كلمة منظمات المجتمع المدني
عفراء الحريري
الحوار المتمدن
-
العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 09:04
المحور:
المجتمع المدني
الاخ / رئيس المؤتمر( رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ) المحترم
الاخوات والاخوة المؤتمريين
الحضور الكرام
يطيب لي نيابة عن منظمات المجتمع في م / عدن وفي بادرة – ربما تكون الاولى من نوعها – أحتضن حزب رابطة أبناء اليمن في إفتتتاح مؤتمره كلمة لمنظمات المجتمع المدني والذي شمله برنامج حزب الرابطة في وثائقة و أن أتقدم لكم بالتهاني لانعقاد مؤتمركم التاسع تحت شعارمواطنة سوية تقوم على عدالة توزيع الثروة .. ديمقراطية محققة للتوازن ... تنمية شاملة متمنين أن يتجسد إلى واقع .
أن مؤتمركم هذا ينعقد في ظل أجواء مفعمة بالاسى والحزن على مايحدث في غزة فلسطين العربية ، وحسرة على الموقف العربي من قضية الارض والانسان ( الهوية العربية – المعتقد – اللغة – الموروث الثقافي) وكذلك في ظل أوضاع يمنية وإقليمية ودولية نستشعر من خلالها خطورة الانزلاق في التعاطي معها على ساحة الانشطة الحقوقية بالذات وفقا لخيارات ذات طابع حدي والتي تفرض موقفين لاثالث لهما : أما مع أوضد ، وعلينا أن نعلم جميعا بأن مثل هذا النهج من شأنه إلحاق الضرربقضية حقوق الانسان ذاتها ، الامرالذي يفضي إلى تهميش الاهتمام بمناهضة جميع الانتهاكات التي تطول حقوق الانسان في اليمن حيث يتم قبل ذلك وبعده تكريس حالة من الانقسام بين المدافعين عن حقوق الانسان والتمييزبين منظمات المجتمع المدني في إطارالوطن الواحد ..
لقد فرضت هذه المستجدات أمرا مستحدثا وجديدا وصارلزاما على المجتمع المدني المعني بحقوق الانسان وتمكين المرأة إقتصاديا وتأهيلها إجتماعيا وتوعيتها حقوقيا ومحوأميتها – تعليمها- بأن يتعاطى مع تلك الاوضاع الوطنية الخاصة – بالمرأة وحقوق الانسان بجدية واجبة كونها شريكا أساسيا في التنمية ، ومن باب أولى أن تقوم الاحزاب السياسية بتضمين النهوض بالمرأة سياسيا في التأطيرالحزبي وفقا للقائمة الحصصية أوالكوتا أوالقائمة النسبية وتوعيتها سياسيا وتشجيعها للمساهمة الفاعلة في تنفيذ برامج حزبها السياسي الذي تنمي إليه ... وهنا علينا أن نوضح : بأن المجتمع المدني والذي يمثل مجموعة من المنظمات والهيئات التي تتشكل بشكل طوعي وبإستقلالية عن الحكومة يسمى في مجموعه ( منظمات المجتمع المدني ) ويعتبرالانتماء الطوعي أهم خصائصها ولاتطمح في الوصول لاي سلطة سياسية ولاتتبنى أي أيدلوجية معينة لخدمة نظام سياسي بعينة ويتم تأسيسها وفقا للقانون الخاص بها ، و تعمل على تفعيل دورالفرد الانسان في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال بلورة المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للافراد داخل هذه المنظمات وإيصالها لصانع القرارالسياسي سواء كان في السلطة التشريعية أوالتنفيذية وممارسة الضغوط المشروعة والمناسبة لتحقيق هذه المطالب إذ أقتضى الامر- ويمكننا إيضاح ذلك الدورمن خلال شرح دورالنقابة المهنية في كل من النظاميين الشمولي والديمقراطي ، فالنقابة في النظام الشمولي هي ذراع لاجهزة الدولة يتم أستخدامه في قمع منتسبي النقابة من خلال مراقبة نشاطهم ومنعهم من القيام بأية أدوارمناهضة للحكومة ، إضافة إلى ممارسة الدعاية السياسية للنظام ، مثلها مثل أجهزة المخابرات أوالخلايا الحزبية أما في النظام الديمقراطي فأن النقابة تقوم بحماية أعضائها من أي تعد من قبل الدولة أوأي جهة أخرى وهي تقوم في نفس الوقت ببلورة وصياغة مطالب أعضائها وإيصالها لصناع القرارفي الدولة ومن هنا نستطيع معرفة الفرق بين الحزب السياسي - والذي ينظم أيضا وفقا لقانون خاص به - كمؤسسة من مؤسسات المجتمع وبين منظمات المجتمع المدني كمؤسسة أخرى للمجتمع المدني الديمقراطي الذي نسعى لتحقيقه جميعا
الحضورالكرام :
أن مميزات المجتمع المدني هي نشوءه في أنظمة ديمقراطية وفي ظل المفهوم القانوني والسياسي الذي يشير إلى العلاقة التي تربط الانسان بالدولة التي ينتمي إليها والمتمثل بمبدأ المواطنة التي تعني أن جميع الناس الذين ينتسبون إلى وطن واحد هم متساوون في الحقوق والواجبات حتى لو أختلفوا في أصولهم العرقية والاثنية وإنتمائتهم الاجتماعية والثقافية ومواقفهم الفكرية وهوأيضا مفهوم حديث أنبثق من الفكرة التي تقول : (بأن جميع الناس أحراراومتساوون في الحقوق والواجبات )، كما تعتبرالمواطنة نقيض فعلي لحالة عدم المساواة التي تسود بعض المجتمعات وتؤدي إلى تفاوت في الحقوق بين المواطنيين على أسس طبقية وثقافية وعرقية وتعطي بعض الجماعات أوالافراد حقوق وأمتيازات خاصة فيما تحرمها على غيرهم وحالة عدم المساواة هذه تندرج في أولويات أجندة منظمات المجتمع المدني في الانظمة الديمقراطية ، في حين إننا نجد أن بعض التيارات السياسية أوالاحزاب السياسية تستعدي السلطة على حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وتعرج عن مفهوم المواطنة حتى وهي غيرحاكمة أولاتستحوذ على الحكم – ليس لها موقع في الحكومة على الرغم من أنه تجمعها قواسم مشتركة مع منظمات حقوق الانسان فيما يتعلق بالتعددية الحزبية والتنوع والديمقراطية والحريات وذلك فرق أخرفيما بين منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية التي تحرص دائما على تأسيس بعض المنظمات القريبة من مواقفها الفكرية والسياسية وصارت رديفا مشابها أومكررا لها سواءا كانت ( حقوق إنسان أوشبابية أونسائية ) .
لذلك ينبغي علينا أن نحرص على عدم خلط المفاهيم وأزدواجية النشاط والعمل لاننا بذلك نستنسخ ماتقوم به الانظمة الشمولية ، وأن تبقى العلاقة بين الاحزاب أوالتنظيمات السياسية علاقة مساهمة للنهوض بالمجتمع وشراكة مع الدولة لتحقيق التنمية في نظام ديمقراطي مازالنا حديثي النشأة في إرساء قواعده وتأسيس ثوابته .
الاخوات المؤتمرات / الاخوة المؤتمرون :
أنتن / وأنتم مطالبات ومطالبون بوثائق تتضمن تعزيزمساهمة حزبكم السياسي في دعم منظمات المجتمع المدني لتجسيد مواطنة قائمة على مناهضة عدم المساواة ، وتعزيزدورالمرأة في مختلف أطركم التنظيمية من أعلى الهرم وصولا إلى القواعد وأن تعملون وفقا لمنهج يوازن بين العمل السياسي والانساني في مساهمتك بدعم الاخير- منظمات المجتمع المدني - نظرا للقصورالفادح للموارد المادية لمنظمات المجتمع المدني وهوأمروثيق الصلة بإفتقارالمجتمع المدني للحيوية المطلوبة منه خاصة في م/ عدن ، وكذلك لغياب الديمقراطية في ظل القيود الهائلة على الحريات وعجزالاحزاب السياسية عن أستيعاب المتغيرات التي طرأت خلال العقود الاخيرة في التعبيرعن طموحات الاجيال الجديدة وتقديم بدائل لسياسة الحزب الحاكم وتفاقم بنية الاحتكارلمنظمات المجتمع المدني والانتهاكات والقيود الهائلة على النشاط السياسي والحزبي وكذلك النشاط الانساني والاجتماعي وهي حق مشروع لمنظمات المجتمع المدني المستقلة خاصة المعنية بحقوق الانسان والتي كان عليها أن تدفع الثمن إزاء إصرارها على تبني مواقف منسجمة أخلاقيا مع معاييرحقوق الانسان حتى لو كان ذلك يصطدم بمصالح وحسابات وأفكار مستقرة لدى هذا التيارأوذاك من التيارات السياسية أولدى أي قسم من أقسام النخبة المثقفة ، وكذا التعددية المقيدة أسهمت بشكل بالغ الخطورة في تشويه الحياة المدنية والسياسية والتي عليكم تبني وضع مقترحات حلول لها ومعالجتها ، مؤكدين لكم بأن حزب رابطة أبناء اليمن ليس بمعزل عن حركة المجتمع وتحمل الاخطاء والسلبيات والايجابيات فهوجزء من النسيج المجتمعي لليمن .
وأخيراأرجولمؤتمركم النجاح في تعزيزوتجسيد كل ماتضمنته وثائقه وبرنامجكم الحزبي مع الحرص والتشديدعلى تعزيزدورالمرأة وتفعيله في مختلف بنود البرنامج والنظربعين فاحصة وصدررحب لكل ماورد في كلمة منظمات المجتمع المدني لاننا نحتاج للوقوف مع بعضنا البعض بأمانة شديدة وبناءا عليه نرجوونهيب بالمؤتمرأن يضمن حوارا عقلانيا هادئا وعميقا وحرا في محاولة جادة لمعرفة المواقع المختلفة لكل منا كمنظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية والاداء المطلوب في سياقه الطبيعي دفعا بالدولة اليمنية لاحتلال مواقع متقدمة في الحياة الديمقراطية والحقوقية الحديثة .
مرة أخرى تتفاقم حيرتي لكيفية إختتام غيرتقليدي لكلمة منظمات المجتمع المدني ولكل الحضور جميعا متمنية مؤتمرا متميزا مرجعاسياسبا دائما .
وفقكم الله