أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - امراءة بين ذئاب الحياة














المزيد.....


امراءة بين ذئاب الحياة


سعيدة لاشكر

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 09:00
المحور: الادب والفن
    



ماذا سأفعل؟ إلى أين أذهب؟ بمن سأستجير؟ وكيف سأعود مجددا للبيت خالية الوفاض؟ كيف سأقابل عيونهم الحزينة وأياديهم الناعمة؟ ياإلهي عشرات المرات وأنا أعبر هذا الشارع, حفت قدمي من كثرة المشي, وتعبت عيني من كثرة السهر على آلة الخياطة, أتساءل إلى ماذا ستؤول الأمور بعدها؟ وأين كان كل هذا مخبئا لي؟ في أي داهية كان كل هذا مكوما ليسقط علي كومة واحدة؟ ليتني كنت أعلم أن السعادة لا تدوم والإستقرار لا يدوم والسلام لا يخلد طويلا فمهما طال الحب والسعادة والأمل ففي يوم لا محالة ستسقط تلك الستارة الواهية الشفافة التي تحجبنا عن المصائب وتحجب عنا لهيب الأوجاع, وعندها نكون وجها لوجه أمامها سنحاول الهرب والفرار لكنها بالتأكيد ستلاحقنا وتطاردنا سنجري بكل قوتنا إلى أن نتعب, وتكل أقدامنا, وعندها هي ستستغل الفرصة, فتنقض علينا انقضاض ليس بعده انقضاض,

ومع ذلك نتحلى بالصبر وننسى, لكني مهما حصل ومهما طال الأمد, لن أنسى أبدا تلك اللحظة التي أنبأني فيها محسن ذلك الصديق الوفي الذي قدم لنا يد العون حينها أن زوجي قد فارق الحياة, بعد تعرضه لحادت رهيب, لا زالت نبراته المكسورة تجلجل كياني ولا زال صدى كلماته يغزو أعماق نفسي الساحقة, كانت صدمة كبيرة لي خاصة في هذا السن, وخاصة أن لي أطفال كيف سأعيلهم؟ كيف سأنفق عليهم؟ كيف لامراءة متلي ربة بيت لم تكن تحمل هما في الدنيا إلا أن ترى أطفالها يكبرون بجوارها الواحد تلو الآخر أن تنسلخ عن عالمها لتقتحم عالم الماديات الذي لا يعترف بأرملة ولا بمسكينة؟ كيف لامراءة لم تأخد الا قصطا ضئيلا من التعليم ولم تتأهب إلا لمواجهة الحياة الزوجية والأسرية وتربية الأطفال أن تندمج في شغل محترم لا يخجل منه أبناؤها بعدها؟ كيف لامراءة محترمة ألفت أن تقابل بالإحترام داخل منزلها و خارجه أن تأتي الآن وتستجدي لتضفر بباب للرزق؟ وتقابل بالإزدراء وعدم المبالات من طرف المستخدمين, بعد أن كانت كل النظرات تلفها بالإحترام.

بائسة هي هذه الحياة التي حولتني من زوجة إلى أرملة, من سعيدة إلى شقية, تعيسة هي هذه الحياة التي حولت البشر من حولي من أ ناس إلى ذئاب جائعة, تترصد اللحظة المواتية حين أسأم من الحياة, ومن كل الأبواب الموصدة في وجهي لتفتح لي بابا مواربا تم تطعنني من الخلف وتنهش عرضي الذي استباحه الجميع, غريبة هي هذه الحياة التي ستدفعني لأي شيء مهما كان مذل أن أمسح الأرضيات أن أكنس تحت أرجل الأسياد, أن أنظف القدارات وأن أتعلم لغة الرجاء والتوسل, لأرجع بعدها للبيت في يدي طعام أسد به جوع أطفالي واللقمة التي سأأكلها أقدمها لهم بكل رضى وبكل حب متناسية شقاء اليوم بطوله وأنا أحضنهم وأداعبهم وأأمل لهم بغد أفضل.

وبعد كل هذا أتساءل أستأتي المسرات تباعا كما تأتي دوما المصائب تباعا؟ لا أدري ولم أعد أريد أن أدري, ليتني أكف عن التفكير وأكف عن ترقب المصائب والأحزان وكأني ألمحها خلال تقوب الستارة الشفافة التي تقبع خلفها وكأني أقول لها تعالي هلمي إلي فأنا خير ملاد لك أتركي كل الناس في سعادتهم وآمالهم وتعالي لي لأني لن أخسرشيئا ولن أربح شيئا بإضافتك إلى رصيدي الكبير.



#سعيدة_لاشكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضمير ضاع في الأنقاض
- فراق
- آآه منك يا قدر
- صياد القلوب
- رحلة إلى الريف
- زينب
- طريق بلا رصيف
- من مذكرات إنسانة
- ذكريات منسية
- يا بشر أحبو رسول الله
- مذكرات إنسانة
- شابة على قارعة القدر
- أانسان أنت أم أنك دكرى انسان
- وردة أنت وغيرك أشواك
- رسالة الى صديقي
- أحلام امرأة
- غصة ألم
- اتركونا يا عالم نرتمي في عالمنا العاجي
- يا بحر يا غدار
- طلاق


المزيد.....




- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدة لاشكر - امراءة بين ذئاب الحياة