أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - فارس كمال نظمي - كاتب وباحث عراقي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار السياسي واليساروية الاجتماعية في العراق :عشر سنوات من جدلية العجز والأمل !. / فارس كمال نظمي - أرشيف التعليقات - رد الى: إيمان أحمد - فارس كمال نظمي










رد الى: إيمان أحمد - فارس كمال نظمي

- رد الى: إيمان أحمد
العدد: 472458
فارس كمال نظمي 2013 / 5 / 17 - 11:37
التحكم: الكاتب-ة

شكراً أستاذة إيمان أحمد لهذه النقاط السبعة الجوهرية التي تصلح أن تكون مادة لنقاش عام بين كافة القوى المدنية السياسية، بهدف إجراء جرد أو تقويم سياسي متعدد الأبعاد للسنوات العشرة الماضية من تأريخ علاقة اليسار العراقي بكل من الدولة والسلطة والمجتمع.

أرى أن أغلب هذه النقاط ذات مضمون سياسي إجرائي أكثر منها نقاطاً تحليلية لبنية اليسار، وهذا ربما يتطلب تعقيبات أو إجابات من ممثلي اليسار أنفسهم بوصفهم المعنيين بصنع سياساتهم وتبريرها والدفاع عنها. ومع ذلك سأسمح لنفسي أن أعقب على بعض هذه النقاط منطلقاً من معايشتي اليومية للوقائع السياسية في العراق خلال العقد الماضي، متوقعاً تفاعلك الديمقراطي مع آرائي:

1-تقولين: ((إنكَ اغفلت أن اليسار العراقي فقد مصداقيته عندما تحالف مع اعتى قوى الرأسمالية والامبريالية العالمية في تناقض فادح مع الفكر الماركسي.))- انتهى الاقتباس. أكرر ما سبق أن كتبتُه في التعليق بالتسلسل رقم (20) أعلاه أن اشتراك الحزب الشيوعي العراقي في تشكيلة مجلس الحكم في تموز 2003م كان خطأ سياسياً فادحاً، لكنه بالتأكيد لا يرقى إلى مستوى التحالف مع الامبريالية كما تقولين. وهذا الخطأ السياسي يقع ضمن ما أسميه بـ(التفكير السياسي المهادن) الذي هو إحدى النقاط الخلافية التي أثارها سلوك قيادة الحزب الشيوعي منذ 14 تموز 1958م ولحد الآن. وهناك بالتأكيد فرق شاسع في القاموس السياسي بين -المهادنة- و-الخيانة-. كانت لحظة تشكيل مجلس الحكم نقطة افتراق رئيسة فرضها الاحتلال الأمريكي على القوى السياسية العراقية الناشطة آنذاك، وكان رأي قيادة الحزب الشيوعي هو ضرورة التحلي بـ(الواقعية السياسية) وعدم التصرف بـ(سلبية) تجاه النواة الأولى لنمط الحكم الذي أسهم الأمريكان بتشكيله بديلاً عن نظام البعث. هذا الموقف لا يمكن أن يعدّ تحالفاً مبيتاً أو قصدياً مع الإدارة الأمريكية بل رؤية خاطئة في قراءة الحدث السياسي القادم الذي جرى تديينه وتطييفه في لحظة تأسيس مجلس الحكم. أرى أن صورة الشيوعيين في العراق في الذهنية العامة لطالما حُشرت في نوعين أساسيين من التفكير النمطي المتطرف: إما كونهم (عملاء) أو كونهم (ملائكة). والواقع إن الشيوعيين العراقيين طوال تأريخهم المثقل بالتضحيات (بالأخص بعد 14 تموز 1958م) كانوا على الدوام نموذجاً متقدماً لـ(الروح الوطنية) الممتزجة بارتكاب الأخطاء السياسية الجدية التي ترجع في أصولها إلى أزمة اليسار العامة التي كتبتُ عنها في دراستي الحالية.

2-تقولين: ((إنك تقدم المواطن العادي كأنه غبي او أخرق تتقاذفه التيارات وتغفل عنصر البطش الذي يسكت أطول لسان ويجعل الفرد رقيباً على عقله بل حتى على احلامه.))- انتهى الاقتباس. وأقول، لطالما كنتُ مناصراً للمواطن العادي في كتاباتي السابقة والحالية، بوصفه الحلقة الأخيرة من سلسلة الظلم والقهر التي تجعله الضحية الكبرى للآثام السياسية. فعلى الرغم من التفاعل الجدلي بين المجتمع وشكل الدولة في أي مكان، أي التأثير المتبادل بين سيكولوجيا الفرد وايديولوجيا الدولة، إلا أن الفرد العراقي ظل معزولاً إلى حد كبير عن إمكانية التأثير الحقيقي في صياغة الحدث السياسي في بلاده. ولذلك لطالما كررتُ أن التطور السياسي في العراق خلال نصف القرن الماضي كان يُصنع على الدوام بتأثير قوى كاسحة التأثير (خارجية وداخلية) لا تنتمي عضوياً إلى النسيح السيكوسوسيولوجي للعراق. ولأجل كل ذلك، فقد أوضحت الآتي في تحليلي الحالي عن اليسار العراقي: ((استؤصلت فكرة -المبادرة- من ذهن الفرد العراقي، إذ أفلحت سلطة سلطة البعث في التوغل إلى أدق تفصيلاته الذاتية لتستوطن هناك بديلاً عن عقله... وإذا كانت هناك مؤشرات بانت في الأسابيع الأولى التي أعقبت التغيير في نيسان 2003م بأن ثمة شروعاً اجتماعياً واعداً للتخلص من أغلال اليأس المتراكمة، فقد سارع العقل الأمريكي المحتل إلى الاستعانة بتكنيك -مجلس الحكم- الطائفاني ليعيد ارتهان العقل العراقي بقيودٍ أشد تجريداً وغموضاً من ذي قبل...)). فأين صورة (الخراقة) أو (الغباء) المجردة التي تفترضين إنني ألصقتها بالفرد العراقي؟ إنك تقدمين توصيفاً لآرائي يتناقض تماماً مع كل منهجي التحليلي لعلاقة الفرد بالعالم؟

4-تقولين: ((إنك تعتبر عزوف المواطن عن المشاركة في الانتخابات المحلية مؤشراً على اليأس واللامبالاة، وأنا أراه على العكس مؤشراً على وعي عال بزيف العملية السياسية برمتها فاللاموقف موقف كما تعلم.))- انتهى الاقتباس. لا أتفق مع فكرة أن -اللاموقف- يعد موقفاً في السلوك السياسي. فالحقيقة أن الفرد العراقي لم يكن بلا موقف في الانتخابات الأخيرة، فموقفه الفعلي واضح للعيان وهو اليأس من إمكانية إحداث أي تغيير حقيقي، وهو موقف عدمي (شئنا أم أبينا)، سببه الاغتراب السياسي الهائل الذي أشاعته الأحزاب الثيوقراطية في الحياة السياسية للبلاد. لو لم يكن يائساً لسارع إلى انتخاب القوائم المدنية أو على الأقل لتقديم أوراق فارغة دليلاً على احتجاجه. أعتقد إننا أمام موقف جدلي، فالعراقي اليوم عدمي ويائس سياسياً (وهذه توصيفات علمية لا تنتقص من أحد)، ولكنه في الوقت نفسه صار يمتلك وعياً سياسياً متقدماً بالتدريج. وهذا ما ذكرتُه بقولي: ((إلى جانب كل هذه التردي في الثقافة السياسية، أمسى الفرد العراقي يمتلك وعياً تفصيلياً بماهية الفساد السياسي والمالي في بلاده، وبلا مشروعية نظام الحكم الحالي، وبالآفاق المظلمة التي تنتظر العراق في حال استمراره، ولكنه وعي ما يزال مكبلاً ياليأس والعدمية.)).

6- تقولين: ((إنك اغفلت تجربة مقاومة الاحتلال وغياب اليسار عنها مما جعل بعض التيارات الماورائية تكتسح الساحة في إعادة انتاج للحروب الصليبية التي كانت أصلا حروباً امبريالية.))- انتهى الاقتباس. أظن أن التيارات الماورائية (الإسلاموية) لم تكتسح الساحة السياسية بتأثير غياب اليسار، بل إن اليسار أصلاً كان تأثيره ضعيفاً منذ بدء الاحتلال لأسباب موضوعية تطرقتُ إليها في تحليلي، منها ترسيخ العجز المتعلم وشيوع التدين الزائف وتدهور الثقافة السياسية لدى الفرد العراقي. أما عن (تجربة المقاومة) فهذا مصطلح شديد الالتباس والغموض، ولطالما كان سبباً لانقسام (المقاومة) نفسها. فهل المقصود به هو العمليات العسكرية التي اضطلعت بها تنظيمات دينية متطرفة (جيش المهدي وعصائب أهل الحق وكتائب ثورة العشرين ودولة العراق الإسلامية، وغيرها..)؟ أم المقصود به المقاومة السياسية السلمية التي لم يكن اليسار غائباً عنها، سواء كان يساراً ماركسياً أو قومياً (تجربة المجلس التأسيسي مثلاً). أظن أن إتهام اليسار السياسي العراقي ومحاولة إظهاره بصورة التابع أو الخاضع للإدارة الأمريكية، ليس إلا نتاجاً لتصورات نمطية آن الأوان للتخلي عنها بعد التعقيدات البالغة التي أفرزتها السنوات العشرة الماضية. إن أغلب التنظيمات العسكرية (المقاومة) للاحتلال انطلقت في مواقفها من مسلمات تكفيرية ميتافيزيقية وليس من رؤى اجتماعية إصلاحية ولذلك اختلط الدم الأمريكي بالدم العراقي على نحو أفرغ فكرة المقاومة من مضمونها. وبالمقابل، فإن المناهضة الفكرية السلمية التي أبداها المجتمع المدني في العراق (بشقيه اليساري والليبرالي) للاحتلالين الأمريكي والإسلاموي، أسهمت في تنمية الوعي السياسي للفرد العراقي إلى حد أن الاحتلال والسلطة الطائفانية التي أفرزها باتا موضع تشكيك بل ورفض نفسي لمشروعيتهما وشرعيتهما على الرغم من كل عوامل اليأس والارتهان وغسل الأدمغة.

7- تقولين: ((أين اليسار من الانتفاضة العراقية على الفساد والظلم والمعتقلات والانتهاكات ونهب الثروات؟ عدا موقف نقابة عمال نفط الجنوب لم أسمع عن أي جهة يسارية وقفت بوجه الفساد وارجو ان تصحح معلوماتي.))- انتهى الاقتباس. هنا أتفق معك في توجيه النقد لقوى اليسار العراقي التي لم تتخذ موقفاً فكرياً أو إجرائياً محدداً حيال الاحتجاجات المستمرة في المحافظات الغربية منذ عدة شهور. فباستثناء مواقف متفهمة محدودة أبداها بعض قادة اليسار لمطالب تلك الاحتجاجات، لم تتبلور رؤية منهجية لتقييمها واتخاذ موقف سياسي ضاغط باتجاهها سلباً أو إيجاباً. وقد يعيدنا هذا إلى بعض أسباب الأزمة الذاتية لليسار السياسي التي أوضحتها في الدراسة، كغموض الهوية، وانحسار النزعة الجذرية، وقلق المواجهة مع الإسلام السياسي الحاكم، وأيضاً اختراق الطائفية السياسية لساحة اليسار جزئياً.

عذراً للإطالة أستاذة إيمان أحمد، لكن عمق النقاط المطروحة وأهميتها والإشكاليات التي طرحتها كان حافزاً للتفاعل الجدي معها. أظننا اختلفنا في مواقع كثيرة، وهذا هو الأصل، فلاختلاف يولد رؤى جديدة أعلى دوماً. امتناني واحترامي.





للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فارس كمال نظمي - كاتب وباحث عراقي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار السياسي واليساروية الاجتماعية في العراق :عشر سنوات من جدلية العجز والأمل !. / فارس كمال نظمي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - ما هو سر الهيمنة الأمريكية؟ / ابراهيم ابراش
- جماعةالإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، دور مطلوب رغم الفارق / ابراهيم ابراش
- عن ( الحيطة بتتكلم / ثلاثة أسئلة من أخى أمين رفعت ) / أحمد صبحى منصور
- في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة 25نوفمبر تشرين ال ... / تيسير عبدالجبار الآلوسي
- شيخي واستاذي عمر الطالب ...............محاضرة الدكتور ابراهي ... / ابراهيم خليل العلاف
- الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2024: التهجير التاريخي ال ... / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد..... - فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - فارس كمال نظمي - كاتب وباحث عراقي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار السياسي واليساروية الاجتماعية في العراق :عشر سنوات من جدلية العجز والأمل !. / فارس كمال نظمي - أرشيف التعليقات - رد الى: إيمان أحمد - فارس كمال نظمي