سليمان دغش
الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 08:42
المحور:
الادب والفن
النيلُ لا يأتي إليَّ
فعانِقيني الآنَ وانهَمري عَليَّ
سحابةً..
أنثى تراوِدها الرياحُ فتشتهي
ماءً يخرخرُ في رمالِ الروحِ
حينَ يَهُبُّ رَملُ الروحِ فيَّ..
النيلُ لا يأتي إليَّ
فعانقيني الآنَ وانهمري عَليَّ
لكيْ يُطِلَّ النيلُ من عينيكِ فِيَّ
وكيْ أُطِلَّ على "نفرتيتي "
التي حَضَنتْ يَدَيَّ
فحَنّطتْني
آهِ يا امرأةً تُطوِّقُني بنيليها
وتمضي في دَمي
منّي إليَّ ،
تدَفّقي وَترفّقي فالنيلُ فيكِ
وأنتِ أنتِ الآنَ فيَّ..!
النيلُ لا يأتي إليَّ
فكيفَ أمسَحُ لوعة المنديلَ من دمعً
يُشاطِرُني
ويشطُرُني إلى نِصفيْنِ
نِصفٌ في يَدَيكِ الآنَ أودِعُهُ
ونصفٌ أسقطتهُ الريحُ
يوماً من يَدَيَّ
النيلُ لا ياتي إليَّ
وفي دَمِي من مِصرَ
ما في مِصرَ من دَمّي
لها حُلُمي المُسافِرُ منْ ضِفافِ بُحَيْرَةٍ
وَهَبَتْ صلاحَ الدينِ خاتمَ عُرسِها المائيِّ
واتكأتْ عَليَّ
ولي منديلُها النيلِيُّ منذُ ولادَتي
وَولادَةِ الجَغْرافِيا في صَرخةِ الصحراءِ
إذْ ولَدَتْ نبيّا
النيلُ لا يأتي إليَّ
فكيفَ أروي ما لدَيَّ
منَ النوارسِ
والفوارسِ
كَيفَ أملأُ زمْزمي بالماءِ
كيْ أبقى وَفِيّا
يا مِصرُ
إني مُثقلٌ بعُروبتي
ولقد أتيتُكِ كيْ ترُدّي الروحَ
فيَّ
#سليمان_دغش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟