أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: سامر ابو رحمة - غازي الصوراني










رد الى: سامر ابو رحمة - غازي الصوراني

- رد الى: سامر ابو رحمة
العدد: 443745
غازي الصوراني 2013 / 1 / 16 - 12:03
التحكم: الكاتب-ة

رفيقي الغالي الشاب الواعد سامر…في احد لقاءاتي مع الصديق المفكر الماركسي الراحل الاستاذ محمود امين العالم ، سألني : ألا ترى يا رفيقي غازي ان حركات الاسلام السياسي استخدمت كل شعارات الشيوعيين في التعامل مع قضايا الجماهير الشعبية ( المسكن والعلاج والبطالة وقضايا الشباب والمساعدات العينية والزيارات والتشغيل والتكافل…الخ)واستطاعت التوسع في صفوفها وصولا الى ثقة الجماهير بها واحترامها؟ وكان جوابي ..نعم بدون تحفظ او تردد ، حيث استطاعت حركات الإسلام السياسي التفاعل الايجابي مع ظروف المرحلة، بوسائل تنظيمية وجماهيرية وإعلامية ممأسسة، وحققت نجاحات في الانتخابات ، غير مسبوقة في كل تاريخها، على الرغم من أنها تفتقر لبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة ومحدده، لكن العامل الذاتي لهذه الحركات الإسلامية وهو التنظيم ، بكل أبعاده العلنية والسرية ، لعب دوراً أساسياً في ذلك النجاح ، في حين أن أحزاب اليسار والأحزاب الناصرية والقومية ، على الرغم من امتلاكها لرؤى عامة سياسية واقتصادية واضحة، إلا أنها عجزت عن تفعيل العامل الذاتي، الحزب، في سياق الحراك الشعبي والتطور الاجتماعي والسياسي، على الرغم من نضوج الظروف الموضوعية –الاقتصادية والاجتماعية- وحالة الجماهير المضطهدة التي انتظرت طويلاً ثم انتفضت بعفويتها الثورية بعد أن وصلت تراكمات الاستبداد والاستغلال الطبقي حد القطيعة مع السلطة دون استجابة قوية أو مؤثرة من اليسار لقيادة هذه الجماهير صوب تحقيق أهدافها واستكمال مهمات ثورتها الوطنية الديمقراطية، وذلك بسبب تقاعس قوى اليسار وهشاشة دورها وغياب مصداقيتها وعزلتها عن الجماهير الفقيرة التي تأسست من اجلها …وتفاقم ازماتها الداخلية المتواصلة في تراكماتها حتى اللحظة لاسباب كثيرة ، فكرية وسياسية وتنظيمية من بينها الفهم المغلوط ( في النظرية والممارسة ) لمبدأ المركزية الديمقراطية موضوع سؤالك رفيقي العزيز ، وجوابي عليه كالتالي :
ان جمود احزاب وفصائل اليسار وتمترسهم الميكانيكي عند مفهوم المركزية الديمقراطية وغيره من المفاهيم والمقولات الماركسية واللينينية ثم الستالينية بدون مراجعتها ومقاربتها مع خصوصية هذا البلد او ذاك ، وبدون وعي المتغيرات النوعية في مجرى الحياة الانسانية وتطور العلوم والمفاهيم والافكار السياسية والفلسفية والاجتماعية وخاصة عدم وعيهم لمفهوم الديمقراطية بالمعنى الاجتماعي وبالمعنى التنظيمي واولويته جعل من هذه الاحزاب هياكل محكومة لنظم وآليات بالية قديمة غير مواكبة للتطور التنظيمي و للضرورات المعاصرة وظلت اسيرة للادوات والمفاهيم القديمة وفي مقدمتها شكلانية وجمود مفهوم المركزية كما سبق تطبيقه في التجربة الستالينية على الرغم من ان اطروحات لينين حرصت على التطبيق الخلاق للديمقراطية داخل الحزب.
وبالتالي ظلت هذه المظاهر البيروقراطية الضاره ، مترسخة طوال العقود الماضية في جميع الأحزاب الشيوعية وفصائل اليسار ، لأسباب متعددة أهمها يكمن في الطبيعة البنيوية البيروقراطية المأزومة في الإطار القيادي، إلى جانب- وهذا هو الأهم - غياب الوعي العميق لدى كوادر وأعضاء هذه الأحزاب، وضعف الدافعية الذاتية أو الشغف الحقيقي بالحزب ومبادئه وأفكاره ، الأمر الذي راكم عوامل تراجع مفهوم وآليات الديمقراطية في هذه الفصائل والأحزاب ، وراكم أيضاً استفحال ظاهرة البيروقراطية في معظم المراتب والهيئات الحزبية عموماً وفي الهيئات القيادية الأولى خصوصاً عبر هيمنة المكتب السياسي والأمين العام على الحياة الحزبية، وتفرده أحياناً، بما أدى –تاريخياً- إلى إضعاف دور وتأثير اللجنة المركزية العامة باعتبارها الهيئة التشريعية وصاحبة السلطة أو المرجعية الأولى في الحزب في الفترة بين مؤتمرين ، وكان من الطبيعي في مثل هذه الأوضاع البيروقراطية ، وفي ظل غياب الوعي لدى قواعد الحزب، أن تؤدي هذه الهيمنة إلى إضعاف دور الهيئات القاعدية والوسيطة إضعافاً يجعلها تتحوّل إلى هامش في الحياة التنظيمية الداخلية، وحصر مهماتها في تنفيذ الأوامر والقرارات التي تصدرها الهيئات الأعلى في المناسبات والاحتفالات الحزبية ، وفي مثل هذه الاوضاع البيروقراطية الجامدة ، اصبح النص على الديمقراطية دون التقيد بأسسها والوعي بمضامينها ، لا يعني سوى تحوّل وثائق وانظمة ولوائح احزاب وفصائل اليسار إلى شعارات مفرغة من جوهرها، وإلى نوع مبتذل من الممارسة البيروقراطية أو الاستبدادية أو الانتهازية الذاتية والشللية في ظل غياب التطبيق الخلاق للديمقراطية ، وهنا رفيقي سامر من المهم جدا الوعي بأن الديمقراطية في جوهرها تحوي مسألتين:
الأولى : أنها تفترض وجود وتوفر عنصر الوعي أولاً، ومن ثم وجود اختلاف الآراء وتناقضها وتصارعها، وبالتالي فأي نفي لهذا الجانب يسقطها.
الثانية : إن الديمقراطية تنظم اختلاف الآراء للوصول إلى آراء أكثر وضوحاً ودقة، وأكثر سداداً، دون نفي الاختلاف من جديد، وهو اختلاف ارتقائي للحزب إذا ما انطلق منه الوعي بقضايا الحزب وهويته وأهدافه أولاً ، وإذا ما اتخذ مساراً موضوعياً ثانياً، لكن مع استمرار غياب الوعي ، تصبح عملية الاختلاف الارتقائي للحزب مستحيلة.
إن الممارسة الواعية للديمقراطية والاختيار الحر الواعي داخل احزاب اليسار، هي أحد الضمانات الكفيلة بتطبيق مبدأ المركزية تطبيقاً خلاقاً، ويوفر التناسق والانسجام الرفاقي بين الهيئات القاعدية والوسطى والعليا في هذه الاحزاب، بمثل ما يضمن صيرورة التجدد النوعي في صفوف الحزب وهيئاته بعيداً عن كافة المظاهر البيروقراطية والشللية والجمود، بما يحقق الحفاظ على مركزية الحزب وتماسك هيئاته عبر التفاعل الرفاقي بينهما بعد طرد وإزاحة مظاهر وأدوات الخلل فيه.
فإذا كان لينين قد رّكز على المركزية ، وعلى خضوع الأقلية للأغلبية، والأدنى للأعلى، فان فصائل واحزاب اليسار العربي بحاجة إلى وضعها في إطارها الحقيقي ضمن مفهوم أكثر شمولاً للمركزية الديمقراطية، اعتمادا بدرجة اساسية على الديمقراطية الواسعة ضمن تراتبية الأطر التنظيمية ووفق الالتزام الخلاق والمتجدد بهوية الحزب الفكرية وبرنامجه السياسي، لأن التركيز على المركزية وحدها مرادفاً للانضباط والالتزام التنظيميين، وبتجاهل كامل للديمقراطية، سوف يقود إلى إختلال أساسي في مجمل العملية التنظيمية، خاصة في ظل ضعف وتراجع الدافعية الذاتية، والأخلاق الرفاقية التي تقوم على الاحترام المتبادل، ومن ثم ضعف تطبيق مفهومي الالتزام والانتماء الحزبي، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء الظواهر السلبية والانتهازية وبالتالي مزيد من فقدان الحزب لهيبته ومصداقيته .
فالمركزية ، يجب أن تترافق مع الديمقراطية الواسعة. كما أن الالتزام والانضباط لابد أن يلازمهما الانتقاد والحوار الرفاقي الصريح والمباشر والمحترم داخل الهيئات ، وإذا لم يتم تطبيق هذه الآلية أو لم يتم فهمها، فلابد من أن يحدث الشطط، فإذا اخذ جانب المركزية الصارمة فقط، فإن ذلك يعني تبني مفهوم جديد لا علاقة له بمفهوم المركزية الديمقراطية، خاصة وأن مبدأ المركزية الديمقراطية كمفهوم غير قابل للفصل التعسفي، ولا يجوز ان نتبناه كشعار لممارسة فوقية أو بيروقراطية أو أحادية عند اتخاذ القرارات من الهيئة القيادية الأولى أو من رأسها القيادي أو مركز القرار فيها، لأن ذلك التبني يؤدي إلى المزيد من خراب العلاقات التنظيمية والمزيد من تراجع الحزب او الفصيل اليساري على المستوى التنظيمي والسياسي والجماهيري، ولا نظن أن أي مخلص لهذه الاحزاب والفصائل وتاريخها يريد لها مثل هذا المصير.
إن مختلف التجارب قد أثبتت أن علينا إعادة النظر في كيفية تطبيق مفهوم المركزية الديمقراطية ، بما يجعل منه أداة لتطور وتجدد الحزب بعيداً عن كل أشكال البيروقراطية والتفرد والجمود من ناحية، وبعيداً عن كل الممارسات التوفيقية أو المجاملة أو الحلول الوسط من ناحية ثانية.

اخيرا ، لابد من أن أشير إلى أن هذا التوجه المطلوب يقتضي من كل رفيق ، التركيز على الوعي، الوعي بهوية الحزب الفكرية، النظرية الماركسية ومنهجها، والوعي بمكونات واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لأن الثورة أساسها الوعي، وحين يُفتقد الوعي تختلّ العملية كلها، وتفشل الثورات، وتتحوّل قيادة الأحزاب الثورية إلى سلطة بيروقراطية أو رخوة أو هابطة أو قمعية أو توفيقية انتهازية.
فالوعي والأخلاق الرفاقية هما صمام الأمان الذي يحول دون الوصول إلى تلك النهايات المحزنة، وهما اللذان يسهمان – إلى جانب قوة ووحدة التنظيم- في تحديد التصوّرات الإستراتيجية، والخطوات التكتيكية، وتحديد الظرف المناسب والزمان المناسب لتحقيق أو ممارسة أي شكل من أشكال النضال.
بغير ذلك تفشل الأحزاب الثورية، وتتحوّل إلى هوامش، وينتهي دورها التاريخي، ليبقى دورها اللحظي، في المناسبات والاحتفالات الشعبوية، الذي لا يعدو أن يكون دوراً شكلياً أو كمياً، دون أي تأثير حقيقي في السياسة أو في المجتمع ، وقد يتحول –بفعل تهمشه- إلى تنظيم تابع وانتهازي يماليء قوى السلطة أو القوى البرجوازية بدل أن يحاربها، ويقبل قيادة البرجوازية التابعة والرثة، بدل أن يقودها، ويهرب أو يعجز عن طرح قضايا الجماهير الأساسية، إلى الحديث عن قضايا هامشية.
فالديمقراطية بقدر ما تتناقض كلياً مع روح الشللية أو المحاور، فهي ترتقي وتتكرس بالوعي وقوة الدافعية والانتماء والالتزام ، لأنها تعني تأكيد الاختيار الحر، والتعبير الحر، وفق أسس ونظم تؤطر التعبير عن الآراء كما تؤطر الاختيار الحر، وهي أسس لا تستقيم الديمقراطية الحزبية بدونها لضمان سلامة المسيرة الحزبية
....دمت رفيقي سامر


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - -أقنعة الرّهبة والصّمت-، قصيدة تجسّد قسوة الواقع / صباح بشير
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ... / هاني الروسان
- ديما، جودي بحبك، جودي / محمود سعيد كعوش
- رأي الاسلام في تجارة وبيع المياه / عبد الكريم حسن سلومي
- إدوارد سعيد.. إشكالية المكان وصراع الهوية / سليم النجار
- الرُّوحُ جوار (قصيدة) / عبد المنعم أديب


المزيد..... - لماذا تعتبر الصحة النفسية للأم مهمة؟
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- رئيس وزراء فيتنام يجدد دعوته للإسراع بصرف الأموال العامة لدع ...
- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- دخلوا بصحبة أمهاتهم إلى الملعب.. تصرف -لافت- من لاعبي نادي خ ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني - مفكر يساري وماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: معارك ماركسية فكرية حول قضايا راهنة ومستقبلية / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: سامر ابو رحمة - غازي الصوراني