حول شعارين فيما يتعلق بالاستفتاء: استفتاء في كردستان قبل الانتخابات! استفتاء: نعم لاستقلال كردستان، أم لا؟ - ترجمة:عامر رسول
فاتح شيخ
الحوار المتمدن
-
العدد: 1009 - 2004 / 11 / 6 - 09:39
المحور:
القضية الكردية
بقلم :فاتح شيخ
[email protected]
ترجمة:عامر رسول
بعد الموقف الشوفيني لغازي الياور بدأت وبحماس حركة سياسية في كردستان العراق وفي الخارج للوقوف ضد موقف السيد غازي وأعوانه لاتخاذ سياسة الاستفتاء مجدداً، وأقدمت حملة الاستفتاء التي كانت جزءاً من هذه الحركة السياسية باتخاذ خطوات جدية بهذا الخصوص . والمقصود هو عدم إجهاض أو حرف هذه الفرصة السياسية الموأتية للتدخل المباشر لجماهير كردستان في مصيرها السياسي عن مسارها. على حملة الاستفتاء والحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي رفع لسنين عديدة راية الاستقلال والتمسك به كحل عملي، وكل إنسان شيوعي أو تقدمي أو كل إنسان ينبض قلبه بالتعاطف لحل قضية جماهير كردستان في العراق، عليه أن يكون حذرا هذه الأيام من أن تضيع هذه الفرصة.
وبالرغم من كل شكل من أشكال النشاط والتحريض والتنظيم وجر الجماهير الى الميدان، فإن طرح شعار مناسب ودقيق، هي قضية في غاية الحساسية والأهمية ويمثل الشعاران الواردان أعلاه بتصوري شعارين رئيسين بهذا الخصوص وفي السياسة الواجب اتخاذها هذه الأيام. وسأتطرق هنا لكل منهما بشكل مختصر:
- يجري الحديث الآن حول إجراء انتخابات في العراق. ولندع جانباً كم هي الاحتمالات لتحقق هذه الانتخابات في هذه السيناريو الأسود وفي مثل هكذا جحيم مصاغ لجماهير العراق أو حتى هل بالإمكان أن يطلق أساساً عليها انتخابات، ولنفترض أنها ستجري وأنها قضية محسومة. ولكن هناك في كردستان مشكلة عمرها عشرات السنين إذا لم تحل ليس من المشروع من الجوانب السياسية والقانونية بأن تجر جماهير كردستان الى صناديق الاقتراع. فلنضغط على "الحكومة العراقية المؤقتة" وكلا الحزبين الحاكمين في كردستان وعلى الأمم المتحدة وعلى أية جهة لها يد في أوضاع العراق، للاعتراف بهذه الواقع والتأكيد على أن تتضح أوضاع كردستان قبل إجراء أية انتخابات على الصعيد العام، فإذا ما صوتت الجماهير لاستقلال كردستان، هذا يعني وضع الانتخابات جانباً، وإذا ما صوتت للبقاء ضمن إطار العراق، هذا تعني إزالة هذه العقبة من أمام الانتخابات. فليُكتب شعار استفتاء قبل الانتخابات على كل شجرة وجدار وليعلق ويرفع في كل تجمع واجتماع وليجري الحديث عنه ليدخل عقل وتفكير أغلبية الجماهير، كي لا يمكن خداعها.
- موضوع الاستفتاء في كردستان الآن موضوع ساخن وقد عملت قبل عام من الآن "حركة الاستفتاء" في هذا المجال وجمعت تواقيع كثيرة ووضعوها في أحضان"البرلمان" . لكن هؤلاء لايقولون لماذا الاستفتاء؟ إن الاستفتاء هو من أجل الاستقلال وليس من أجل شيء آخر. هذا هي مسألة سياسية رئيسية في العراق وهي ما هو رأي جماهير كردستان حول الاستقلال و الانفصال؛ هذا هو سؤال الاستفتاء ولا يمكن أن يكون شيئاً آخر. وإذا اعترف بجوهر الاستفتاء والسؤال الذي يطرحه، ليقم أي حزب سياسي مثلنا يؤيد الاستقلال أو مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني يؤيد البقاء ضمن إطارالعراق، ليقم بإيصال كلمته للجماهير وسيحسم تصويت الجماهير في المحصلة الأخيرة هذه القضية. حتى غازي الياور أيضا،إذا كان لا يريد ان يعبر عن عن موقفه الشوفيني، فليأتِ وليقدم الضمانات لجماهير وليعدها بإنهاء الاضطهاد والقتل والتمييز القومي المفروض على جماهير كردستان ولينادها من هذا المنطلق للتصويت على البقاء ضمن إطار العراق. حينها سيقرر تصويت الجماهير في استفتاء حر في كردستان هل تثق بكلام الياور وأعوانه أو لا. إن الاستفتاء يفتح سبيلاً سياسياً لكل طرف كي يوصل صوته للجماهير وانتظارها كيف ستقرر . الاستفتاء ليس بأي شكل من الأشكال من أجل الفدرالية، والذين ينادون بالفدرالية، وبدل محاولتهم خداع وتضليل الجماهير وحرف مطالبها الداعية الى الاستفتاء وتغيير قضيتها العادلة، ليؤكدوا على السؤال القائل "الاستقلال نعم أو لا؟” وإذا ما كانوا يعتقدون بان الجماهير تصغي لهم فلينتظروا تصويتها.
ان اي شخص يؤمن بحل عادل وسياسي ومتمدن وعاجل وفعال للقضية الكردية غير المحسومة في العراق، ليتأمل بدقة هذه النقاط وهذين الشعارين وليدخل في جدال سياسي بعيدا عن التعصب الأيديولوجي. وبهذه الطريقة فقط نستطيع التطلع الى أن تتضح الحقائق أكثر فأكثر للجماهير وفي النهاية سيقرر التصويت الحر لنفس هذه الجماهير المضطهدة على المصير السياسي لهذه المجتمع المنكوب.