جرائم مبارك فى حق الشعب (1)
فؤاد قنديل
الحوار المتمدن
-
العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 10:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
بدأت جرائم المعزول الكبرى في حق الشعب المصري مع قرار السادات اختيار مبارك نائبا له وهو لابد يعلم جيدا أن الرجل مجرد موظف يشغل منصبا كبيرا وكل ما يميزه أنه مطيع ويحسن تنفيذ الأوامر ، واختياره نائبا يعنى أنه سوف يصبح رئيسا بشكل مباشر فور تعرض الرئيس لأى محنة تمنعه من القيام بمسئولياته وكانت المحنة هى الاغتيال ومن ثم تبوأ مبارك عديم المواهب حكم مصر بكل ما تعنيه كلمة " مصر " من ثروات طبيعية وحضارية وبشرية وموقع وتاريخ ومكانة وزعامة. فماذا فعل مبارك بالهدية النادرة ؟
كان من الطبيعى أن تكون للغربال الجديد شدة وللشاب المنتشي بالمنصب الخرافى أن يرمى بياضه ويمارس بعض الأدوار التى تجعله في عين المنافقين والجهلاء وطنيا مخلصا . لكنه سرعان ما استقر على فلسفة الحكم التى ينوى المُضى على هداها وهي استكمال سياسة السادات المرتكزة على خمسة محاور هي 1- حرب 73 آخر الحروب وإسرائيل أصبحت صديقة 2 - أمريكا سيدة العالم و99% من المصائر في يدها
3 - لا مفر من الانفتاح والرهان على رجال الأعمال 4 - تحقيق الاستقرار بالسماح لكل مواطن بفعل ما يشاء حسب توجهات الشرطة 5 – غير مسموح بإزعاجى بسبب أية قضايا مهما كان خطرها.
إليكم بعض جرائم مبارك
1 - هيا بنا نطوف بالمحافظات لنرى بعيوننا وآذاننا كم الأمراض التى تسحق أجساد المصريين ، وكان يمكن أن يعالجوا في المستشفيات لكنها مريضة مثلهم وخربة وخالية من الدواء والعلاج والأسرة .. أمراض الكبد والكلى والأورام والسرطانات وتهدم القلوب لا تكاد تترك مصري يقيم في الريف أو في الحضردون أن تعصف به ولا تهتز شعرة في جفن مسئول.
2 – لا وجود لشيء في مصر اسمه التعليم فالمدارس وسيلة فقط لتجميع الصبية كى ينهبهم المدرسون بالدروس الخصوصية ،فكيف يفهم تلميذ واحد درسا وهو مسحوق في فصل تعداده مائة تلميذ ، ولا شرح للدروس ولا أسئلة ولا رعاية صحية ولا أنشطة ثقافية أو مكتبة أو نشاط رياضي فلا يوجد فناء للعب والتدريبات ، والنتائج وهمية لأنها من صنع الناظر ومعاونوه من المنتفعين والأهالى تنتزع من طعامها كى تدس في جيوب المدرسين ، وينهى الطالب دراسته في الثانوية وهو بالكاد يفك الخط وفي ذاكرته بعض المعلومات التافهة التى يحاول نسيانها. أما الأمية فتزيد كل يوم وفي ميزانية الدولة مسجلة تلك المليارات التى تنفق لمحوها.
3 – الفقر موزع على80% من الشعب بالعدل فلا فرص عمل ولا مشروعات ولا استصلاح زراعى ولا غزو للصحراء ولا فتح مجالات للعمل وكل من شب واقترب من العشرين يخطف القطار إلى القاهرة حيث الفرص كثيرة لبيع المناديل والزمامير والبالونات في الإشارات وفرص أكبر للشحاذة والخطف والنصب والسرقة والنوم تحت الكباري ، وقد تتحسن الأحوال بالبعض فيفرش بضاعته على الرصيف مهددا بقدوم الشرطة .
4 – النقل .. حدث ولا حرج فالسكك الحديدية أصبحت خرابا متنقلا .. قطارات بلا زجاج ولا كراسي والمزلقانات للموت فقط ، والقطارات تتصادم وتسقط بالناس وعلى الناس ، والعبارات تغرق بالآلاف ولا أية حماية أو محاكمة فليس هناك من أخطأ ومن أخطأ بالفعل يسمح له بالفرار لأنه جزء من النظام، والطرقات خارج القاهرة كمائن للموت حتى أصبحنا الدولة الأولى على العالم في عدد الحوادث القاتلة.
5 – هل يمكن أن تكون هناك جريمة أكبر من جريمة بيع معظم مصانع مصر الكبري التى أقيمت في الخمسينيات والستينيات ، وهي المصانع التى عاش على خيرها نصف العمال والموظفين في الدولة ؟ ولابد أن مبارك وحاشيته حاولوا بيع السد العالى لكنهم فيما يبدو لم يستطيعوا نزعه ونقله إلى المشتري.. لا بارك الله في مال وولد كل من شارك في هذه المأساة.
6 – أصبح التطبيع مع العدو الصهيونى على يديه من ثوابت السياسة المصرية وضرب استقلال مصر في مقتلحتى أن مصر الزعيمة أصبحت تعامل من كل الدول باستهانة وتجاهل ، من بين صور التطبيع عقد اتفاقية الكويز التى وضعت صناعة النسيج فى قبضة اليهود وبيعه الغاز الطبيعى لإسرائيل ، بالاضافة للبترول و السياحة و التعاون الزراعى الذى قتل المصريين بالبذور والسماد والأدوية المسببة للسرطان، و عقد اتفاقا لاقامة مزارع مشتركة مع إسرائيل فى سيناء وانتشر الصهاينة في كل مكان وكل نشاط بمصر
7 - حرص على اتباع فكر السادات بالإبقاء على ربط سياسة مصر الخارجية تابعة للرؤية الأمريكية وتمضى حيث تشير الدولة الشيطانية ، و الرضا بأن تكون سياسة مصر الاقتصادية مذعنة لتوجيهات صندوق النقد الدولى ، و البنك الدولى التابعين لأمريكا ، و عسكريا جعل قواتنا المسلحة معتمدة على السلاح الأمريكى و فتح قواعدنا الجوية و أجواءنا للسلاح الجوى الأمريكى ، و فتح أراضينا للقوات البرية الأمريكية ، و فتح مياهنا الاقليمية للقطع البحرية الأمريكية منذ عقدين من الزمان.
8 – العبث الواضح بالمجالس النيابية مع كل انتخابات حيث يفرض رجاله في معظم الدوائر ليكونوا صدى لصوته ومرايا لصورته وترديدا لقراراته وتوجيهاته وهكذا أصبحت تلك المجالس هيكلية وشكلية لا دور لها ولا رؤية ولا تأثير لها في تطوير المؤسسات وتعبيد الطريق نحو الديمقراطية.
والبقية تأتى