أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - العلمانية في شعر أحمد شوقي - 6














المزيد.....

العلمانية في شعر أحمد شوقي - 6


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:12
المحور: الادب والفن
    


شوقي . وفريضة الحج
في قصيدة " الي عرفات الله " ينقض شوقي فريضة الحج ، ويفند جدواها ودواعيها . ويقدم عليها ما يراه أولي منها واحق كبديل افيد وأليق من فريضة الحج . ولكن .. ليس هكذا يتكلم شوقي ، ليس بتلك المباشرة .. كلا .. فشوقي شاعر رقيق كما قلنا . لذا فانه يمهد كثيرا تمهيدا اطرائيا لما سيقوله عن الحج علي النحو الآتي :
الي عرفات الله يا خير زائر ** عليك سلام الله في عرفات
علي كل أفق في الحجاز ملائك ** تزف تحايا الله والبركات
لدي ( الباب ) جبريل الأمين براحه * * رسائل رحمانية النفحات
وفي الكعبة الغراء كل ركن مرحب ** بكعبة قصاد وركن عفاة
وما سكب الميذاب ماءا وانما ** أفاض عليه الأجر والرحمات
وزمزم تجري بين عينيك أعينا ** من الكوثر المعسول متفجرات
مديح جميل كما ريتم ، رائع للغاية حتي الآن ولكن بعد أبيات اخري من من نفس النهج من الاطراء والكلمات العذبة يقول شوقي متسائلا في تعجب :
فيا رب هل تغني عن العبد حجة ** وفي العمر ما فيه من الهفوات ؟!

وبعد ذلك تأتي أبيات اخري معناها وملخصها : ان كان هو لم يرتكب ذنوبا تحتاج الي غسلها و محوها بالحج .. فما هي حاجته الي الحج ؟!وما حاجة الحج اليه ؟! اذ يقول :
وتشهد ما آذيت نفسا ولم اضر ** ولم ابغ في جهري ولا خطراتي
ولا غلبتني شقوة أو سعادة ** علي حكمة أتيتني وأناة
ولا جال الا الخير بين سرائري ** لدي سدة خيرية الرغبات
ولا بت الا كابن مريم مشفقا ** علي حسدي مستغفرا لعداتي
ولا حملت نفسي هوا لبلادها ** كنفسي في فعلي وفي نفساتي
هكذا قدم شوقي حيثيات عدم حاجته للحج . ثم يقدم البديل الافضل في رأيه من تلك الفريضة والأحق منها وهي الزكاة والصدقة فيقول :
واني ولا من عليك بطاعة ** أجل وأغلي في الفروض زكاتي
أبالغ فيها وهي عدل ورحمة ** ويتركها النساك في الخلواتي
ويطلب من الله أن يغفر له ويعفيه من فريضة الحج تلك التي هي الركن الخامس في المحمدية . لعدم قناعته بجدواها بالنسبة له علي الأقل وأن الزكاة أحق وأفضل . فيقول :
وأنت ولي العفو فامح بناصع ** من الصفح ما سودت من صفحات
ثم يعود ليفجر قنبلة شعرية ولكنها كاتمة للصوت حيث يمهد لها بمديح جميل وباقة من الاطراء اللطيف . فيقول :
اذا زرت يا مولاي قبر محمد *** وقبلت مثوي الاعظم العطرات
وفاضت مع الدمع العيون مهابة ** لاحمد بين الستر والحجرات
وأشرق نور تحت كل ثنية *** وضاع اريج تحت كل حصاة
لمظهر دين الله فوق تنوفه *** وباني صروح المجد فوق فلاة
حسنا حسنا .. فماذا بعد هذا الاطراء يا عم شوقي ؟
فاذا بشوقي يوصي الزائر لقبر محمد بأن يزف اليه خبرا لا يسر القلب ونبا لا يريح الخاطر بل هو وخز ونخس له في مرقده يقض مضجعه. حيث يقول :
فقل لرسول الله يا خير مرسل ** أبثك ما تدري من الحسرات
شعوبك في شرق البلاد وغربها ** كأصحاب كهف في عميق ثبات
وهذا كلام يدخل تحت بند السخرية والتقريع بل والوخز من حصاد زرعة فاسدة طالحة لا صالحة .
وبعد ذلك يضيف شوقي . ما يعد طرحا للثقة في القرن والسنة المحمدية اذ يقول :
بايمانهم نوران : ذكر وسنة ** فما بالهم في حالك الظلمات؟
مما يبدو منه أن شوقي . يشكك في جدوي هذين النورين المزعومين ( الذكر – أي القرآن – والسنة . بدليل حالك الظلمات- علي حد قوله – التي يحيا فيها المسلمون ..
ومعروف أن لمحمد حديث يقول فيه " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أبدا . كتاب الله – القرآن حسب الزعم المحمداوي– وسنتي "
فكيف يحيا المسلمون في ظلام دامس . ويزعمون ويزعم لهم الزاعمون وجود نورين اثنين مضاءين ؟!! بل هكذا مع الظلام الدامس الذي عبر عنه شوقي . لا يكونان نورين بل حائطين يحجبان نور العلم الصحيح- الذي هو علم " ارسطو " كما قال شوقي . في قصيدة أخري – كما بيننا من قبل باحدي الحلقات السابقة – قصيد ته عن أرسطو - وعلي نور العلم الصحيح ابصرت شعوب الغرب ونهضت وتقدمت .
والي الحلقة السابعة ..



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 5
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 4
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 3
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 2
- فقح الحجازيون وصأصا المصريون
- العلمانية في شعر أحمد شوقي - 1
- مذكرات مسلم
- ليبراليون يساندون الارهاب . ألا يدرون ؟! 1/2
- فيروز و أم كلثوم
- في ظلال تطبيق الشريعة الاسلامية
- نوادر بوكاسا ( مسرحية ) الحلقة 7
- بل العرب والعروبة تمييز ضد كل الجنسيات الأخري
- الناس والحرية - 7
- هل الدين لعبة ؟
- اغتصاب اسلامي لأطفال العراق
- الحروب أنواع وأخطرها محاربة البيئة
- ستون عاما شجار ومرار . فلسطين / اسرائيل . والارض لمن ؟
- من المغرب لسلطنة عمان مرورا بالمخروسة!
- حرس السد العالي . وحرس رئيس الجمهورية
- 60 عاما من الصداع / العبري العربي 2/2


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - العلمانية في شعر أحمد شوقي - 6