أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر جزائري - أوجاع في ليل أزرق














المزيد.....


أوجاع في ليل أزرق


سمر جزائري

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


ذاتُ ليلة جلستُ انظر الى السماء طويلاً و لم ادرِ كيف رفعتني اليها وكيف في لحظة لا ُتـتاح حتى للنـٌساك وجدتني في عالم ساحر خلاب , في ليل ازرق تتلآلآ انجمه البيضاء على صفحات الكون الفضية؟ فتهتُ وسط زحام النجوم والكواكب و شعرتُ حينها ان هذا الليل الادمي يوجعني بهدوءه ,, فلملمتُ نفسي هكذا, هكذا كالجنين الذي يدري ان الحياة ليست سوى فقاقيع لماعة زائلة لامحالة وقلوب مفعمة بالشهوات متصحرة لاتنبت فيها الازهار والرياحين وعقول كالبهائم مشغولة بطيب المرعى ,, حتى البهائم غالباً ما تُـشفق لجهل البشر,, واذان لاتصغي إلا لايقاع الانخذال والهبوط حتى القاع؟

شعرتُ بأن هذا الليل يوجعني بلذته وهو يحدثني حديث النفس عندما يرخى الصمت سدوله ,, فيصرخ صوتا من داخلي يهشم الاضلاع بأن تكلمي , صرخة حادة يتردد صداها الموجع في فراغ الابعاد الموحش؟ فتقول روحي مالا تقوله الاشياء والاشكال والوجوه. تقول ان الحياة محض امنية وسراب من فوضى الرغبات ,, عتمة تستحيل الى صمت مخيف لامتناهي وخوف لامرئي. تقول بأني عندما انكسر امامهم كعصفور مبلل لا يقوى على الطيران يشعرون بلذة عميقة لايشعر بها من هو مثلي في قفص تفوح منه رائحة الحزن والوجع ... والانتظار,, كصاحب الرؤى الذي ما ان مد اصبعه في فراغ هذا العالم الصدأ حتى لامس صخورا منسية من ازمنة جرداء,, فتحلق عيناي كالجناحان في الافق البعيد باحثة عن طريق يوصلني الى هناك..وتغادر روحي جسدي تماما كما يغادر الطير عشه فلا اغنية يتردد صداها مادامت كل الاغاني أوهام ,, ولا صوت بشر يحمل عمق محبة,, ولا زقزقة عصفور,, ولا روحا تستبقيني هنا .. لاشيء, لا احد سوى ايادٍ تلٌـوح بالوداع الى اللاشيء وباباً موصدة الى الابد. وهكذا كان يصغي الليل لحديثي
على طول حافة الكون تنتشر بقايا من بقايا الروح. الروح التي تتلاشى امام احزان قد مدٌها الافق غيوماً لا تنز عن فرحٍ ,, فتستحيل هكذا الى مشانق ,, تقف متهيبة كــ "غصة" في الحلقوم لا سبيل للحياة إلا بخروجها ؟ لو لم يكن للروح قلب خافق ألم يكن بإمكانها ان تحيا بقلب نابض ,, فقط؟ في عالمنا الهش الرخو نغدو كالمجانين !! ألآننا مجانين حقاً ؟ أم لآن الجنون هو سر الوجود ؟ وهذا الوجع الذي توارثناه جيلا بعد جيل هل هو سر ديمومتنا منذ الابد ؟ تصدٌع في كل مكان وليس هناك ثمة تفسير لكل شيء,, هل لآن اهمية الاشياء التي تحدث قليلة؟ هل التواطوء مع الاخرين هو ماينقل علاقتنا من الحياد الى المخاطرة "سؤالا طرحه في سالف الايام احد الاصدقاء" ؟ نعيش عالم الصمت,, ألآن للصمت سبيلا الى الذات ؟ وهل ندري ان للصوت هيبته الاتية من عزلة الصحارى ؟ عالم اغتصاب لكلا الجنسين يقنن بورقة زواج ,, عالم نتقيء فيه المرارة عندما يـُفقد الشباب والالق فلا شيء يمنح شبابك عمرا ولا عمرك شبابا فلن تعد هناك ولا هنا ولا شيء امامك سوى العدم ولا اثر لوجود الزمن خلفك واقف على حافة الهوة العميقة ,, خائف مرتجف فمن ذا الذي تعترف له بضعفك قبل قوتك بسيئاتك قبل حسناتك تتعرى امامه دون ان ينتقص منك او يشوهك او يحاربك بمساوئك ؟ جميعهم يعانون وجميعهم يقتفون خطى الذئاب
ومازلتُ هكذا حتى اخذ الليل يراقصني ويهمس لي .. تمسكي بمساحة النور في داخلك بعيدًا عن التشتت وتعالي اليٌ محلقة وانت ترتدين ثوب ذاتك لتبنين مملكة الربيع ,, انشدي لحناً يخترق جبروت الصمت وعظمته وتأملي نفسك الحية المتيقضة في جزيرة الاموات المهجورة,, تأملي روحك المتمردة كأله طائر لا ينافس إلا الهة الصقور ولا يضرب طيرا ضعيفا جائع. إحملي اوتارك الي وغني لي و ارقصي على النبض واقيمي عطرك الدافئ ابداً واصغي لتلك القلوب المحترقة منذ االف عام ومافتئت تبتسم .. ولا تخدري حواسك ,, فلا تستطيعي ان تلامسي غروب الشمس ولابزوغ الفجر ولا فرحة الصباح او سحر الليل ودفئه وتجلدي بالامل وحركي الزمن الراكد حولك, المعفٌـر بتراب الخطيئة واظهري وداعتك المخفية تحت نسيج العنكبوت ويكفيك التقصي في همهمات العيون لتقرأي مالايقال. إنك هناك واقعاً حين فقد الاشياء حقيقتها وتصطبغ الوانا غريبة بشعة



#سمر_جزائري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مركز - الخير- في الكون ؟
- لحظة تأمل


المزيد.....




- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...
- جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع ...
- نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
- الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد ...
- حبس فنانة مصرية 3 سنوات
- راسل كرو.. لماذا انطفأ نجم صاحب الأوسكار وأصبح يعيش في الماض ...
- أحداث مليئة بالإثارة والتشويق في الحلقة 178 من مسلسل المؤسس ...
- الكاتبة الروائية (ماجدة جادو) ضيفة صالون الفنان -مصطفى فضل ا ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر جزائري - أوجاع في ليل أزرق