أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - قوات السلطان التركي تواصل عدوانها على العراق














المزيد.....

قوات السلطان التركي تواصل عدوانها على العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



للمرة المائة يمارس السلطان التركي الخائب رجب طيب أردوغان عدوانه العسكري الجديد على الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق. فالشخصية النرجسية والمصابة بتضخم ألـ "أنا"، وداء العظمة، يرسل 18 طائرة حربية لتقصف الأراضي العراقية في جبل قنديل وخواكورك وسنجار، وهي مناطق ليست كلها بعيدة عن القرى الفلاحية والزراعة ورعي الماشية في هذا الفصل من السنة. إنها جريمة مضاعفة، فطائراته الحربية توغلت في الأراضي العراقية قرابة 193 كم، وهو خرق فظ للعلاقات الدولية بين البلدين المستقلين القائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعلى القانون الدولي الذي يحرم مثل هذا التجاوز الفظ، وهي جريمة لأنها استهدفت فعلياً السكان الكرد القاطنين في تلك المناطق وقراهم ومزروعاتهم ومواشيهم، وهي التي أدت إلى هروب الفلاحين وسكان القرى خشية تعرضهم للصواريخ الكثيفة التي أطلقتها تلك الطائرات المعادية.
لقد بدأ العدوان التركي على الأراضي العراقية منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في مواجهة الحركة الكردية العراقية المسلحة وقوات البيشمركة العراقية والأنصار الشيوعيين التي كانت تناضل ضد النظام الدكتاتوري البعثي في محاولة لدعم ذلك النظام وبالاتفاق معه. ثم تكرر هذا العدوان عشرات المرات وتسبب في موت كثير من المواطنات والمواطنين الكرد، ومعهم ضحايا أطفال وشيوخ عجزة، إضافة إلى حرق قراهم ومحاصيلهم وغاباتهم، وبالتالي شارك النظام التركي مع النظام العراقي في عمليات عسكرية جنوبية ضد السكان الكرد في العراق. ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا يقوم هذا النظام بعمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية ويمتلك 23 قاعدة عسكرية منتشرة في الأراضي العراقية، لاسيما في محافظة نينوى وفي إقليم كردستان العراق. ويبدو أن النظام التركي لن يتورع عن ممارسة هذه العمليات العسكرية مرات أخرى ما لم يمارس العراق دوره المطلوب لا في اعتبار ما حصل مجرد استفزاز للعراق، بل اعتباره اعتداءً عسكرياً سافراً وعدوانيا ومطالبة المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن الدولي باتخاذ القرار المناسب لردع هذا السلطان القراقوشي من التجاوز على أرض وشعب العراق. وهكذا يفترض أن يكون موقف حكومة الإقليم إزاء مثل هذا الاعتداء التركي الجائر. لقد أدانت الجامعة العربية باستمرار هذه الاعتداءات ولكنها عاجزة عن اتخاذ أي قرار قادر على ردع هذا الدكتاتور عن ممارسة عدوانه العسكري لا على العراق فحسب، بل وعلى سوريا وليبيا أيضاً. كما لا بد من إيجاد لغة مشتركة وتفاهم فعلي ووحدة في الموقف من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في الموقف من هذه الاعتداءات التي تحصل بذريعة وجود قوات لحزب العمال الكردستاني (PKK) في الأراضي العراقية ويريد تصفيتها.
إن الدكتاتور التركي ونظامه السياسي لا يريد أن يدرك بأن المشكلة ليست مع حزب العمال الكردستاني ومسلحيه، بل مع الشعب الكردي في كردستان تركيا وحقوقه القومية والإنسانية المشروعة، إنها القضية الكردية التي تستوجب الحل الديمقراطي السلمي، وليس عبر السلاح والقتل، وليس عبر مهاجمة الكرد في أراضي الدولة العراقية والدولة السورية بذريعة التخلص من الحركات الكردية المسلحة من كردستان تركيا أو المؤيدين لهم في البلدين، وليس عبر الاتفاق مع النظام الإيراني في محاربة الحركات الوطنية الكردية في المنطقة كلها. إن تركيا الغارقة في الديون الدولية والداخلية والتي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية مستفحلة وبطالة متسعة وفقر واسع النطاق وتراجع في الموارد المالية للسياحة بسبب وباء كورونا، كلها تزيد من عجز الدكتاتور وقادة النظام التركي عن التفكير الواقعي والعقلاني السليم لواقع تركي متأزم ومتفاقم، وتدفع به إلى التهور والمغامرة وقتل الناس في الدول الأخرى. كما تزيد من غلوائه في الادعاء باستعادة أمجاد السلطنة العثمانية واستعادة الأراضي التي كانت تستعمرها سابقاً والادعاء الأجوف والخطير بأن "تركيا هي أكبر من تركيا الحالية"، والتي تجسد الأطماع التوسعية لهذا الدكتاتور ونظامه، والتي تلتقي مع أطباع الدولة الفارسية في العراق واعتبار بغداد وطاق كسرى عاصمة الإمبراطورية الفارسية الجديدة. وعلى قوى الشعب الكردي العقلانية أن تدرك، بما لا يقبل الشك، بأن نظامي إيران وتركيا وكذلك النظام السوري، والقوى المتحالفة معها في العراق، كلها مناوئة جدياً لوجود إقليم كردستان وتتمنى الخلاص منه اليوم قبل غد، وهو شوكة في عيون كل القوى القومية اليمينية والإسلامية السياسية المتطرفة والعنصرية في هذه الدول.
ستبقى مهمة الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه، بكل قواه الوطنية والديمقراطية، بقوى انتفاضته الباسلة، تغيير الوضع القائم والخلاص من الطائفية وقواها الفاسدة والفساد وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحدثة والعلمانية القادرة على مواجهة مؤامرات الدول الطامعة بالعراق وثرواته واستغلال واستعباد شعبه، سواء أكانت دولاً إقليمية أم دولية!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية والتمييز العرقي جريمة مريعة بحق البشرية!
- هل من أمل واقعي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة؟
- عزيز محمد والأخطاء القاتلة في تجارب بناء الاشتراكية - [في ال ...
- الشيخ الحيدري والسقوط المدوي لقوى الاسلام السياسي العراقية
- هل قادة حزب الدعوة إرهابيون ماضياً وحاضرا؟
- التمادي في نهب موارد الدولة من سلطات الدولة ذاتها والشعب يتض ...
- متى تعود وحدة النضال العربي-الكردي إلى سابق عهدها؟
- الثقة إن وجدت بالحكومة جيدة، الرقابة على أفعالها هي الأجود!
- الولادة العسيرة لحكومة الكاظمي والمسيرة المطلوبة
- يجب ألَّا ينجو حكام العراق من أقصى العقوبات!
- تحية نضالية لعمال العراق والعالم في الذكر السنوية لعيد الأول ...
- هل من سبيل للخروج من الأزمة السياسية العراقية؟
- الرأسمالية العالمية قبل وبعد كورونا!
- مستقبل العراق بين حمق وجور الأحزاب الطائفية الفاسدة والانتفا ...
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ...
- النظام الرأسمالي ما بعد كورونا، هل من جديد؟ في ضوء مقال السي ...
- مصطفى الكاظمي والدولة العميقة
- كيف التعامل مع -شعار وطن حر وشعب سعيد-؟
- الماضي هو الحاضر في زمان الأوبئة والانحطاط في العراق!
- العراق بؤرة خطرة للصراع الإيراني – الأمريكي


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - قوات السلطان التركي تواصل عدوانها على العراق