أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل هناك من نص مقدس؟. / سعيد ناشيد - أرشيف التعليقات - رد الى: الحبيب بن علي - سعيد ناشيد










رد الى: الحبيب بن علي - سعيد ناشيد

- رد الى: الحبيب بن علي
العدد: 409127
سعيد ناشيد 2012 / 8 / 28 - 11:08
التحكم: الكاتب-ة

تساؤلك عزيزي الحبيب بن علي مدخل لمعاودة التفكير. فعلا، إلهنا أصبح مكفهرا كما قلتَ، وهذا يعني أن صورة الإله خاضعة لتحولات الوعي الإنساني بحسب تطور المجتمع. أتذكر الآن أن حديثا نبويا يقول : -كما تكونون يول عليكم-. بودي أن أعدل العبارة لأقول : كما تكون آلهتكم تكونون. بمعنى، بقدرما نتصور الإله كائنا متسامحا منفتحا ومتفهما فإننا نصير بدورنا متسامحين منفتحين ومتفهمين. وحين يكون إلهنا سريع الغضب، كأن بهتز عرشه لمجرد قبلة رطبة بين عشيقين، فإننا نصير مثله. وهذا هو حال المزاج السلفي اليوم.
المشكلة على وجه التحديد أن النص القرآني يتضمن صورتين متباينتين للإله، صورة الإله العاشق والحكيم والمتعالي والغني عن العالمين (وهي صورة إله الفلاسفة والمتصوفة)، وصورة الإله المقاتل والذي يرضى ويغضب ويحرض ويعاقب (وهي صورة الأنبياء العبرانيين). الإله العاشق والحكيم يمثل مستوى العقيدة الأصلية؛ طالما داخل العقيدة ليس مطلوبا غير العشق من دون شروط. ومثل هذا العشق هو مطلب مطلق، فوق التاريخ وفوق القوانين وفوق الدولة. وفي المقابل فإن الإله المقاتل يمثل مستوى الشريعة الفرعية؛ لأن في مستوى الشريعة لا غنى عن السيف (أو العصا أو السوط). لكن، إن كان العشق فوق التاريخ، فإن السيف (بمعنى السيف الذي يسبق العدالة، والسيف الذي لوح بأنه سيقوم عمر إن رأى فيه اعوجاجا، والسيف الذي يحسم الخلاف حول الخلافة...) ينتمي إلى مرحلة ما قبل نشوء الدولة، وبالتأكيد ما قبل نشوء دولة المؤسسات.
الأمر شبيه بالأدوات الصناعية التي يتحدث عنها القرآن الكريم، والتي تنتمي إلى مرحلة ما قبل الحضارة الصناعية، ولا يمكننا أن نصر على استعمالها لمجرد أنها مذكورة في القرآن.
وبالمناسبة، نتذكر كيف كان العصاب الوسواسي يبلغ ببعض الجماعات الجهادية في القرن الماضي، حد التدرب على المسايفة والرماية امتثالا لأوامر النص القرآن، والذي لم يتحدث عن القتال إلا باستعمال تلك الأدوات البدائية. لكن وفي المحصلة، فهم الجميع في الأخير أن النص القرآني -على الأقل في هذه الجزئية- يخاطب قوما عاشوا قبل أربعة عشر قرن. هذا الرأي يمكن تعميمه ليطال مستوى الشريعة برمتها. مثلا، نحن اليوم لم نعد نقبل العقوبات التي تنتهي إلى بتر الأعضاء البشرية، حتى الإسلاميين لا يقبلون هذا، ويشعر الجميع بأننا غير معنيين بتبك الأحكام التي تنتمي إلى مرحلة ما قبل ظهور المؤسسة السجنية.
وإذا وسعنا الدائرة أكثر، سنقول بأن الإله المقاتل والذي تهيمن على شخصيته -النفس الغضبية-، بلغة أفلاطون، لن يستطيع تخطي عتبة الحداثة؛ فهو مرتبط بفروع شريعة تناسب عالم ما قبل نشوء الدولة.
الخلاصة، نحن معنيون فقط بصورة الإله الحكيم والعاشق والمتعالي والغني عن العالمين، وهو التصور المرتبط بأصول العقيدة. وهنا يكمن جوهر الإصلاح اللاهوتي الذي نبتغيه.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل هناك من نص مقدس؟. / سعيد ناشيد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - ما بينَ حِصَارٍ وحِصَارٍ / ريتا عودة
- شرف النزاهة / مصطفى حسين السنجاري
- سمة القطيع / عايد سعيد السراج
- صباحات مهدورة / بشير الحامدي
- صنع في النجف رقم 3 / رياض رمزي
- أسكن في الاحتمال / حكمت الحاج


المزيد..... - ترامب: لا ناجين في حادث اصطدام الطائرة بالمروحية فوق نهر بوت ...
- الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وق ...
- مغنية راب سودانية.. صوت يصدح أملا في زمن الحرب
- حماس: مستمرون حتى إفراغ السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطي ...
- تردد قناة وناسه أطفال على الأقمار الصناعية النايل سات والعرب ...
- غزة تشهد إطلاق سراح رهائن إسرائيليين جدد من أمام منزل يحيى ا ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سعيد ناشيد- كاتب ومفكر حر من المغرب - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل هناك من نص مقدس؟. / سعيد ناشيد - أرشيف التعليقات - رد الى: الحبيب بن علي - سعيد ناشيد