أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - السيد راضي الراضي والبرلمان العراقي!














المزيد.....

السيد راضي الراضي والبرلمان العراقي!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقف قبل أيام السيد رئيس لجنة النزاهة القاضي راضي الراضي أمام البرلمان العراقي ليستجوب من السيد صباح الساعدي عضو البرلمان ورئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي, وهو من كتلة الائتلاف العراقي الموحد. وقد حدث ما حدث في هذه الجلسة التي تعودنا على مشاهدتها في ظل هكذا برلمان يقوم مبدئياً على أساسين خاطئين هما:
1. القوائم المقفلة, و2. المحاصصة الطائفية, كما هو حال مجلس الوزراء والوزراء وأجهزة الدولة الراهنة. وهيئة النزاهة هي الهيئة الوحيدة التي تخلصت, كما يبدو, من المحاصصة الطائفية, ولكن هذا الأمر لم يُسر ويفرح من يعتمد الطائفية مبدأ وأداة في عمله السياسي ومن يستسيغ أموراً اخرى!
لم أتعرف على السيد راضي الراضي شخصياً ولم التق به, ولكن قرأت له وسمعت عنه ومنه عبر أجهزة الإعلام السمعية والبصرية ما يساعدني على تكوين رأي بشأن هذا الإنسان العراقي الذي يحتل موقعاً يعتبر عدواً مباشراً لكل الفاسدين والمفسدين في أرض العراق, وبالتالي يسعى هؤلاء جميعاً إلى مناهضته وإسقاطه, كما أنهم يتصيدون أحياناً غير قليلة في الماء العكر ويتربصون به وبهيئة النزاهة, ومن يعمل يمكن أن يرتكب خطأ ما سواء هو أو أحد أعضاء هيئة النزاهة.
المهمة التي أنيطت بهذا الرجل ثقيلة جداً في ظل بلاد يسود فيها نظام متكامل من الفساد المالي والإداري منذ زمن البعث وصدام حسين ورهطه باعتبارهم أكثر الجماعات فساداً وإفساداً في العراق, وهم الذين كرسوا هذا الفساد كنظام معمول به ومفروض على المجتمع ومقبول منه على أساس "أخاك مجبر لا بطل".
زادت سلطة الاحتلال بقيادة بول بريمر, المستبد بأمره والفاسد إدارياً حتى النخاع, ويقال مالياً أيضاً, والشركات الأجنبية العاملة في العراق, وخاصة القادمة مع قوات الاحتلال من الولايات المتحدة, وخاصة تلك التي كان نائب رئيس الولايات المتحدة رئيساً لها فترة غير قصيرة (هالبيرتون) من تكريس الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة وفي المجتمع. واستكمل هذا النظام بالعمليات الإرهابية التي كانت ولا تزال توظف الملايين الكثيرة من الدولارات القادمة من وراء الحدود البعيدة والقريبة لممارسة نشاطها الإرهابي بشتى السبل مستخدمة قاعدة الجزرة والعصا, تماماً كما كانت تمارس من قبل سلطة صدام حسين ولا تزال تمارس من أيتامه من بعده في العراق.
المهمة الثقيلة التي أنيطت بهذا الإنسان يفترض أن ترتبط مباشرة بجهاز القضاء العراقي الذي يفترض أن يكون مستقلاً. كما يفترض أن يجد له سنداً في السلطة التشريعية لكي يستطيع تأدية مهماته. ويبدو أن الأمرين مفقودان في العراق, فلا القضاء العراقي يمتلك القدرة على ممارسة الدعم الكافي, ولا مجلس النواب الذي لا يمتلك الحصانة الكافية لممارسة ذلك, بل أن الوقائع تشير على أن قوى في مجلس النواب تحاول إبعاد هذه الشخصية عن هذا الموقع وإدانته بشتى السبل.
لا أملك أدلة ضد السيد راضي الراضي تساعدني على اتهامه, وكل إنسان برئ حتى تثبت إدانته. ولكن السيد راضي الراضي امتلك حتى الآن الشجاعة والنزاهة وقدم ألف دليل ودليل على عدد كبير من الفاسدين والمفسدين في العراق, وما برح يطالب بمحاكمتهم علناً ولا يخشى في الأمر لومة لائم. طالب الرجل بتقديم وزراء سابقين إلى المحاكمة بعد أن استكملت ملفاتهم. وطالب برفع الحصانة عن وزراء حاليين لنفس الغرض, كما طرح ملفات عن عائلات قدمت تضحيات غالية في النضال ضد نظام صدام حسين, ولكنها بدأت تغتني دون وجه حق, كما يقال علناً وفي الصحف وأجهزة الإعلام, بالسحت الحرام وبإصدار قرارات منح دور وعقارات لها. كما أن البعض الكثير من أعضاء مجلس النواب مشمول بتلك المسائل! والإجراء الصحيح هو تدقيق تلك المعلومات والأخبار من جانب مجلس النواب ومجلس الوزراء وليس استجواب رئيس لجنة النزاهة, فهل توجد وراء هذه الضجة بعض الأهداف المعروفة لنا؟
يبدو لي أن هذا الاستجواب يهدف إلى تحقيق غايات ثلاث, وأتمنى أن أكون مخطئاً:
1. إبعاد رئيس هيئة النزاهة عن رئاسة النزاهة لتوفير أرضية لتوجيه ضربة قاضية له وللنزاهة في العراق وتكريس نظام الفساد المالي والإداري السائد حالياً.
2. شمول هذه الهيئة بالمحاصصة الطائفية أيضاً وعرقلة عملها وسحب وإتلاف كافة الملفات .
3. اختيار شخص من قائمة الائتلاف العراقي الموحد على رأس هذه الهيئة بما يحقق أو يستجيب لإرادة قوى الائتلاف وينهي وجود ملفات غير قليلة في مجالات النفط في الجنوب والوزارات الطائفية وغيرها.
هناك الكثير من الأسئلة التي تواجه المجتمع العراقي, منها مثلاً: هل توجد في المجتمع العراقي في هذه المرحلة الحرجة والمعقدة والمتشابكة من تاريخ العراق قوة شعبية واعية قادرة على منع حصول هذه الغايات الثلاث على اقل تقدير؟ هل في مقدور المثقفين العراقيين والأحزاب الوطنية والديمقراطية التي ترفض الطائفية السياسية ومحاصصاتها المقيتة أن توقف رغبة وإرادة قائمة الائتلاف العراقي الموحد في مجلس النواب لتغيير رئيس هيئة النزاهة وتدمير حياته ومستقبله وسمعته؟
علينا أن نجرب ذلك بما نملك من قناعة بنزاهة الرجل لا لكي يقال بأننا قصرنا في الدفاع عن هذا الرجل النزيه, بل لكي لا يقال عنا أننا سكتنا عن الحق وعن هدر أموال الشعب, والجميع يعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس, فهل نحن كذلك؟



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا صحيح يا دولة رئيس مجلس الوزراء؟
- هل من حراك جديد في العملية السياسية العراقية؟
- أسبوع المدى الثقافي وحوارات الأجواء الديمقراطية
- لننحني خاشعين أمام ضحايا حلبجة !
- -عراقيون أولاً- وتأسيس مجلس الثقافة العراقي !
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي
- جرائم بشعة يتركبها المجرمون التكفيريون العرب بحق الأيزيديين! ...
- السلطة والمثقف في مسرحية -عاشق الظلام-
- ماذا ينوي مقتدى الصدر فعله في العراق بعد عودته ثانية؟
- هل هناك نقد لموقفي في المؤتمر أم محاولة للإساءة والتشويه ؟
- هل ظلال صدام حسين تهيمن على سياسة وزارة الداخلية العراقية ؟
- ينما تمتد الأصابع الأمريكية يرتفع الدخان وتقام الجدران العاز ...
- هل من سبيل لمواجهة الإرهاب في العراق؟
- هل من سبيل إلى ممارسة النقد في الحياة السياسية العراقية؟
- هل من ثقة قائمة بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية؟
- هل السلطات الثلاث في العراق في غيبوبة تامة؟
- لقاء صحفي بين صحيفة آلاي آزادي الأسبوعية والدكتور كاظم حبيب
- حول مشروع القانون الجديد لحقوق وامتيازات مجلس النواب!
- !مشروع قانون اجتثاث البعث والعملية السياسية في العراق
- هل من قرع متواصل لطبول الحرب في منطقة الشرق الأوسط؟


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - السيد راضي الراضي والبرلمان العراقي!