أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: حسام القطلبي - ياسين الحاج صالح










رد الى: حسام القطلبي - ياسين الحاج صالح

- رد الى: حسام القطلبي
العدد: 159882
ياسين الحاج صالح 2010 / 9 / 5 - 20:54
التحكم: الكاتب-ة

إجابة لحسام القطلبي
أشكرك حسام
بصورة تخطيطية، يبدو لي أنه خلال العهد السابق تعين على اليسار أن يكون -ديمقراطيا-، مع بروز العنصر الليبرالي في ديمقراطيته بسبب الطابع -الاشتراكي- اقتصاديا والاستبدادي سياسيا للنظام. ومنذ أواسط السبعينات فعلا عمّ الطرح الديمقراطي مراتب اليساريين السوريين، ومعه تراجعت النرجسية الحزبية أو تقديس الذات، وإن تأخر عنهما حزب العمل الذي، للمفارقة، نشأ نشأة ديمقراطية أكثر من غيره، لكنه فضل أن يعرف نفسه بلغة الثورة الاشتراكية ويتشكك في الديمقراطية ودعاتها الموصوفين بأنهم -ديمقراطيون ثوريون- (وهذه نسبة إلى الشيوعيين الخالصين مثل مرتبة صف الضباط نسبة إلى بالضباط). وفي الوقت نفسه كان يعرض درجة لافتة من الثناء على الذات ومخاصمة الغير والحط من شأنهم. لكنه اقترب من التوجه الديمقراطي العام منذ أواخر الثمانينات. وفي فترة -ربيع دمشق- (2000-2001) كانت العلاقات بين المجموعات الحزبية والإيديولوجية السورية إيجابية وأقرب إلى التعافي من أي وقت سبق (أو تلا).
بدءا من 2003، وأكثر بعد 2005، أخذت البنية الاقتصادية الاجتماعية السورية تشهد تحولات نوعية معاكسة لما كانت سارت عليه منذ أواخر الخمسينات. هنا لم يعد الطرح الديمقراطي الليبرالي كافيا. ازدادت الحاجة إلى تركيز أكبر على البعد الاشتراكي للفكرة الديمقراطية. هذا لم يجر عند أحد. عند حزب الشعب الديمقراطي (وريث الحزب الشيوعي – المكتب السياسي) ظل مسألة السلطة هي محور العمل السياسي، وتاليا ظل العنصر الليبرالي المضاد للاستبداد ناميا في الفكرة الديمقراطية. ومثل ذلك بصورة ما عند حزب العمال الثوري وطيف من معتقلي حزب العمل السابقين. مقابل هذا الطرح برز طرح يدين الليبرالية إيديولوجيا، ويتهم الطيف المشار إليه للتو في وطنيته، ويتبنى البلاغة الممانعة التي تعرف الوطنية بدلالة الخارج. وللأسف كان هذا خيار حزب العمل -الجديد-، إن جاز التعبير.
لكن ما يكمن في أصل هذا الاتقسام المستمر والمتجدد في رأيي هو بنية المجتمع السوري ومستوى اندماجه الوطني والنضج السياسي المتاح لنخبه ومستوى الثقة المتحقق بينها. لا يمكن لتخاصم لم يهدأ، عمره فوق ثلاثين عاما، أن يكون بين قديسين وشياطين، بين شهداء أبرياء ومعتدين أشرار على ما يوحي إعلان حزب العمل الأخير عن انسحابه النهائي من -إعلان دمشق-. لا يعقل أن يكون هناك طرف أو أطراف كانت طول الوقت ترتكب الأخطاء وتراكم الإساءات وتتآمر، وطرف وطني مخلص خيِّر كان لا يفعل إلا الأشياء الصحيحة، ويتحمل بروحية الشهداء مؤامرات الليبراليين المشكوك بوطنيتهم. هذا كلام مؤسف، بل معيب. وهو مصدر تسميم للبيئة المعارضة وتعميق لأزمة الثقة في أوساطها.
كل هذا لا يمس حق حزب العمل في ترك إعلان دمشق. أصلا الإعلان تشكل في لحظة مشحونة جدا من تاريخ البلد. التحالفات تعقد في أوقات الأزمة الوطنية. هذا ما حصل عام 2005، وهذا هو الصحيح. وإعلان دمشق انعقد حول فكرة التغيير السياسي في البلد. بعد قليل، سنة أو سنة ونصف، تغيرت البيئة السياسية التي كانت في خلفية الإعلان، ولم يعد التغيير فكرة عملية. وهذا يعني أن الإعلان انتهى موضوعيا، وإن استمر ذاتيا كإطار تنسيق لمن يرغب من قواه. يعني التاريخ لم يقف عن لحظة إعلان دمشق، وعلى المعارضين النظر إلى الأمام لا على الوراء. من شأن الوقوف عند لحظة إعلان دمشق أن يعني الوقوف عند لحظة منقضية، ربما صارت طللا، على ما هو الحال بخصوص التجمع الوطني الديمقراطي الذي أنشئ عام 1979 غداة أزمة وطنية خطيرة أيضا، ثم تغيرت كل البيئة السياسة حوله، وانتهى عمره الافتراضي، ولم يعرف أن يموت.
وما دمنا في مرحلة جزر سياسي، فالبديل عن كل ذلك هو بناء الذات، والتقليل من الجلبة، وتجنب المساهمة في تسميم الأجواء العامة، إن لم نقل العمل على تنظيفها. ومن بناء الذات استعادة التفوق الأخلاقي، وإظهار قدر من الانضباط النفسي والسلوكي، والتحول من النق إلى النقد، والعمل على تطوير السوية الفكرية للناشطين المعارضين. ورأيي أنه ينبغي إعادة بناء السياسات المعارضة حول التحولات الاجتماعية الاقتصادية. الممانعة كاذبة، والاقتصار على الديمقراطية الليبرالية غير كاف.
هذا ما قد يتيح استعادة زمام المبادرة، وربما التغلب على المناقرات الإيديولوجية التي لا تنتهي.
لكن أعود إلى القول إنه ليس هناك أشرار وأخيار. هناك بنية مجتمعية سورية تشكل الخصومات الإيديولوجية انعكاسا لها وليست بحال في موقع المبادرة إلى تغييرها، وهناك سوية من النضج السياسي ومن الثقة الوطنية متدنية بحيث تدبرت دوما أن تجدد نفسها من وراء اختلاف الإيديولوجيات طوال أكثر من جيل كامل.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - ازدواجية المعايير في النظر إلى البرامج النووية: إيران تُدان ... / قاسم محمد داود
- حمار مقابل ازدهار اقتصاد (هدية ترامب) / صابرين ستار جبار
- الحرب الحالية وحرية التعبير / طارق فتحي
- الفرصة الأخيرة يا عرب!! / احمد جمعة
- في زمن الارتباك: لا حياد مع جرائم الصهيو-امبريالية / دينا الطائي
- مديات..تحالف روسيا والصين مع ايران / ليث الجادر


المزيد..... - عاشوا في بيوت برجية.. مدينة -إيمت- تكشف عن حياة المصريين قبل ...
- قابلوا -رجل التنين-.. أحد أسلاف البشر الأوائل على ما يبدو
- ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير -قوة ناعمة- في صا ...
- قامت هذه البلدة الأمريكية ببناء -مكتبة للكلاب-.. ماذا يوجد د ...
- وزير خارجية إيران مهددا أمريكا بعد ضرباتها على مواقع نووية: ...
- إسرائيل: الهجوم الأمريكي على إيران تم بالتنسيق معنا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: حسام القطلبي - ياسين الحاج صالح