(الجزء الثالث)
[ نصّ مفتوح ]
..... ..... ..... .......
ضحكْنَا على طريقةِ الاقتحامِ
اقتحامُ سماكاتِ الحزنِ
المبعثرة فوقَ ليلي الطويلِ
كيفَ اقتحمْتَ
كلّ هذه الأكوام الطينية؟
كما تقتحمُ فضاءات القصائدِ
كما تنثرُ رذاذات الحرفِ
فوقَ أجنحةِ الهداهدِ
هكذا أعبرُ بفرحٍ
أكوامَ الطينِ!
مطرٌ ناعم
نعيم إيليا وأنا
ودكنةُ الليلِ
أصدقاءٌ من نكهةِ العشبِ
انقشعَ ضجرٌ سميك
من فوق أغصانِ القلبِ
كأسات العرق قامَتْ ركباً
استيقظَ والدي من لجينِ الشخيرِ
عبرَ عالمنا ضاحكاً
شَعْرُ (القجِّ) هنا!
ضحكْنَا بكلِّ فرحٍ
على اصطلاحاتِ الوالدِ
جميلٌ عالمُ الفلاحةِ
عالُم الفدّانِ و(الجَرْجَرِ)
جميلٌ أنْ يكونَ لكَ
صديقاً (قجَّ) الشَّعْرِ
منفوشةٌ عفويته
فوقَ خدودِ المحبّة
جميلٌ أن نفرشَ ذاكرتنا
فوقَ
طشْتِ
العجينِ
من هنا أشتمُّ نكهة العنبِ
شارعُ المشوارِ يسطعُ
بين خيوطِ الشفقِ
فوقَ جبهةِ غربتي
نعبرُ المسافات عبر بهجةِ الحلمِ
نزرعُ فوقَ ثغرِ الهلالِ بسمةً
ثمَّ نتوهُ بينَ الأزقّةِ
حتّى أنصاصِ الليالي
نحكي قصصاً عنِ العشقِ
ولا نتعبُ مِنَ التعبِ!
آهٍ .. يا غربةَ الروح!
من هنا من فوق بوّاباتِ المدائنِ
من أعماقِ غربتي المزنّرة بالشوقِ
اشتمُّ نكهةَ الحشيشِ
كم من السنينِ
لملمَ والدي الحشيش
.... .... ..... .... يُتبَع!
ستوكهولم: آب 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.