل الصين أو روسيا مثل الولايات المتحدة؟ وفي النهاية، أليس كل طرف يعمل لخدمة مصالح بلاده العليا؟ فهل مصلحة العرب في التحالف مع إسرائيل وداعمتها وحاميتها الولايات المتحدة ؟وهل عرف التاريخ أحدا تحالف مع عدو يستهدف بقاءه ووجوده إلا وفقد هذا الوجود؟

على الرغم من هذا كله، هل نستغرب وجود من يستمع إلى نصائح بولتون؟ ربما يكون هذا مقبولا. وخصوصا لمن شدوا الرحال و قطعوا آلاف الأميال ليقدموا الأوسمة والتكريم لداعية السلام الجديد جون بولتون.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق
- نظرية المؤامرة
- أسئلة في زمن الرعب والهذيان


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت