|
نحن في حاجة إلى دراسات مبنية على تجارب وخبرات - عبد الرحمان النوضة
- نحن في حاجة إلى دراسات مبنية على تجارب وخبرات
|
العدد: 440557
|
عبد الرحمان النوضة
|
2012 / 12 / 31 - 14:53 التحكم: الكاتب-ة
|
تحية طيبة، للأستاذ أحمد عصيد المحترم، وللقراء الكرام، وبعد، إسمح لي بأن أقول لك، ومنذ البداية، وبصراحة تامّة، أنك فاجأتني عندما تناولتَ مشكلا سياسيا ثوريا، عمليّا، ومتخصّصا، (ألا وهو : كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ ... كيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها وتوجهها من جديد الوجهة الصحيحة ؟). أعرف أن السيد عصيد أستاذ يُدرّس الفلسفة، ويناضل دفاعا عن الثقافة الأمازيغية، ويساند قيم حقوق الانسان. وأعترف له بنضاله وتضحياته في هذه المجالات. لكني لا أعرف عن السيد أحمد عصيد أنه مُتخصّص، أو مُثابر، في ميدان نظرية الثورة، وعِلْمِها، أو تِقنياتها. ولا أعرف عنه أنه تحمل في السابق مسؤوليات قيادية، أو زعامية، أو مُعتبرة، في حزب ثوري، أو داخل تيار سياسي ثوري. لذا، إسمح لي بأن أتساءل : ما هي المُؤهّلات التي تمكن السيد أحمد عصيد من الأجابة على تلك الأسئلة الثورية، العملية، أو التقنية ؟ ألا تتطلب تلك الأسئلة حدّا أدنى من التجربة الثورية، ومن الخبرة السياسية، ومن الدراية بإشكاليات التكتيك والاستراتيجية في مجال النضال الثوري ؟ لا أنكر على أي مواطن حقه المُطلق في تناول أي موضوع سياسي. لكني أعتقد أن أي مواطن لا يستطيع تناول أي موضوع سياسي، أو نضالي، أو ثوري، وأن يفيد عموم المواطنين، أو المناضلين، إذا لم يكن يتوفّر على حد أدنى من التجربة، ومن الخبرة، في هذه المجالات المُحدّدة. ء من خلال تقديم الحوار، لم أفهم هل الموضوع المقترح، والذي هو : كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ ... وكيف يمكن للقوى الثورية التي قادت الانتفاضات أن تستعيدها ...؟، لم أفهم هل المشكل مطروح على المناضلين في المغرب ألأقصى، أم هل هو مطروح على المناضلين في تونس ومصر. إذا كان الأشكال مطروح في المغرب، فإن الثورة لم تحدث بعد في المغرب، وبالتالي لم يحن بعد الوقت للكلام عن استعادة هذه الثورة. وإذا كان المشكل مطروحا على المناضلين في تونس وفي مصر، فما الذي يؤهل السيد أحمد عصيد المحترم لإعطاء اقتراحات، أو خُطط، أو دروس، على المناضلين في تونس ومصر، علمًا بأن السيد عصيد يعش مباشرة هذه الثورات، ولم يُساهم فيها ؟ ء ورغم ما سبق ذكره، أتفق مع السيد عصيد على بعض مقترحاته، مثل : ء أولا، الدعوة لبناء جبهة موحّدة لمواجهة التحديات القادمة، تشمل اليساريين، والاشتراكينن والليبيراليين. لكن المشكل هو : كيف نبني تلك الجبهة ؟ ء ثانيا، الاستفادة من أخطاء التجربة المصرية، وأخذ العبرة من الطريقة التي يستولي بها الإسلاميون على الدولة. لكن المشكل هو : ما هو تحليلك المُفصّل لتك الأخطاء ؟ ء ثالثا، استمرار الثورة إلى أن تتحقق أهدافها الكبرى ... وترسيخ أسس الديمقراطية بشكل نهائي لا رجعة فيه. لكن المشكل هو : كيف ننجز ذلك ؟ ء وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : تراجع التقسيم التقليدي يمين / يسار، اشتراكي / ليبرالي، لصالح تقسيم جديد يشمل معسكرين لا ثالث لهما، معسكر الحداثيين ومعسكر السلفيين. قد تكون هذه أمنية الكاتب لتبسيط الصراع السياسي في المستقبل، لكن ألاحظ، ومع كامل الأسف، أن مجمل التناقضات الأخرى الموجودة في المجتمع لا تندتر، بل تبقى موجودة، وفعّالة، ومشوّشة. ء وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : أصبحت الفكرة القائلة بعدم المشاركة في الانتخابات لنزع الشرعية عن المؤسسات، أصبحت تلعب بعد الثورات دورا خطيرا لصالح الإسلاميين، بل إنها في مصر كانت وراء نجاح الإخوان والسلفيين بشكل واضح، وكذا وراء صعود محمد مرسي رئيسا للدولة، ووراء تمرير دستور ديني. أتفق مع الكاتب على أن مُقاطعة الاستفتاءات، والانتخابات، أصبحت (في المغرب) عادة، أو تقليدًا آليا، وأنه قد يُشكّل نوعًا من الاستقالة غير المُقنعة، أو غير المُبرّرة. لكنني لا أوافق على أنها تشكل تفسيرًا مقبولا لنجاح الاخوان المسلمين في مصر، أو لصعود محمد مرسي رئيسًا للدولة. أتصوّر أن أسباب نجاح التيارات الاسلامية أكثر تنوّعًا، وتشابكًا، وتعقيدًا. ء وطرح الاستاذ المحترم أحمد عصيد : 5) لأن اليساريين والليبراليين لم يهتموا كثيرا بموضوع الدين في عملهم التحسيسي والتأطيري، معتقدين أن هدفهم المتمثل في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية الشاملة، يمكن أن يتحقق دون الاشتغال من داخل المنظومة الدينية نفسها. قد يكون شيء من الحقيقة في هذا الطرح. لكنني لا أتفق على أن الحل السليم اليوم لإنجاح الانتقال نحو الديمقراطية يفرض على المناضلين، وعلى الثوريين، الاشتغال من داخل المنظومة الدينية نفسها. بل على عكس ذلك، أعتبر أن كل من يتقيّد بمنطق المنظومة الدينينة، فإنه يصبح أسيرًا لها، ومُسْتَلَبًا من طرفها، ولن يستطيع التحرر منها. ء لا أنازع الاستاذ المحترم أحمد عصيد في تناول المواضيع التي تهمه. لكنني أود إثارة انتباهه، وربّما انتباه بعض القراء، إلى أنه حينما نريد خوض نقاش جدّي، في مواضيع دقيقة، ومصيرية، فإن الأمر يستوجب على من يريد أن يحدّثنا فيها، أن يتوفّر على حد أدنى من التّخصص، والتجربة، والخبرة، في المجالات المزمع الكلام فيها. مع تحياتي، وتقديري، واحترامي الخالص، للأستاذ أحمد عصيد، ولكل القراء. ء
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ / أحمد عصيد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور
/ محمود العياط
-
المطر *
/ إشبيليا الجبوري
-
حكاية سورية بنكهة كورية - 1
/ شكري شيخاني
-
الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات!
/ عبد المجيد محمد
-
حول قرار محكمة الجنايات الدولية
/ فتحي علي رشيد
-
عبد الحق
/ محمد طالبي
المزيد.....
-
لا تهمل هذه النصائح مع تناول الحبوب الكاملة
-
كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا
...
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
-
حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
-
وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
...
-
أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير
...
المزيد.....
|