مؤتمر الشيوعي النمساوي الـ 39: مواجهة التضخم والنضال من أجل السلام


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 00:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

يوما 18 و19 تشرين الأول 205، عقد في في منطقة فافوريتن في العاصمة النمساوية فيينا، المؤتمر 39 للحزب الشيوعي النمساوي، بمشاركة 250 مندوبا. وكانت باربرا أوربانيك، المتحدثة باسم ولاية فيينا، قد رحبت بـ "الرفاق من جميع الولايات الفيدرالية" في فافوريتين، حيث تأسس الحزب الشيوعي النمساوي قبل 107 عام. وقالت: "إنها علامة جيدة، كما أعتقد". فحتى بعد 107 أعوام، لا تزال هناك حاجة مُلحة إلى "قوة سياسية تُدافع بلا قيد أو شرط عن مصالح الطبقة العاملة".

مؤتمر ترسيخ وحدة الحزب
يعد المؤتمر، مؤتمرا لترسيخ وحدة الحزب. لقد كان المؤتمر التاسع والثلاثون للحزب مؤتمرًا توحيديًا، حيث شارك فيه ممثلو تنظيم الحزب في ولاية ستيريا، وعاصمتها مدينة غراتس، الذين عملوا باستقلالية إلى حد كبير لسنوات منذ عام 2004. وانتُخب ممثلون من ستيريا لعضوية المجلس التنفيذي الاتحادي، وهم يمارسون هذه المهام القيادية لأول مرة، وفقًا لما أوضحه متحدث باسم الحزب في الولاية. وقد شهد التقارب بين الشيوعيين الفيدراليين، وتنظيم الحزب في ستيريا تطورًا في السنوات الأخيرة. والمعروف أن خلافات على تحديد السياسة العامة للحزب سادت العلاقة بين الطرفين، لكن التنظيم الشيوعي في ستيريا لم ينفصل عن الحزب، بل ابتعد لعقدين تقريبا من المشاركة في فعاليات الحزب التنظيمية المركزية. ويبدو ان النجاحات التي حققها الحزب، وفرت أجواء أفضل للحوار والتواصل، توجت بالمشاركة في أعمال المؤتمر والمشاركة في قيادة الحزب الاتحادية.
نجاحات وثقة بالمستقبل
ويتطلع توبياس شفايغر المتحدث الاتحادي باسم الحزب، ونائب الرئيس، الذي أعيد انتخابه مجددا، بثقة نحو المستقبل: "إن التطورات التي تلت مؤتمرنا الحزبي الأخير عام 2021 خير دليل على ذلك. لم نحتفل فقط بنجاحاتنا الانتخابية الكبيرة على مدى السنوات الأربع الماضية، بل وسّعنا أيضًا عضويتنا وتواجدنا في جميع أنحاء النمسا". منذ مؤتمر الحزب الأخير، حقق الحزب نجاحات استثنائية: الفوز بانتخابات عمدة غراتس، وحصل على مقعد نائب عمدة سالزبورغ، وانتُخب لعضوية جميع مجالس مقاطعات العاصمة فيينا، ودخل برلمان ولاية سالزبورغ ومجلس مدينة إنسبروك لأول مرة منذ عقود، وشكل الحزب كتلة في مجلس مدينة لينز، ودخل مجالس المدن في العديد من البلديات لأول مرة.
تم في المؤتمر إقرار مشروع الوثيقة السياسية الرئيسي والاقتراحات الأخرى المتعلقة بتطوير الحزب والمهام المقبلة بأغلبية كبيرة.

قيادة جديدة ووجوه معروفة
انتخب المندوبون قيادة اتحادية جديدة للحزب، أعاد المؤتمر انتخاب الرئيس الاتحادي الحالي، غونتر هوبفغارتنر، والمتحدث باسم الحزب ونائبه، توبياس شفايغر. وستتولى سارة بانسي، عضوة برلمان ولاية سالزبورغ ورئيسة الحزب في الولاية، مهمة السكرتيرة السياسية والتنظيمية للحزب. وانتُخب ديدي زاك، المتحدث باسم الحزب في فيينا منذ فترة طويلة، مسؤولا للمالية. وانتخبت الجمعية النسوية العامة للحزب، ناتالي هانغوبل، عضوة برلمان ولاية سالزبورغ، رئيسةً جديدةً لتنظيم الحزب النسوي.

تعبئة ضد ارتفاع الأسعار
بشأن ارتفاع الأسعار ومعها معدلات التضخم أشار المتحدث الاتحادي للحزب شفايغر إلى: إن "ما لاحظناه في السنوات الأخيرة من ارتفاع الأسعار هو حملة إعادة توزيع تصاعدية، من قبل الأحزاب السائدة، من قاعدة إلى القمة. ويواجه الحزب الشيوعي هذه السياسة الآن بحملة لمكافحة التضخم". ويدعو الحزب الشيوعي إلى التدخل في تحديد أسعار المواد الغذائية الأساسية، وإنشاء مقاصف عامة (موائد مفتوحة)، واتخاذ موقف واضح ضد احتكارات الغذاء "المعادية للمجتمع والمتعطشة للربح" من خلال إنشاء أسواق أغذية بلدية. ويضيف شفايغر، منزعجًا من السياسة الرمزية للحكومة الفيدرالية: ان "أرباح سلاسل المتاجر الكبرى ترتفع بشكل هائل، والإيجارات لا تُكبح أيضًا، رغم ما يُسمى بضبط الإيجارات. هذه الإجراءات الزائفة لمكافحة التضخم ليست سوى استهزاء بكل من تصبح إمكانيات تحملهم أقل فأقل كل شهر".
الحياد بدلا من سباق التسلح
يقول زعيم الحزب الشيوعي النمساوي، هوبفغارتنر: "الحزب الشيوعي النمساوي هو حزب السلام الوحيد في النمسا. إن حياد النمسا يتآكل تدريجيًا، ويصبح إما شوكة في خاصرة التجانس في المشهد الحزبي السياسي، أو في أحسن الأحوال مجرد كلام فارغ". يتمتع الحزب الشيوعي النمساوي بمهمة واضحة لمواجهة جنون التسلح على حساب غالبية السكان. ينتقد هوبفغارتنر الحكومة الفيدرالية قائلًا: "من خلال سنوات صمتهما وتضامنهما المضلِّل مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، تُحمِّل الحكومة الفيدرالية النمساوية والاتحاد الأوروبي نفسيهما مسؤولية مشتركة عن الإبادة الجماعية في غزة". ويطالب الحزب الشيوعي النمساوي الحكومة الفيدرالية باتباع سياسة حياد فعّالة، والنأي بنفسها بوضوح عن سباق التسلح المعتمدة في الاتحاد الأوروبي.