|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: عمار ديوب |
الواقع المأزوم ووهم النموذج*
يكثر الباحثون السوريون من التغني بالنموذج الأوربي و بضرورة الاهتداء به نحو التقدم، إذا أردنا ولوجه والخروج من تخلفنا. وفي هذا يظهر النموذج الليبرالي وكأنّه السحر؛ الذي ما أن نأخذ به حتى تحل كل المشكلات، متوهمين أن النموذج يتكرر، وأن سوريا لم تحكمها البرجوازية بعد الاستقلال وبعد الستينيات. ففي البحث في أشكال التنوير الأوربي، وهو ما أشارت إليه الكاتبة البريطانية غيرترود هيملفاوب، في كتابها "الطريق إلى الحداثة": سنجد أن التنوير الفرنسي يؤكد على أيديولوجيا العقل، والبريطاني يتميّز بالتركيز على الفضيلة الاجتماعية، والأمريكي تميّز بالحرية بمعناها السياسي، وهذه المرتكزات عكست نفسها لاحقاً في صيرورة الدول. فأين هو النموذج المرغوب والمتغنى به؟ إذن لا نموذج يتكرر سوى بالوهم، ولكن بالمقابل، نستطيع القول عن المعارف العلمية بأنّها مطلقة، وتتكرر بعد إبداعها في أصقاع العالم. وبالتالي النموذج العلمي فقط هو الذي يتكرر. أما فكرة النموذج في العلوم الإنسانية أو الأديان أو الواقع فليست من عالم الحقائق، بل من عالم الأوهام. واقعنا السوري والعربي شديد التأزم، وما أفرزه من تيارات فكرية، لم تترك نتاجاً يشكل حراكاً اجتماعيا أو سياسياً، وبالتالي ما الخيار البديل عن أوهام النموذج؟ قبل التصدي لهذه الفكرة، من الضروري القول: أن فكرة النموذج هي بالأصل فكرة دينية، مأخوذة من فكرة إيمانية عن قدرات الله اللامحدودة، وبالتالي هو كما هو في الماضي والحاضر والمستقبل، وهي تنسجم فقط مع المنطق الصوري، حيث الحدود خالدة ولا تغيير فيها. وبالتالي الكلام عن النموذج هو شأن ديني، رغم أن جمهرة من الليبراليين وغيرهم يتحدثون عنه، وكأنه العلم القياسي. يتمظهر هذا الوعي عبر القول: بأنّ التقدم الممكن يتطلب قطع مائة عام أو أكثر كي نلحق بالنموذج، والبعض يزيد أو ينقص وهناك رأي يمتلك كل أوجه الغرابة، لأنه يصدر عن ليبراليين سوريين، يشيرون إلى أنّ انسداد الأفاق يتطلب الخروج منه بتشكيل نظام طائفي؛ الذي سيوصلنا هو إلى ضرورة النموذج؟ وهو رأي لا يعدم من جماهير تأخذ به، ويشار في ذلك إلى فرداة الطائفية اللبنانية وانسجامها مع الرأسمالية؟
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |