اليوم انتخابات رئاسية في الجزائر ... وغدا في تونس .


فريد العليبي
الحوار المتمدن - العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ا
اليوم 7 سبتمر 2024تجري الانتخابات الرئاسية الجزائرية ، مترشحون ثلاث يخوضون غمارها ، الأول عن حركة حمس او حركة مجتمع السلم ( مؤسسها الراحل محفوظ النحناح المتهم في بدايته بعمليات إرهابية مثل تخريب شبكات الهاتف ) والثاني تبون كمترشح مستقل والثالث عن جبهة القوى الاشتراكية ( مؤسسها أيت أحمد من بين القادة التاريخيين للثورة الجزائرية المسلحة ) ، الأول في اليمين ، الثاني في الوسط ، الثالث في اليسار او هكذا يبدو ظاهريا على الأقل .
عدد الناخبين يساوي تقريبا ثلاث مرات عدد الناخبين التونسيين والرجال منهم أكثر من النساء ونسبة الشباب كبيرة وتقترب من الثلث .
ترعى الانتخابات هيئة مستقلة والقانون الانتخابي يضع السيادة الوطنية في المقدمة باعتبارها أولوية ولا يسمح بالتدخل الخارجي تحت أي طائل والا لماذا قضى مليون ونصف من الشهداء ؟.
هنا عقوبات مشددة تصل الى 20 سنة سجنا مع غرامة مالية ضد كل من يقوم بإتلاف أو تخريب صندوق الاقتراع، أو عرقلة عملية الانتخاب ومن يهدد الناخبين بفقدان مناصبهم في حال عدم التصويت وفق رغبته ، أو يعرض عائلاتهم للخطر أو أملاكهم للضرر ، يعاقب بالحبس من 3 أشهر إلى سنة واحدة.
الرئيس الحالي عبد المجيد تبون ( 78 سنة / للمقارنة قيس سعيد 66 سنة ) في منصبه منذ سنة 2019الذي حصل وقتها على 58.15% من الأصوات بعد انتهاء حكم عبد العزيز بوتفليقة الذي كادت في عهده تعصف بنظام الحكم برمته انتفاضة تشبه الانتفاضة التونسية لولا استناد منظومة الحكم الى الموروث الثوري الجزائري من جهة و ذلك الكفاح العظيم ضد التكفيريين من جهة ثانية فقد تمكن نظام الحكم من اصلاح نفسه في الابان . ويمكن تخيل الكارثة الجزائرية والمغاربية التي كانت ستحصل لو تمكنت نسخة من العشرية السوداء التونسية من الوصول الى سدة الحكم في الجزائر .
على خلاف قيس سعيد الذي لا أحد يدير حملته الانتخابية ، فإن الامر مختلف بالنسبة الى عبد المجيد تبون ، هنا غرفة عمليات حقيقة وعمل دقيق ، هناك فريق عمل بخطة مضبوطة وخطاب مدروس حتى ان تبون ظهر في خطب مثيرة مثل اشارته الى انه لو فتح معبر رفح الفلسطيني امام الجزائر لكان لها ما تفعله ، ثم كانت تلك الخطوة العملية بارسال ثلاثين الف طن من المحروقات لإنقاذ لبنان من الظلام ، تبون سليل ثورة التحرير وجبهتها بينما قيس سعيد الأصغر سنا يحاول خلق ما يماثل تلك التجربة تونسيا ولكن دون حزب ولا جبهة ولا حتى شبكة . هل سينجح تبون ؟ هل سينجح قيس سعيد ؟ خلال السنوات القادمة ؟ من خلال السؤالين نرجح الفوز الانتخابي للرئيسين الآن ولكن الفوز خلال المدة الانتخابية يتوقف على جملة من العوامل قد يأتي الوقت لتحليلها وفهمها .
الى الجزائر وتونس كل الأمان وكل السلام .