أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - العراق بين احتلالين














المزيد.....

العراق بين احتلالين


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و نحن نستذكر ثورة العشرين التي قام بها الشعب العراقي ضد الاحتلال الانجليزي للعراق بعد الحرب العالمية الاولى 1914__1918 لابد من الاشارة الى الاسباب المباشرة وغير المباشرة التي ادت الى اندلاعها.
فعندما قامت الحرب المذكورة رفعت المراجع الدينية شعار الجهاد الى جانب الحكومة العثمانية ضد المحتل الانجليزي (الكافر) ,الا ان جذوة هذا الحماس الذي يولده مثل هكذا شعار سرعان ما خبت بسبب ممارسات العثمانيين السيئة بالاضافة الى تردي الاوضاع الاقتصادية .
و لما تم للانجليز احتلال العراق فرح الناس بسبب خلاصهم من حكم دولة متخلفة بكل المقاييس و قد ظنوا ان عهدا جديدا من الرفاه قد أبتدأ.
الا ان هذا الحال سرعان ما تبدلت لجملة عوامل منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي. اما الداخلي فقد تبين ان الوعود التي اطلقها الانجلبز ابان الحرب من انهم جاؤوا محررين لا فاتحين انها كانت باطلة .كما لعب التضخم النقدي و ارتفاع الاسعار و بشكل خاص المواد الغذائية الاساسية مما اضر بفقراء الشعب الذين يمثلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي. هذا اضافة الى الممارسات القمعية للحكام ادت الى زيادة التذمر خصوصا بين العشائر لان الانسان العراقي يعتز بكرامته الشخصية ولا يتورع عن فعل اي شيء في سبيل الثار لها.يضاف الى ذلك دور الموظفين الذين كانوا يعملون لدى الاتراك من مدنيين وعسكريين فقد ازداد تذمرهم بعد ان فقدوا وظائفهم مع سقوط الدولة العثمانية مما جعلهم مادة للتذمر على الوضع الجديد.
ومن العوامل الخارجية الدعوة التركية الى وجوب الجهاد ضد المحتل (الكافر). بالاضافة الى دور الجرائد الوافدة من سوريا وهي تنقل اخبار الانتصارات العربية خصوصا اخبار الثورة المصرية بقيادة سعد زغلول مع قيام الشريف حسين الذي كان يحكم سوريا في تحفيز الضباط العراقيين الموجودين هناك للثورة على الانجلبز ودعمهم ماديا ومعنويا.وكان للدعاية البلشفية دورها البارز حيث كانت تؤازر الشعوب المستعمرة بكل الوسائل وقد كانت الدعايات عن ثورة اكتوبر 1917 عن طرق زوار العتبات المقدسة من الايرانيين.
هذه العوامل وغيرها ادت الى قيام الشعب العراقي بالثورة على المحتل مما ادى الى قيام دولة ملكية دستورية برئاسة احد انجال الشريف حسين.
حاول الانجليز قمع الثورة بالطرق العسكرية الا ان الضربات الموجعة التي وجهها الثوار لقواتهم اقنعتهم بوجوب التنازل و القبول بمطالب الشعب ولو عن طريق تأسيس حكومة موالية لهم.
و بالفعل تم تتويج الشريف فيصل ملكا غلى العراق ليمهد الطريق لاجراء انتخابات المجلس التاسيسي ليقوم هذا المجلس توضع دستور للبلاد و التوقيع على المعاهدة العراقية_البريطانية.
الا ان الانتخابات لم تجر بسلاسة للمعارضة الشديدة التي ابداها الشعب عليها وخصوصا المراجع الدينية لشعورهم ان المحتل يريد استبدال الاحتلال المباشر بحكم موالي له.
وقد حاول الانجليز اللعب على ورقة الطائفية على قاعدة فرق تسد لكنهم لم يفلحوا بسبب طبيعة المعارضة حينذك .
و ما اشبه الليلة بالبارحة فقد جاء الاحتلال الانجلو_- امريكي في نيسان 2003 بحجة تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية الصدامية غير ان المحتل نجح هذه المرة نجاحا باهرا في اللعب على الورقة الطائفية بسبب طبيعة معظم القوى العراقية الفاعلة ,سواء كانت داخل ما يسمى العملية السياسية ام خارجها.
فمن هم في العملية السياسية واخص بالذكر قوى الاسلام السياسي بشقيه السني و الشيعي يبرر وجوده بالأعتياش على الطائفية وحجج الدفاع عن مصالح طائفته لتحقيق مصالح جزئية ومحلية ضيقة .
اما القوى التي رفعت السلاح ضد الاحتلال بأستثناء بعض القوى المتطرفة الدينية فهي رفعت شعارات اسلامية وان كانت معظمها غير اسلاموية بالأصل لكنها اضطرت الى ذلك بسبب ازمتها الأيدلوجية وايضا لمحاولة ركوب الموجة الدينية مما زاد من من حدة الاستقطاب الطائفي .
غير ان هذا لا يعني ان التيار الوطني العراقي التقدمي الخالص غائب عن الساحة فقد بدا هذا التيار ينمو ويتوسع بشكل سريع كرد فعل على الأستقطاب الطائفي لتصحيح مسار الوضع السياسي ولياخذ دوره الطبيعي في الحياة السياسية و ستشهد المرحلة القادمة بروزه بقوة وفاعلية .



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤامرات ودسائس
- ماذا لو خرج الامريكان من العراق ؟؟
- الدولة العراقية ما بين العولمة و الاسلمة
- السبل الكفيلة لبناء دولة ديمقراطية علمانية في العراق
- لنستخلص العبر والدروس من انقلاب 8شباط 1963 الاسود
- حول الستراتيجية الجديدة للرئيس بوش
- ملاحظات حول المصالحه الوطنيه
- العقليه الاقصائيه لاحزاب الاسلام السياسي
- الطائفية الاسباب والنتائج و كيفية النعاطي معها
- الحوار الهاديء سبيلنا للخروج من المحنة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - العراق بين احتلالين