فلسطين : الحرب و دموع العذاب ودموع الفرح .


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

رغم العذابات والجراح والانكسارات فإن فلسطين هذه الليلة تنتظر البعض من أسراها ،،، الكيان ينتظر أيضا أسراه ...تلك من مظاهر الحروب ... وهذا أمر موضوعي ... ربما يعود تاريخه الى تلك اللحظة الني نشأ فيها الصراع بين البشر على الثروات ،،، ماركس يقول وبمعنى ما روسو ايضا : انه الصراع على الطعام أو الملكية او الثروة ،،، .
الفارق بين الاثنين ، اعني فلسطين والكيان :
ان فلسطين الفلسطينية و العربية والانسانية ، لم تحتل ارض غيرها ولم تقتل ساكنا ، لم تقتلع شجرة و لم تفجر حجرة ...جاءها الغزاة من كل فج عميق وغير عميق فشمرت على ساعد المقاومة ..
وان الكيان فكرة وفعل احتلال وغزو وقتل ودمار ، هو من بقايا الاستعمار الاحلالي الذي يعتقد في امكانية محو شعب باكمله ليزرع بدلا عنه مجموعة من اللصوص المجرمين .
لفلسطين هذه الليلة ان تنتظر اسراها الذين دفعت لاجل استعادتهم ثمنا لا يضاهي ... كما دفع العرب اللبنانيون واليمنيون والعراقيون واخرون لا نعرفهم ولن نعرفهم ..ليس اقلهم حضورا الايرانيون .
ماذا لو سئل هؤلاء الاسرى عن ذاك الثمن ؟؟
ماذا لو سئل الشهداء عن دمائهم وفي اي نهر ستسيل ؟
قد يحتاج الفلسطيني الان ومعه العربي والانساني وهو يسمع صرحات الضحايا ويرى الكلاب والجثث ... الى سؤال وجودي : هل الانسان " انسان ؟ قد تنهمر الدموع ...دموع العذابات ،،، ثم ياتي الاسرى والاسيرات فتنهمر أخرى ...دموع الفرح .
منذ كانت الحرب كان هناك متفاتلون وكان هناك ضحايا من غيرهم و ضمن المتفاتلين كان الحق احيانا الى جانب البعض وفي غير جانب الاخرين واخرى ضدهما مجتمعين .
ولم تكن النهايات دوما سعيدة للجانبين المتفاتلين فاحيانا يفنون بعضهم بعضا مثل وحشين تعادلت بينهما القوى ، وقتها يكون العدل بتعبير ابي القاسم الشابي : ما العدل الا اذا تعادلت القوى وتصادم الارهاب بالارهاب
ولكنه عدل قاتل اذا تكلمت السيوف والبنادق والمدافع فالعدل هنا هو الفناء وان لم تتكلم يكون عدل الخوف
تحدثت الاديان والفلسفات والأداب عن الحرب والسلم ....كانت السياسة مغموسة في الاخلاق والاخلاق في السياسة حد اللحظة التي اصبحت فيها الحرب والسلم متلازمتين ... طالما هناك تناقض بين البشر .
لماذا الحرب ؟
كتب سيغموند فرويد سنة 1932عن الحرب جوابا عن سؤال لالبرت انشتاين لماذا الحرب ؟ كانت الحرب الاولي لا تزال ندوبها بارزة على خد العالم اما الحرب الثانية فقد كانت ظلالها تخيم عليه باكمله .
فسر الرجل الحرب بعامل جوهري هو غريزة البشر العدوانية منتقدا الشيوعيين الذين كان اتحادههم السوفياتي في اوجه فهم يرون انها مجرد ظاهرة مرتبطة بالاقتصاد . وبمحو اسبابها تكون قد زالت فالشيوعية والحرب نقيضان لا يلتقيان .
تطلب الامر وقتا طويلا لكي تمتحن الفرضيات حول الحرب وربما لا يزال التلاميذ في فاعة الامتحان .
يبرهن الفلسطيني اليوم كما الصهيوني ... كل على طريقته على ان الحرب ظاهرة موضوعية ،، قبل ان تكون مجرد رغبة ذاتية ....والمنتصرون في الاخير هم من يكونون الى جانب الحق والعدل والحرية ....والانسانية المكافحة ... . ولكن هذا ليس كاف لوحده وانما يضاف اليه النظرية والتنظيم والسلاح المناسب والممالرسة الثورية .. وكم من قوم كان الحق الى جانبهم وعندما عدموا تلك الشروط كانت نهايتهم دراماتيكية وليس اقلهم ذكرا هنود القارة الامريكية .