حلت أيام الغضب
عفراء الحريري
الحوار المتمدن
-
العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 07:32
المحور:
حقوق الانسان
إلى الصديقة توكل كرمان
وأنت قصيد الحركة النسائية من أجل حرية شعب
التعديلات الدستورية ، تونس ،الأحداث المتتالية لصدأ ثورة الغضب التونسية التي ترددت في جمهوريات الوطن العربي ، اختطاف الأخت / الصديقة توكل كرمان معادلة صعبة المفردات لزمن التغيير، حيث يتجلى في كل مفردة على حدة معان تحمل في طياتها ثورة غضب ، فحين يتم تعديل الدستور بجرة قلم دون الرجوع للشعب الذي يمتلك السلطة في الأنظمة السياسية الجمهورية وتختزل موافقته ورضاه عنها بتمثيل الشعب من أعضاء/ عضوات الحزب الحاكم وموظفي / موظفات الدولة الواقعين /الواقعات تحت طائلة التهديد الدائم بمس الدخل وإهدار المعيشة ، في دولة لا تمتلك مقومات تسميتها ومعالمها كدولة ،إذ يضيع فيها النظام والقانون ، وفي هذا الشق تجعل تعديل الدستور مسائلة عادية وليست غريبة ، ويؤكد غياب معالم الدولة " الجمهورية " توزيع القوات المسلحة " الجيش" و الأجهزة الأمنية على قيادات من أفراد وأقرباء وأقرب المقربين لأسرة القيادة السياسية والحفاظ على نظام القبيلة والمحسوبية في تسيير شؤون هذه الجمهورية وصيانة منظومة الفساد بعدم إحالة كبار الفاسدين إلى القضاء الذي يفقد هو الأخر استقلاليته كسلطة من سلطات الدولة ، وبالتمعن جيدا في النصوص الدستورية نجد أن كل خيوط لعبة السلطة تحركها يد واحدة ، ومن البديهي أن يتم التعديل بتصفير"عداد الفترة الرئاسية " دون أن يتم الإعلان عن تغيير نظام الحكم ..لان الجمهورية القائمة أساسا مجدر برستيج ، مساحيق وأقنعة على وجه أهداف ثورتي سبتمبر و أكتوبر لا غير، و ما حدث في تونس لأنها جمهورية تمتلك مقومات دولة مستقلة السلطات والمؤسسات إلى حد كبير ولا على علاقة لأسرة الحاكم و حرمه علاقة بالقوات المسلحة "الجيش " وأجهزة الأمن ، وفيها سيادة للنظام والقانون وشعب يدرك ما يريد كقوة واحدة وحيدة تمتلك السلطة نصا وفعلا ، لا تتجزأ حين لمس الفساد قوت يومه وقيدت واقتادت إلى الحبس حريته ، شعب أراد الحياة فنالها ...، وتأتي الجزائر بلد المليون شهيد لا أظن بأن الشعب الجزائري لا يستطيع تقديم مليون أخر ليحظى بعيش كريم ، وأن كان الوضع إلى حد ما أفضل حالا مما هو عليه في مصر واليمن ؟ وسننتظر ربما يقدم الجزائريون مليون شهيد وأكثر ؟ وفي أرض الثورة الأم التي أسقطت حضانتها اتفاقية " كامب ديفيد " مصر حيث تتشابه الأوضاع معنا إلى حد ما بأوجه الفساد والفقر الذي أصبح رديفا لكل أنواع الجرائم ، وسارق لبهجة الحياة وفرحها ، وقاتل لبراءة الأطفال وشغفهم وفضولهم ، سينتفض بعد يوم الغضب شعب يعشق انتماءه إلى مصر " أم الدنيا"- كما عودنا المصريون أن يتباهوا فخرا بهذا الانتماء ...وستنتفض الشعوب على العروش الملكية للجمهوريات ، حيث كان الأولى /الأجدر بأن تتحول الجمهوريات مباشرة إلى ممالك أو سلطنات أو إمارات ويستمر الحكم أبديا حتى تحين الساعة دون الاستهزاء بأهداف الثورات العربية والسخرية من وعي وإرادة وإحساس الشعوب ، فمرارا كانت الكلمات ضد الفساد والظلم والقهر والجوع رنة إنذار ندقها لعلهم يسمعون ، ويتقون ..كنا ومازلنا نخطها بدم قلوبنا وعصارة أفئدتنا ...محبة في الأرض والإنسان ، فنحذر من ثورة الجياع وغضب الجياع ، بؤس الجوع ونهب الحقوق والمساومة على الكرامة لا يمكن أن يكون الصمت رديفها دائما ، مهما كانت قوة الجبروت وطغيانه وعدد مواليه وعدته وماله ، ومهما كانت البيعة من داخلنا ومهما كانت الخيانة من أخواتنا وجيراننا وأصدقائنا ، مهما امتلأت السجون من أبناءنا وآباءنا وربما تمتلئ يوما منا ومن نساءنا وأطفالنا ، حتما سيأتي يوما... فالحرية بمعناها الواسع الكبير وحدها حق إلاهي لصيق بالإنسان منذ لحظة ميلاده .
المحامية والناشطة الحقوقية / عفراء الحريري