الرئيس الكولومبي يُعرّي فاشية نتنياهو
رشيد غويلب
الحوار المتمدن
-
العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 22:47
المحور:
القضية الفلسطينية
كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، تعليقا على موقع "أكس"، إثر القصف الإسرائيلي لسفينة تابعة لأسطول الصمود قرب ميناء تونس:
إن هجوم نتنياهو على سفينة تحمل طعاماً للفلسطينيين يذكرنا بهجوم الغواصات النازية على الأسطول التجاري الأميركي. ببساطة لأنه كان يحمل طعاماً للأوروبيين أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما سادت مجاعة هائلة في أوروبا، وكان الناس يجمعون فتات الطعام من الشوارع، في حين كانت البراري الأميركية الخصبة توفره بسخاء.
كان التضامن الأمريكي مع الشعوب الأوروبية مثالاً رائعاً على التضامن الإنساني، وربما ستُخلّد الولايات المتحدة في التاريخ، لآلاف السنين المقبلة لتضحيتها بملايين الأرواح البشرية الثمينة دفاعاً عن الحرية. ولهذا السبب تحديداً، سيُذكر الاتحاد السوفيتي أكثر من روسيا وماو تسي تونغ وتيتو، والرجال والنساء العظماء الذين اختاروا حمل السلاح وقيادة شعوبهم دفاعاً عن الحرية.
والآن يقوم الشعب الفلسطيني بجمع بقايا الطعام من الشوارع، ويقوم قتلة الشعوب الجدد بقصف السفن المدنية التي تحمل الطعام للأطفال الجائعين الاحياء.
نحن شهود فظاعةً لاإنسانية، ومعظم الحكومات الأمريكية والأوروبية تعجز عن الرد؛ إنها متواطئة في إبادة جماعية، كما حدث في الماضي: لقد دعمت حكومة إيطالية، وحكومة فرنسية، وحكومة إسبانية وبرتغالية، وحكومة سويدية هتلر. إلا أن شعوبها ثارت وقاتلت بأسلحتها البدائية في الغابات والقرى والجبال ضد الوحش الذي انقض على الحرية والإنسانية.
أعتقد أن الوقت قد حان لجميع شعوب العالم للانتفاض ضد العار الذي يسود حتى في بلدانهم. لقد كشفت الإبادة الجماعية في غزة عن جميع مرتكبي الإبادة الجماعية في العالم، العنصريين وكارهي الأجانب، والحوش المعادين للبشرية. ويجب على البشرية أن تنهض، فقد حان وقت الثورات.
وهذا التاريخ لأجداد الأوروبيين، الذين ثاروا ضد هتلر، ولقي الملايين منهم حتفهم تحت القنابل وفي المعارك، وثاروا ضد حكوماتهم المتعاونة مع النازية، يجب أن يقتدي به اليوم أحفادهم؛ لقد كانوا مثالاً للإنسانية. سواء كانت بيضاء أم سوداء، فإن أوروبا اليوم مليئة بالألوان، وهنا يكمن ثراؤها الجديد، الذي أساءت فهمه مركزية أوروبية آرية تميل إلى تجاهل أن روسيا هي أوروبا، وأن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن أفضل تراثها الليبرالي والديمقراطي من تاريخها الطويل إلا من خلال الدفاع عن التنوع البشري والثقافي.
يجب على الشعوب الأوروبية أن تنهض، بدءًا من الشعب الألماني، الذي شُلَّت حركته بمتلازمة أوشفيتز (محارق النازية – المترجم)، فصار أخيرًا يدعم النازية الجديدة في بلدان أخرى. هتلر يعيش في نتنياهو، وأصدقاء هتلر الجدد يدعمونه.
إن الهجوم على السفينة المدنية المحملة بالطعام للأطفال الفلسطينيين هو الشرارة التي أشعلت السهول.
وعلى سكان مختلف ولايات الولايات المتحدة أن ينهضوا أيضًا. لا ينبغي للبيض ولا السود، ولا للسكان الأصليين، ولا للعرب ولا لللاتينيين في الولايات المتحدة أن يركعوا أمام من يقلب الصليب. ما كان ليسوع أن يسمح لقاتل جماعي بدخول هيكله، حتى لو غفر له. يسوع هو الشخصية العريقة في دين طالب بالحب للبشرية جمعاء؛ ما كان ليدافع عن هيرودس (من ملوك اليهود قبل الميلاد. لا ينتمي للسلالة المقدسة حسب المعتقد اليهودي – المترجم) أبدًا.
ألا ينبغي للعرب الأثرياء أن يتخلصوا من الركود الناجم عن تضاؤل ثرواتهم النفطية؟ والخوف على فقدان المباني الفاخرة التي قد تُقصف، وترك فلسطين وشأنها؟ لقد حان وقت الثورات.