مواصلة الاجابة على بعض التعليقات
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن
-
العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 13:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين فتحت المقال مرة اخرى لاختيار تعليق اخر اجيب عليه رايت وجود كمية غير مالوفة من التعليقات حول المقالين وكان من الطبيعي ان ابدأ بتعليق "عادت حليمة" فقد رايت تعليقا بقلم يعقوب ابراهامي بعد سكوت طويل. وموضوع التعليق كالعادة لا يناقش موضوع الخلاف نقاشا علميا وانما يتحول الى هجوم على شخص حسقيل قوجمان.
كتبت في مقالي ان عزيز سباهي كذب كذبا مقصودا في ادعائه ان جريدة صوت السجين الثوري كانت في سجن بعقوبة.
الطريقة العلمية والادبية والاخلاقية والانسانية غير المنحازة تعالج مثل هذا الامر بفحص ما اذا كان عزيز سباهي فعلا قد كذب في الامر ام لا بقراءة كتابه والتحقق مما كتبه عن جريدة صوت السجين الثوري.
ان يعقوب حسب العادة لا يفكر بسلوك مثل هذا السلوك العلمي الادبي الطبيعي. بالنسبة ليعقوب هناك مشكلة فسنحت الفرصة لتحويلها الى تهجم شخصي على حسقيل. فبدلا من تفحص ما اذا كان عزيز سباهي قد كذب فعلا ام لم يكذب قرر اتهام حسقيل باقتراف عدد من الجرائم.
"يؤلمني بصورةٍ خاصة ما يرويه عن زكي خيري وعن عزيز سباهي. أنا عرفتهما جيداً". (نعم عرفهما يعقوب جيدا كما كانا في النصف الاول من القرن العشرين ولكنهما يختلفان عنهما في بداية القرن الحادي والعشرين كما يختلف يعقوب وحسقيل حاليا عنهما في النصف الاول من القرن العشرين.) "فليس لحسقيل قوجمان الحق في أن يكتب ان عزيز سباهي يكذب بتقصد. هذه ليست ذكريات. هذه كتابة حاقدة غير مقرونة بوثائق" ولكن القول عن عزيز سباهي موثق وموجود في كتابه عن تاريخ الحزب الشيوعي الذي كتبه في اخر القرن االعشرين او بداية القرن الحادي والعشرين وكان بامكان يعقوب لو اراد ان يطلع على كذبة عزيز سباهي في كتابه.
قضى عزيز سباهي مدة في لندن حين كان يكتب تاريخ الحزب الشيوعي وسكن في بيت اخي يعقوب. زارني مرة واحدة في بيتي وحين انتقدته بشدة عن مستوى مجلة الثقافة الجديدة الواطئ دافع عنها بان قراءها في هذا المستوى اضعاف قرائها في مستوى اعلى منه. ولم يخبرني حتى بانه يقوم بكتابة كتاب عن تاريخ الحزب الشيوعي. ولا اظن ان يعقوب ابراهامي قد قرا الكتاب وادرك مستواه الواطئ جدا.
يؤلمني بصورة خاصة ان يدافع يعقوب عن عزيز سباهي ويقرر ان ليس لحسقيل قوجمان الحق ان يكتب ان عزيز سباهي كذب بتقصد. وعزيز سباهي لم يكذب متقصدا فقط حول جريدة صوت السجين الثوري بكتابته انها كانت في سجن بعقوبة بل كذب ايضا في تقديمها الى قراء كتابه بانها من منجزات الحزب الشيوعي الرائعة في السجون، كما كانت حقا، وتجاهل متقصدا معاملة القادة الشيوعيين بموقفهم الفعلي من جريدة صوت السجين الثوري باستخدامهم قانون المطبوعات في اغلاقها ومنع استمرارها ومنع القراء من قراءتها ومحاكمة محررها حسقيل ومعاقبته على انها كانت ثقافة مضرة. واعتقد ان سلوكهم كان نتيجة ادراكهم ان ليس فيهم من يستطيع كتابة شيء يماثل مستوى مقالات صوت السجين الثوري.
الجريمة الثانية هي ان حسقيل قوجمان كذب. لم يقل ذلك بصراحة بل قالها بكلمات منمقة لكنها تعني الشيء ذاته. "أنا شبه متأكد أن أكثر ما يقوله لا أساس له من الصحة" لا اعلم كيف اصبح شبه متاكد بان اكثر ما يقوله حسقيل لا اساس له من الصحة في موضوع لا ناقة له فيه ولا جمل ولا يعرف عنه شيئا ولم يقرأ عنه شيئا.
وما قلته عن زكي خيري بصدد قساوة الحكم على اليهود في محاكمتهم فان ارا خاجادور ما زال حيا وقد يمكن سؤاله عن اجابة زكي خيري له عن المسلمين الذين اسماهم ابناء الحزب واعتبار اليهود غير ابناء الحزب ما ادى الى كون الحكم عليهم اقسى من المسلمين. فمنذ ذلك الحين كان زكي خيري يميز بين اليهودي الذي حكم عليه الله بالا يكون شيوعيا لانه خائن بطبعه حسب نظرية خالد بكداش وهذا ما يفسر موقف الحزب الشيوعي العراقي تجاه الذين تبقوا في العراق ولم يعلنوا اسلامهم.
والشيء الثاني الذي ذكرته عن زكي خيري كان بيني وبينه في غرفة سجن بعقوبة الانفرادية ولم يكن لدي مسجل لتوثيق قوله "خلدنعلمهم غلط ويسبونا بعدين" وزكي في الواقع لم يعلمهم الغلط ولم يعلمهم الصحيح بل كان الوحيد الذي علمهم هو حسقيل حتى ثورة تموز.
يقول يعقوب "هذا ما يحدث عندما تجتمع الذاكرة الخائنة مع الخيال الخصب" ويبدو ان ذاكرته الخائنة وخياله الخصب اجتمعا وجعلاه ينسى حتى تاريخ جريدة صوت السجين الثوري التي كتب فيها بعض المقالات. واذا كتب عزيز سباهي في كتابه ان الجريدة كانت في سجن بعقوبة فهو يكذب عن قصد لكي يخفي ان الجريدة نشرت وحررت من قبل سجناء شيوعيين يهود.
يعلل يعقوب سكوته طيلة هذه المدة بقوله "قطعتُ هذا العهد على نفسي عندما رأيت أن حسقيل قوجمان يرى في ردودي تهجمات شخصية وهذا هو آخر ما أريد أن يفكر فيه. رحيل أخيه يعقوب كانت النقطة التي اتخذتُ فيها هذا القرار.
لقد اوضحت كيف حول يعقوب ابراهامي التعليق الحالي الى التهجم على حسقيل قوجمان واتهامه بشتى الاتهامات. ولكن لو ان يعقوب قرا كل ارشيفه الابيض وكل ارشيفه الاسود كي يجد في كل ما كتبه عن حسقيل منذ مقالات الماركسية بدون ماركس وحتى ان حسقيل يستند الى ما قاله ماركس قبل قرن ونصف حتى على تعليق واحد عن حسقيل يناقش فيه موضوع الخلاف نقاشا علميا وادبيا واخلاقيا صحيحا دون ان يكتفي بتحويل النقاش دائما وفي كل الحالات الى التهجم على شخص حسقيل وليس حول ارائه. انه لن يستطيع ايجاد مثل واحد على ذلك.
يوم ١٤ شباط ١٩٥٩ نشر في جريدة الحزب مقال طويل عن ذكرى اعدام الرفيق فهد. كنت عند قراءة المقال اشعر ان الكاتب هو زكي خيري ولكن هذا غير مؤكد لانه لم يذكر على المقال رسميا. ذكر المقال جميع القوميات والاديان لسجناء الحزب الشيوعي قبل الثورة. كان في السجون صابئي واحد فذكر المقال انه كان في السجون صابئة. وكان في السجون اثوريان فذكر المقال انه كان في السجون سجناء اثوريون وكان في السجون ثلاثة ارمن فذكر المقال انه كان في السجون سجناء ارمن. ولكن المقال نسي اطلاقا انه كان في السجون مئات الشيوعيين اليهود قتل احدهم صبيح مئير في مجزرة الكوت. وحتى اذا لم يكن زكي خيري كاتب المقال كان محرر جريدة الحزب وكان عليه ان يشعر بعدم ذكر الشيوعيين اليهود وتصحيح ذلك فلم يفعل.
يعلن يعقوب انه ما زال مترددا في العودة او مواصلة السكوت. وانا لا يهمني ما يقرره في العودة او مواصلة السكوت. فانا ارحب كل الترحيب بمناقشة ارائي السياسية مهما كان النقاش شديدا. الا انني لم اسكت ولن اسكت عن اي تهجم او اتهام يوجه الى شخص حسقيل.