جورج حداد
ولدت في عائلة فقيرة في كانون الثاني/يناير 1936، في بيروت. درست في مدرسة "الثلاثة الاقمار" الارثوذكسية المشهورة في بيروت، وكان يوجد بين المعلمين والتلامذة تياران سياسيان: قومي سوري، وشيوعي. وتحت تأثير الوضع الفقير للعائلة، والمعاملة الفوقية لادارة المدرسة، انخرطت في التيار الشيوعي. لم اكمل دراستي الثانوية، لانني في 1952 طردت من المدرسة وانا في الصف الثاني اعدادي، بسبب رئيسي هو نشاطي السياسي، وبحجة ملفقة هي "الالحاد". بدأت العمل في مطبعة للحزب الشيوعي. وفي السنة نفسها 1952، دخلت السجن لاول مرة. وحتى سنة 1957 دخلت السجن عدة مرات لفترات متقطعة. وكان السجن بمثابة "مدرسة" كبرى لي لتعرفي على جميع انماط البشر والمآسي الانسانية الفردية التي هي انعكاس للمأساة الاجتماعية العامة. ومنذ 1955 بدأت اشارك في العمل النقابي مع الكادر الشيوعي. منذ 1953 بدأت خلافاتي مع قيادة الحزب حول القضية الفلسطينية. وفي 1956 عارضت التدخل السوفياتي في المجر، كما رفضت تنضيد تقرير خروشوف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، لورود عبارة تحية للحزب الشيوعي الاسرائيلي فيه. وبعد نقاشات حادة، شطبت ادارة وكالة الانباء السوفياتية في بيروت (التي كانت تقوم على اصدار التقرير بالعربية) العبارة موضع الخلاف، وصدر تقرير خروشوف في بيروت بدون تحية للحزب الشيوعي الاسرائيلي. وهذه الحادثة اقنعتني ان الذيلية للقيادة السوفياتية كانت "تساعدها" على اخطائها الفادحة في التعامل مع القضايا القومية العربية. في 1958 عارضت الموقف السلبي لقيادة الحزب من الوحدة السورية ـ المصرية، ولدى اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكم كميل شمعون العميل وضد حلف بغداد، حملت السلاح مع المقاومة الشعبية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط في جبل لبنان. في 1959 بدأت مساهمتي المتواضعة في الصحافة الحزبية. وفي السنة نفسها ارسلت للدراسة في المعهد العالي للعلوم السياسية، التابع للحزب الشيوعي البلغاري، حيث تخرجت في 1962. وفي تلك الفترة، ولا سيما بعد معركة خليج الخنازير في كوبا، واعلان كاسترو الانحياز الواضح الى الاشتراكية، بدأت بيني وبين قيادة الحزب الشيوعي خلافات سياسية وفكرية وتنظيمية حادة حول: البيروقراطية والدكتاتورية التنظيمية والنظامية للستالينية. التحريفية الخيانية للخروشوفية. المسألة القومية العربية (القضية الفلسطينية، قضية الوحدة العربية). الذيلية للقيادة السوفياتية. الثورة والكفاح المسلح. بعد عودتي الى لبنان في 1962 عملت في القطاع العمالي، وجزئيا في الصحافة الحزبية، في جو من العلاقات المتوترة مع قيادة الحزب. طردت من الحزب في اذار 1964، وكنت اول عشرات الكوادر الحزبية التي طردت في انشقاق 1964 ـ 1965، في الحزب الشيوعي اللبناني، والذي وجد انعكاسه على الحزب الشيوعي السوري وغيره من الاحزاب الشيوعية العربية. ومنذ ذلك التاريخ، ولا سيما بعد اندلاع الحرب اللبنانية في 1975، وحتى نهاية 1990، شاركت في النشاطات السياسية والاعلامية الى جانب الحركة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الفلسطينية، من موقع "ماركسي مستقل حزبيا". ضمن هذا الاطار كان لي مئات المقالات والكراريس، الموقعة باسمي، او باسماء مستعارة، او الغفلة من التوقيع، جمعت بعضها في بعض الكتب منها: مناقشات حول التنظيم الطليعي ـ الاممية والثورة العربية ـ المسألة اليهودية والحركة الوطنية العربية ـ في مقدمات الحرب اللبنانية ـ اثيوبيا، الثورة والعسكر ـ الطائفية والصراع الطبقي في لبنان. نشرت في عدة مجلات وصحف عربية منها: دراسات عربية، الكفاح العربي، الاحرار، الاحد، السفير ، الحياة، الاداب ، فكر وغيرها. اسست في 1969 في بيروت مطبعة "الرأي الجديد" التي كان لها دور مرموق في طباعة ونشر مطبوعات لكافة فصائل المعارضات العربية (والايرانية ايام الشاه)، من المحيط الى الخليج، بالرغم من عدم الاتفاق الكامل مع بعضها. كما اسست في 1974 "دار الكاتب" للنشر، التي نشرت عددا من الكتب في خدمة القضية الوطنية اللبنانية والفلسطينية والعربية، والتي اسهمت في نشر مجموعة من الكتب الكردية بالتعاون مع اليسار (حينذاك) الكردي. عشية واثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982، تعاونت مع وكالة "القدس برس" للصحافة، بادارة الشهيد حنا مقبل، التي كانت تراسل بالاخص صحف الخليج، وغطيت صحفيا بشكل جيد فترة الاجتياح ولا سيما حصار بيروت وبدايات المقاومة الوطنية اللبنانية. في مطلع 1991 جئت واقمت في بلغاريا، التي اتقن لغتها ولي فيها صداقات، بهدف القيام بنشاط اعلامي، بعد ان توقفت "مطبعة الرأي الجديد" و"دار الكاتب" عن العمل في بيروت، لدواع "سوقية". عضو في "اتحاد الكتاب اللبنانيين". عضو الهيئة الادارية ومسؤول الاعلام والثقافة في "جمعية اللبنانيين في بلغاريا".
الموقع الفرعي في الحوار المتمدن: https://www.ahewar.org/m.asp?i=615
Author ID - معرف الكاتب-ة: 615
الكاتب-ة في موقع ويكيبيديا
#جورج_حداد (هاشتاغ)